Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون بطل خروج بريطانيا... عن طورها

انتقاداته اللاذعة لم توفر أحداً وتخطى فضائح ومواقف كانت كافية لتسقط آخرين

انتخب بوريس جونسون سابقاً عمدةً للعاصمة لندن وعيّن لاحقاً وزيراً للخارجية (رويترز)

"فرصتي بأن أصبح رئيساً للوزراء تعادل فرصة العثور على إلفيس (بريسلي) على سطح المريخ، أو أن أتقمص وأصبح شجرة زيتون". على الرغم من هذه الدعابة الغريبة، بدءًا من 23 يوليو (تموز) الحالي، بات ممكناً العثور على بوريس جونسون في "10 داونينغ ستريت".
من عمدة للعاصمة لندن، إلى وزير للخارجية، إلى رئيس لحزب المحافظين، ثلاث قفزات قبل الوثبة النهائية إلى رئاسة حكومة صاحبة الجلالة. الرجل "المحافظ" سياسياً، لا يحفظ لسانه عن أقذع العبارات ويمكن أن تجده في أغرب المواقف.

 

"احذروا الأشقرين"

هذا الرجل الأشقر، صديقٌ ودود للأشقر الآخر على الضفة الأخرى من الأطلسي (الرئيس الأميركي دونالد ترمب). والرسالة واضحة "احذروا الأشقرين!" الصديقان شريكان في اللسان اللاذع، ولا يحسبان للياقات السياسية أي حساب. منذ أمد غير بعيد، شبّه جونسون النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع بـ "صناديق البريد"، قبل أن يعود ويعتذر مذكراً بأصوله المسلمة، فجده لأبيه من أصول شركسية- تركية. بدورها، لم تنجُ هيلاري كلينتون من رصاص كلماته، إذ وصفها بالممرضة السادية التي تعمل في مصح للأمراض العقلية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نال أيضاً حصةً من "سلاطة" جونسون. ففي مسابقة شعرية نظّمتها مجلّة "ذي سبيكتايتور" البريطانية، في مايو (أيار) 2016 دفاعاً عن حرية الرأي في تركيا وأوروبا، تناول جونسون أردوغان بوصف لاذع، وفاز حينها بالمسابقة ونال 1000 جنيه إسترليني. لكنه عاد ووصف قصيدته بالـ"تافهة"، خلال زيارةٍ أجراها إلى تركيا، كوزير للخارجية في حكومة تيريزا ماي، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها إسطنبول.

تعيين ماي لجونسون وزيراً للخارجية، أثار استغراب كثيرين، فهو رجل المفاجآت في تصريحاته وتصرّفاته. فالرجل لا يوفّر أحداً في انتقاداته، هو الذي قال إن "أصول الرئيس الأميركي باراك أوباما الكينية، جعلته يكره تراث بريطانيا وتاريخها".

حب للدراجات الهوائية

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ انتخابه عمدةً للعاصمة البريطانية لندن، عام 2008، بدأت الأضواء تُسلّط على جونسون نتيجة أساليبه وقراراته، التي كان أبرزها منع المشروبات الكحولية في وسائل النقل العام. كما أولى اهتماماً خاصاً بمسألة تنظيم وتشجيع استخدام الدراجات الهوائية، واشتهر بالذهاب إلى مكتبه على متن دراجته، التي سُرقت مرات عدة، ما دفعه إلى محاربة ظاهرة سرقة الدراجات الهوائية في لندن.
ومن أكثر صوره انتشاراً، من زمن توليه رئاسة بلدية لندن، صورته متدلياً من سلك جوي كان يجتازه خلال استضافة المدينة دورة الألعاب الأولمبية عام 2012. فلم يكن أمامه سوى التلويح بعلمَي المملكة اللذين كان يحملهما، والإجابة عن أسئلة الناس بانتظار تخليصه.

رئيس الوزراء البريطاني الجديد كان مشاغباً أيام الدراسة، التي زامل خلالها أحد أسلافه، رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كامرون. لكن ادعاءه بأنه أمضى ليلةً في زنزانة، بسبب إلقاء أحد زملائه في جامعة أوكسفورد إناءً للزهور عبر نافذة مطعم، عام 1987، دُحضَ من قبل أحد زملائه الجامعيين عام 2010، قائلاً إن جونسون وكاميرون هربا قبل وصول الشرطة.

 

فضائح غرامية كبيرة لكن عابرة

حياة جونسون الغرامية شهدت بعض الفضائح وسبّبت له المشاكل، فانكشاف علاقته الغرامية السرية خارج إطار الزواج بالصحافية بترونيلا وايت، زميلته حين كان رئيس تحرير "ذي سبيكتايتور"، تسبّبت بفصله من منصب المتحدّث باسم حزب المحافظين عام 2004. وآخر فضائحه الغرامية، كانت أثناء حملته الانتخابية لرئاسة حزب المحافظين والحكومة البريطانية. فبعد منتصف ليل الجمعة 21 يونيو (حزيران) الماضي، اتصل جيران صديقة جونسون، المتحدثة السابقة باسم المحافظين كاري سيموندز (31 سنة)، بشرطة لندن للتبليغ عن سماع صراخ واستغاثة امرأة، وأصوات تكسير لأغراض وأطباق. وبالفعل حضرت دورية من الشرطة إلى شقة سيموندز وتحدّثت إليها وإلى جونسون، لكنها لم تجد أي أسباب تدعو إلى التدخل في الخلاف العائلي بينهما. واتضح أن جونسون انتقل للعيش مع صديقته في حي كمبرويل في جنوب لندن منذ ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، ودفعته علاقته بها إلى طلب الطلاق من زوجته، التي جمعته بها علاقة امتدت 25 سنة وأثمرت أربعة أبناء.

انتقادات معارضيه لم تفلح في إزاحته عن المسرح السياسي البريطاني، فهو مَن قاد حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وكسب جراء ذلك شهرة واسعة، مع معارضته الشديدة للبقاء في الاتحاد وتأييده حتى الخروج منه من دون اتفاق إن لزم الأمر.

وعلى الرغم من سجّله الحافل بالتصاريح الوقحة واللاذعة، استطاع جونسون أن يفوز برئاسة حزب المحافظين والحكومة البريطانية بغالبية كبيرة. فهل سيحسن الرجل، في منصبه الجديد، ترويض ألفاظه وتعابيره خدمةً للدبلوماسية البريطانية؟ وهل سينجح في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" حيث فشلت ماي؟ وحده الغد يحمل الإجابات.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات