باحتفاء كبير استقبل الفيلم السعودي "#الهامور"، الذي طرح رسمياً في دور العرض المصرية ليصبح أول #فيلم_سعودي يطرح تجارياً في مصر، وهو من إخراج عبد الإله القرشي، وتأليف هاني كعدور وعمر باهبري.
يشارك في بطولة الفيلم فهد القحطاني، وخالد يسلم، وإسماعيل الحسن، وخيرية أبو لبن، وحسام الحارثي، وعلي الشريف، وفاطمة البنوي، التي عرفها الجمهور المصري في أكثر من عمل درامي مثل "ما وراء الطبيعة"، و"60 دقيقة"، ووضع الموسيقى التصويرية للعمل الموسيقار المصري هشام نزيه.
حضور ضخم
حرص عدد كبير من النجوم على حضور العرض الخاص للفيلم الذي أقيم في إحدى صالات العرض الكبرى بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة القاهرة، ومنهم نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي، وغادة عادل، ودينا الشربيني، والممثلون محمد ثروت، وعزوز عادل، وحسام داغر، والشاعر السيناريست أيمن بهجت قمر، والمخرج خيري بشارة، وعمرو سلامة، وعدد كبير جداً من صناع السينما المصريين والسعوديين، إضافة إلى أبطال الفيلم ومخرجه، وعقب عرض الفيلم عقدت ندوة لمناقشة العمل بحضور صناعه وضيوف العرض الخاص والإعلاميين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أحداث فيلم "الهامور" مستوحاة من قصة حقيقية جرت معالجتها بشكل كوميدي ودرامي ساخر، ويتناول العمل حكاية وقعت في مدينة جدة بطلها هامور سوا المحتال الأشهر في تاريخ السعودية، الذي مارس جرائمه في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وتحديداً عام 2004، وقام بتشكيل شبكة من المحتالين لجمع الأموال من المساهمين وتوزيع أرباح وهمية، متبعاً أساليب غير تقليدية في النصب، وساعده في ذلك مجموعة من المعارف والأصدقاء، ليرتفع عدد ضحاياه إلى أكثر من 40 ألف شخص بمبالغ مليار و400 مليون ريال (373 مليون دولار)، لكن بعد سنوات من الجريمة تبدأ مملكته في الانهيار نتيجة فساده وشركائه.
تحد كبير
مخرج الفيلم عبد الإله القرشي قال لـ"اندبندنت عربية"، إنه العمل الروائي الطويل الثاني له بعد فيلم "رولم"، وحكى عن بداية الفكرة قائلاً "كنت أعمل في المجال البنكي وتولدت لدي الفكرة، حيث كان لي صديق يدعى عبد الإله يحب الاكتتاب وشراء الأسهم، وفكرت في الموضوع منذ عام 2004، وعندما توجهت إلى الولايات المتحدة لدراسة الإخراج ظل الأمر عالقاً في ذهني حتى عدت ونفذت الفكرة كعمل سينمائي".
وأكد مخرج فيلم "الهامور" سعادته بكون الفيلم أول عمل سينمائي سعودي يعرض في مصر، موضحاً "مفاجأة جميلة لكل صناع السينما السعودية أن يعرض العمل في بلد السينما العربية مصر، صاحبة أكبر جمهور"، واصفاً الفيلم بقوله إنه "كان تحدياً كبيراً وقبلناه، لأننا من المفترض أن نتحدى أنفسنا قبل أن نتحدى الآخرين".
وعن الرقابة في السعودية، يقول عبد الإله "إقناع الجهات المعنية في السعودية بخروج الفيلم للنور لم يكن صعباً كما تخيل بعض الناس، بل على العكس عرضنا الأمر عليهم بشكل صريح وجذاب فما كان منهم إلا كل مودة وتفهم وترحاب وتشجيع، وهم في النهاية أشخاص ذوو إدراك عال جداً ومتفهمون، وليس صحيحاً أنهم يخافون من جرأة عمل أو وجود موضوع غير تقليدي".
وأضاف مخرج "الهامور"، "أنا كمخرج كنت حريصاً من جهة أخرى على جودة العمل وجرأته من دون وجود أي شيء خادش للحياء، سواء ألفاظ أو عبارات متوارية أو مشاهد مخجلة، وعلى رغم ذلك أعترف أن لكل فيلم متطلباته، وبالنسبة إلى الجرأة فإن معيارها هو عدم الاصطدام مع الجمهور في ما يخص أخلاقياته، لكن بالنسبة إلى جرأة الموضوع أو صراحته فحدث ولا حرج".
وحول مشاركة الموسيقار المصري هشام نزيه في الفيلم ووضعه الموسيقى التصويرية، قال إن "وجود نزيه في العمل مصدر سعادة كبيرة بالنسبة إلي وأسرة المشروع كلها، وقد كان الاختيار الأول والأخير لنا، وعلى رغم أنه جاء بعد أن انتهيت تقريباً من تصوير العمل، لكنني لم أتخيل غيره من البداية كموسيقي، وبالفعل كانت توقعاتي في محلها، وقدم موسيقى للفيلم في قمة الروعة كما تخيلتها وأكثر".
أيقونة ومعالم
بطلة الفيلم الممثلة السعودية فاطمة البنوي قالت إنها فخورة بعرضه تجارياً للمرة الأولى في مصر، وهو حدث استثنائي، بحسب قولها، سيتكرر مع أعمال أخرى سعودية تعرض تباعاً، مشيرة إلى أن التجربة الأولى مهمة بالنسبة إليها وإلى صناع السينما السعودية، حيث إن العرض في مصر له طعم خاص لما يحمله من معان كبيرة، فضلاً عن ضخامة عدد الجمهور.
وتابعت البنوي "أعتبر ما يحدث خطوة جيدة تستدعي الفخر والسعادة، والفيلم بحق مشرف للسينما السعودية ولكل من شارك في صناعته، وهو من إنتاج (بوليفارد أستوديوز) وتأليف وتمثيل طاقم كله سعودي".
وتحدثت عن شخصيتها في الفيلم قائلة "قدمت شخصية جيجي، وهو دور مميز فنياً ومختلف، وعندما قرأت العمل شعرت أن الشخصية أيقونية ومن معالم جدة، والصعوبة تكمن في أن لديها مرجعاً ثقافياً وحقبة زمنية معينة، وطبعاً كان لابد من مراجعة كل التفاصيل بدقة، لأنها شخصية حقيقية والناس تعرفها، ولا مجال لتقديم شيء مخالف للحقيقة وتوقعات الناس، حتى لا تظهر بشكل مزيف غير قابل للتصديق".
واختتمت البنوي "أعلم أن الشخصية يراها بعض الناس شريرة أو مستفزة، لكني كممثلة أحب تجسيد كل نموذج نسائي مهما كان غريباً أو غير نمطي، والجمهور شديد الذكاء ويحب التنوع ويدرك جيداً أن هذا تمثيل ويجب تقديم كل الأنماط البشرية خلاله".
ردود فعل
استقبل عدد من صناع السينما والفن المصري فيلم "الهامور" لدى عرضه في مصر بحفاوة كبيرة، وقال السيناريست أيمن بهجت قمر إن "الفيلم جيد ومصنوع بشكل حرفي ومميز، ومن الخطوات الرائعة أن يعرض فيلم سعودي في دور العرض المصرية، فهذا انفتاح فني مطلوب ومهم، والجمهور المصري أصبح شغوفاً بالاطلاع على أعمال فنية من جنسيات مختلفة، والفيلم هو بداية قوية للسينما السعودية، وأعتقد ستعقبه عروض قوية، ومع الوقت سيتم التعامل بشكل تبادلي بين العروض المصرية والسعودية عبر مصر والسعودية".
وأوضح المخرج عمرو سلامة أن صناعة السينما السعودية تقدمت بشكل مذهل ومفاجئ، لدرجة أنه لا أحد يصدق أن فيلم مثل "الهامور"، وغيره من الأعمال السينمائية التي تعرض في المهرجانات الدولية وتحقق نجاحاً فنياً كبيراً، هي أعمال وليدة صناعة حديثة لا تتجاوز 10 سنوات مثلاً، الأمر الذي يؤكد أن التقدم صاروخي على الصعيد السينمائي السعودي بواسطة شباب متطلع وشغوف ومتعلم بشكل رائع.
وعن توقعاته حول استقبال الجمهور المصري، قال "مشكلة الجمهور هنا في مصر أنه ليس معتاداً على لهجات مختلفة، لكن مع الوقت الأمور ستكون في إطارها الصحيح، وسيتعود الجمهور على اللهجات العربية، والدليل على ذلك أن الإقبال على الأفلام العربية في المهرجانات ذات اللهجات السورية واللبنانية والسعودية وغيرها يكون ضخماً، وهذا في حد ذاته مؤشر إلى الانفتاح الثقافي الذي يتطور مع الوقت، والسينما السعودية صناعة متكاملة وجيدة ومستقبلها رائع، وستحقق نجاحاً ساحقاً خلال سنوات قليلة".