ملخص
قبل ساعات من مثوله أمام محكمة أصدرت مذكرات للقبض عليه، حذر رئيس وزراء #باكستان السابق #عمران_خان من أن ردود الفعل على اعتقاله أو محاولة قتله ستكون قوية وعلى مستوى البلاد
أسقط قاض باكستاني مذكرة التوقيف بحق رئيس الوزراء السابق عمران خان إثر توجهه اليوم السبت إلى المحكمة بعد غيابه عن جلسات استماع عدة، وفق ما أفاد محاموه.
وأطيح عمران خان (70 سنة) في أبريل (نيسان) 2022 إثر مذكرة برلمانية بحجب الثقة ويواجه عشرات القضايا القانونية بينما يسعى إلى العودة للسلطة.
وقال محاميه جوهر خان لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم إن "المحكمة ألغت مذكرة التوقيف بعد حضور عمران خان. وتم تأجيل الجلسة حتى 30 مارس/ آذار".
بعد أيام من الجدل القانوني قطع خان أكثر من 300 كيلومتر من لاهور إلى مجمع المحاكم في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، لكنه لم يتمكن من الخروج من السيارة، إذ تجمع عدد كبير من أنصاره حول المجمع ورشقوا بالحجارة عناصر الشرطة الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع، لكن المحكمة قبلت حضوره وفق محاميه.
قبل ذلك قال خان في رسالة عبر مقطع فيديو مسجل على الطريق السريع "أنا ذاهب إلى محكمة إسلام آباد الآن. أريد أن أخبركم جميعاً أنهم وضعوا خطة لاعتقالي".
وفي العاصمة نشرت الشرطة اليوم نحو 4 آلاف عنصر تحسباً. كذلك داهمت الشرطة منزل عمران خان في حي فخم في مدينة لاهور بعدما أغلقت الطرق المجاورة وعلقت خدمات الهواتف المحمولة في المنطقة.
وأكد خان أنه عرضة لمؤامرة لمنعه من خوض الانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل وأضاف "الهدف من هجومهم على منزلي لم يكن تقديمي إلى محكمة إسلام آباد، بل إيداعي السجن".
وقال مسؤولون في الحزب السياسي الذي يتزعمه عمران خان، إن الشرطة دخلت منزله في لاهور اليوم السبت، بينما وصل هو إلى العاصمة إسلام آباد للمثول أمام المحكمة.
ويأتي هذا بعد أيام من المواجهة والاشتباكات العنيفة بين الشرطة وأنصار خان في محيط منزله، حيث حاولت الشرطة اعتقاله الثلاثاء الماضي.
وقال خان في تغريدة إن زوجته كانت في المنزل، ومثل أمام المحكمة بعد أن عبر عن خوفه من اعتقاله.
خان يحذر
وقبل ساعات من مثوله أمام محكمة أصدرت مذكرات للقبض عليه، قال رئيس الوزراء الباكستاني السابق لوكالة "رويترز"، إن ردود الفعل على اعتقاله أو محاولة قتله ستكون قوية وعلى مستوى البلاد.
وقال "حياتي مهددة أكثر من ذي قبل"، مضيفاً أنه يشعر بالقلق إزاء رد الفعل على اعتقاله أو أي محاولة لاغتياله، وتابع، "أشعر أنه سيكون هناك رد فعل قوي جداً وسيكون رد فعل على مستوى باكستان".
وقاد أسطورة الكريكيت السابق احتجاجات في عموم البلاد بعد الإطاحة به من السلطة العام الماضي، ويواجه عدداً كبيراً من الدعاوى القضائية. وحاولت الشرطة القبض عليه الثلاثاء الماضي، لكن من دون جدوى، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع أعضاء في حزبه.
وقال خان (70 سنة) في مقابلة بمنزله في لاهور قبل التوجه إلى إسلام آباد في وقت مبكر اليوم السبت، إنه شكل لجنة لقيادة حزب "حركة الإنصاف" الذي ينتمي إليه في حال اعتقاله، وأشار إلى أنه يواجه 94 قضية.
الحكومة والجيش
وأضاف خان الذي أصيب بطلق ناري خلال تجمع انتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني)، أن خصومه السياسيين والجيش يريدون منعه من خوض الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام، لكنه لم يقدم أدلة على ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يرد الجيش ولا الحكومة على طلبات تعليق، ونفت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف أنها تقف وراء القضايا ضد خان، وقال الجيش الذي يلعب دوراً كبيراً في باكستان حيث تولى السلطة فيها لقرابة نصف تاريخها الممتد منذ 75 عاماً، إنه لا يزال محايداً في ما يتعلق بالسياسة.
وقال خان إنه لا يوجد سبب لاحتجازه الآن في ضوء الإفراج عنه بكفالة في جميع القضايا، وفي حال إدانته في أي من القضايا، فمن الممكن صدور قرار استبعاده من خوض الانتخابات المقررة في نوفمبر، وأضاف، "تراني المؤسسة تهديداً في الوقت الحالي بشكل ما، وهذه هي المشكلة".
وحشد خان تأييداً شعبياً في أوساط الباكستانيين في ظل ارتفاع التضخم إلى معدلات هي الأكبر في عقود والتباطؤ الاقتصادي الذي سبب حالة من الشلل، إذ تنفذ البلاد إصلاحات مالية مؤلمة لتجنب التخلف عن سداد ديونها.
التوازن
ويشارك الآلاف في كل مرة يدعو فيها خان إلى تظاهرات، وقال، "أعتقد أن أولئك الذين يحاولون ذلك غير قادرين على إدراك الوضع، وللأسف، فإن العقل الذي يفكر في قتلي أو اعتقالي، لا أعتقد أنه يدرك الوضع الذي وصلت إليه باكستان الآن".
وذكر أن الجيش لعب دوراً في الإطاحة به من السلطة بعدما ساءت العلاقات مع قائد الجيش السابق الجنرال قمر جاويد باجواه الذي تقاعد في نوفمبر، وأضاف أن القائد الجديد الجنرال عاصم منير يتبع السياسة ذاتها.
ونفى الجيش في السابق الاتهامات الذي يوجهها له خان.
وقال رئيس الوزراء السابق، "كما تعلمون، يلعب (الجيش) دوراً طوال تاريخنا الممتد منذ 70 إلى 75 عاماً، لكن ينبغي أن يكون هذا الدور متوازناً الآن، عليكم إحداث هذا التوازن الآن لأن التوازن السابق لم يعد مجدياً".