Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رغم ارتفاع "برنت" لـ63 دولاراً... إلى أين يتجه التأمين على ناقلات النفط؟

تحذيرات مستمرة من تصاعد التهديدات الإيرانية... و"غولدمان ساكس" يخفض توقعاته لنمو الطلب

أسعار النفط تعاود الارتفاع في ظل حرب ناقلات النفط (رويترز)

فيما اشتعلت حرب تأمين ناقلات النفط في منطقة الخليج والشرق الأوسط، عادت أسعار النفط إلى الارتفاع في تعاملات صباح الاثنين، حيث استقر خام "برنت" أعلى 63 دولاراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من ارتفاع مستوى التوتر في تأمين ناقلات النفط منطقة الخليج العربي نتيجة اختطاف عدد من ناقلات النفط، لكن موقف لجنة الحرب المشتركة لسوق لندن للتأمين المسؤولة عن تحديد ووضع أسعار التأمين البحري، لم يتغير حتى الآن، حيث لم يتغير سعر التأمين الرسمي ولا (الريت)، رغم سماح اللجنة لشركات التأمين بأخذ احتياطاتها بزيادة السعر بحسب نظرتها للمخاطر التي تتحملها.

وقبل ساعات، حذرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، من أن قطاع الشحن البحري يدفع فاتورة التهديدات الإيرانية للملاحة في ظل ارتفاع تكاليف تأمين عبور مضيق "هرمز"، وسط دعوات بالتدخل العسكري لحماية السفن أو توفير "شرطة دولية" في البحار.

وأوضحت الصحيفة أن صناعة الشحن العالمية منقسمة حول أفضل السبل لتأمين مضيق هرمز، حيث تستعد لوقوع اضطرابات تجارية محتملة في واحد من أهم الممرات المائية في العالم، بعد استيلاء إيران على ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا، يوم الجمعة الماضية.

ونوهت بأن ثلث النفط المنقول بحراً في العالم يمر عبر مضيق هرمز، وبالنسبة لملاك السفن والوسطاء ومجموعات الصناعة، كان الحادث الأخير مخالفة واضحة للوائح الدولية وحرية الملاحة التي تدعم التجارة العالمية.

لكن تضاعفت علاوات التأمين على ناقلات النفط بين 8 و10 مرات، في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي.

"برنت" يصعد بأكثر من 1% لـ36.48 دولاراً

في سوق النفط، ارتفعت الأسعار، حيث زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" بنسبة 1.01% مسجلاً مستوى 63.48 دولار.

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 15 سنتا أو 0.3% إلى 55.78 دولار.

وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج "برنت" جلسة تداول الجمعة الماضية مرتفعة بنحو 54 سنتا لتبلغ عند التسوية 62.47 دولار للبرميل، في حين صعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 24 سنتا لتنهي الجلسة عند 55.63 دولار للبرميل.

لكن الخام الأميركي أنهى تعاملات الأسبوع الماضي على خسائر قدرها 7%، في حين هبط خام "برنت" بنسبة 5.5%، على مدار الأسبوع، وهي أكبر خسائر أسبوعية للخامين القياسين منذ أواخر مايو (أيار) الماضي.

"غولدمان ساكس" يخفض توقعاته لنمو الطلب

وفي تقرير حديث، خفض "غولدمان ساكس" توقعاته لنمو الطلب على النفط على أساس سنوي لعام 2019 مستندا إلى أنشطة اقتصادية عالمية محبطة تأثرت سلبا بصورة أكبر بطقس أقل برودة وضعف الطلب على الوقود لتوليد الكهرباء ومراجعات خفضت الطلب لمستويات تاريخية، ما يشير لنمو أضعف للطلب على النفط في 2018.

وعدل البنك توقعاته لنمو الطلب على النفط لعام 2019 إلى 1.275 مليون برميل يوميا انخفاضا من 1.45 مليون برميل يوميا في بداية العام.

وأوضح أن هذا المستوى ما زال أعلى من متوسط التوقعات عند نحو 1.05 مليون برميل يوميا في العام الحالي.

ومع ثبات جميع العوامل الاخرى، نُقدر أن تعديلا بالرفع لمتوسط التوقعات للعام الجاري فيما يخص نمو الطلب على النفط إلى مستوى تقديراتنا عند 1.275 مليون برميل يوميا سيقود لارتفاع سعر برنت بواقع ستة دولارات للبرميل.

وتوقع نمو الطلب على النفط في 2020 إلى 1.45 مليون برميل يوميا بفضل تسارع تدريجي للنمو الاقتصادي العالمي فضلا عن زيادة الطلب بسبب القواعد الجديدة لوقود السفن التي تطبقها المنظمة البحرية الدولية بداية من عام 2020.

إيران تنفي تأثر صادراتها النفطية رغم العقوبات

في سياق متصل، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، إن صادرات إيران من الخام لم تتأثر حتى الآن بحوادث الناقلات الأخيرة في الخليج.

وأوضح أن صادرات وناقلات النفط إحدى المسائل التي لدينا قيود فيها، والولايات المتحدة وحلفاؤها تسببوا في قيود لنا وينبغي أن نكون حذرين.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرت تقريراً أوضحت فيه أن النفط الإيراني لا يزال يُهرّب إلى سوريا، على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

وأشارت الصحيفة إلى أن تهريب النفط أدى لسحب نحو مليوني برميل يومياً من الأسواق العالمية دون التسبب في رفع أسعاره.

وأوضحت أن 5 ناقلات نفطية إيرانية وصلت إلى ميناء بانياس السوري خلال مايو (أيار) الماضي، مشيرة إلى أن كل سفينة تحمل قرابة مليوني برميل من النفط، وتبلغ قيمتها حوالي 60 مليون دولار، وتتسلم المصافي السورية النفط وتقوم بمعالجته واستخدام مشتقاته في إدامة العمليات العسكرية، وبيع الباقي للمواطنين.

التهديدات قد تطال ثلث إمدادات النفط العالمية

وفي سوق تأمين الناقلات، قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن علاوات التأمين على ناقلات النفط قد تضاعف بين 8 و10 مرات.

يأتي ذلك في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وآخرها احتجاز إيران لناقلة سويدية تحمل العلم البريطاني. ويمر عبر مضيق هرمز ثلث إمدادات البترول المنقول بحراً، ما يجعله أكثر الممرات البحرية حيوية لقطاع نقل النفط.

وأبرزت سلسلة الهجمات التي تعرضت لها ناقلات النفط، في خليج عمان، أهمية مضيق هرمز كممر دولي لنقل النفط للعالم.

ويفصل مضيق هرمز المائي بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج بخليج عمان وبحر العرب. ويبلغ عرض المضيق 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه 3 كيلومترات في كلا الاتجاهين.

وبحسب شركة "فورتيكسا" للتحليلات النفطية، فإن نحو خمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر المضيق، أي نحو 17.4 مليون برميل يوميا في حين بلغ الاستهلاك نحو 100 مليون برميل يوميا عام 2018.

كما يمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وذكرت الصحيفة أنه ومع هذا التوتر، ترتفع المطالبات العالمية بتوفير حماية دولية لحرية الملاحة البحرية في خليج عمان مع استمرار تهديدات إيران لأهم شريان بحري في العالم. وفي حين تبدو الخيارات المتاحة لشركات الشحن في تأمين سفنها قليلة، يبدو أن تكلفة تهديدات إيران لحركة الشحن في المضيق ستقع على عاتق هذه الشركات.

وفي محاولة لتأمين شحناتها تلجأ شركات الشحن إلى توظيف حراس أمن على متن السفن، ولكن ذلك لا يضمن سلامة هذه السفن بالإضافة إلى تكلفته العالية.

كما أن مطالبات وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لشركات الشحن البريطانية بتجنب مضيق هرمز قد لا تحل المشكلة، خصوصا في ظل توجه شركات الشحن بعيدا عن الناقلات البحرية الإنجليزية.

ما هي الخيارات المتاحة أمام التهديدات الإيرانية المستمرة؟

وفي ظل حالة التوتر التي تشهدها المنطقة، قال خبير النفط الدكتور أحمد صلاح، "إن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة سوف تشعل حرب تأمين الناقلات خلال الفترة المقبلة"، مؤكداً "أن الشركات بالفعل بدأت تدرس رفع كلفة التأمين التي كانت تحصل عليها قبل أن تشهد المنطقة هذه التوترات العنيفة".

وأوضح لـ"اندبندنت عربية"، "أن الخيارات المتاحة أمام هذه التهديدات والتجاوزات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني، تتمثل في تأجيل الشحنات، أو تجنب المرور في مضيق هرمز حتى تستقر الأمور وتبتعد إيران عن الناقلات التي تستخدم المضيق.

لكن الخسائر الكبيرة ستكون من نصيب أصحاب شركات الشحن وتأمين الناقلات، حيث من المتوقع أن ينخفض عدد الشحنات التي تستخدم الخليج العربي ومضيق هرمز، وذلك بالنسبة للعقود غير المؤجلة أو غير المرتبطة بوقت معين، لكن في النهاية فإن المستهلك النهائي هو الذي سيتحمل ارتفاع أي تكلفة سواء كان ذلك في رسوم التأمين أو تكلفة الشحن".

وأشار صلاح إلى "أن الشركات بدأت زيادة عمليات التأمين على ناقلاتها، وهذا أصبح أكثر تكلفة، وبالتالي فلا بديل عن رفع رسوم التأمين خلال الفترة المقبلة، والشركات هي التي ستحدد قيمة هذه الزيادة التي لن تقل بأي حال من الأحول عن 20% من التكلفة الحالية".

مؤسسة النفط الليبية تعلن حالة القوة القاهرة

في سياق متصل، أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، حالة القوة القاهرة وتوقف عمليات شحن النفط الخام بميناء الزاوية في وقت متأخر من يوم السبت الماضي، بعد توقف إنتاج حقل الشرارة أكبر الحقول النفطية بالبلاد عقب إغلاقه في اليوم السابق بسبب إغلاق أحد الصمامات.

وكان الحقل الاستراتيجي هدفا لعمليات إغلاق عديدة في السنوات الأخيرة سواء من قبل محتجين أو جماعات مسلحة.

وذكرت المؤسسة في بيان، "أن شحن النفط الخام لميناء الزاوية الواقع على بعد 49 كيلومترا غربي طرابلس توقف نتيجة الإغلاق". وأضافت "أن الإغلاق تسبب في خسارة نحو 290 ألف برميل من الإنتاج اليومي تقدر قيمتها بنحو 19 مليون دولار يوميا".

وقال مسؤول بالمؤسسة الوطنية الليبية، "إن إنتاج الخام في ليبيا تراجع يوم السبت إلى ما يزيد قليلا على مليون برميل يوميا. لكن لم يؤثر إغلاق الشرارة على حقل الفيل النفطي القريب".

وأوضحت المؤسسة الوطنية، "أن الخزانة العامة للدولة ستتحمل تأمين احتياجات السوق المحلي من المحروقات نتيجة استمرار التوقف".

وذكرت "أن مثل هذه المحاولات المتعمدة والرامية إلى تخريب خطوط الأنابيب وعرقلة عمليات الإنتاج لا تضر فقط بالإيرادات الوطنية النفطية، بل تتسبب أيضا في عرقلة عمليات إمداد المواطنين الليبيين بمستلزماتهم من الطاقة الكهربائية".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد