تحظى النجمة العالمية جولي ديلبي بجماهيرية كبيرة في الوطن العربي، فهي صاحبة رصيد كبير من الأعمال المهمة التي لاقت استحساناً من الجمهور وأبرزها ثلاثية "قبل الغروب وقبل الشروق وقبل منتصف الليل"، كما لعبت بطولة عديد من الأفلام المهمة مثل "زوي" و"يومان في باريس" و"ولولو" .
وديلبي ممثلة ومؤلفة ومنتجة ومخرجة وملحنة (فرنسية – أميركية)، ولدت في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1969 بباريس .ورشحت لجائزة أوسكار مرتين خلال مسيرتها أعوام 2005 و2014.
في حوار خاص التقت "اندبندنت عربية" جولي ديلبي، وكشفت عن علاقتها بالسينما العربية، وأبرز الأعمال في مسيرتها الفنية، والفرق بين الأميركية منها والأوروبية، كما تحدثت عن مستقبل الجزء الرابع من أعمالها مع إيثان هوك، وهل تفضل أن تكون مخرجة أم ممثلة؟
وعن معرفتها بالسينما العربية قالت، في البداية هي تعلم جيداً أن هناك سينما جيدة تصنع في الوطن العربي، وجهوداً جبارة لإحداث تطور كبير في تلك الصناعة التي تحتاج إلى إمكانيات هائلة، فهي أشبه بالماكينات الضخمة العملاقة التي تستلزم طاقات وأموالاً وفكراً ومجهوداً حتى تبدأ في الوقوف على أرض صلبة.
تضيف، أنها فوجئت بأن لها جمهوراً كبيراً في مصر والوطن العربي، ويسعدني وجود متابعين ومعجبين لي في الدول العربية، فهذا انتشار وتوسع لم أكن أحلم به وأقول للجميع، "إني أيضاً أحبهم ومحبتهم أمر عظيم بالنسبة لي".
وأشارت ديلبي إلى أنها تحب اللغة العربية جداً وتشعر أنها تسمع لكنة مميزة، واستدركت، إلى حضورها مهرجان مراكش، وكيف كانت تتابع اللغة العربية وتستمتع بها، كما أنها طلبت من ابنها الذي درس أربع لغات أن يدرس اللغة العربية ووافق رغم صعوبتها بالنسبة له. وعن علاقتها بالمهرجانات العربية أوضحت أن المرة الأولى التي حضرت مهرجاناً عربياً كان مراكش، وكانت المرة الأولى التي تزور المدينة، رغم أنها زارت المغرب عدة مرات خصوصاً مدينة طنجة وكازابلانكا والرباط.
قبل منتصف الليل
بشخصية "سيلين" اشتهرت جولي ديلبي ثلاثية "قبل الغروب، وقبل الشروق، وقبل منتصف الليل"، وشاركها البطولة النجم العالمي إيثان هوك في دور جيسي، ودارت الثلاثية حول لقاء شاب أميركي فتاة فرنسية، وحدوث قصة حب تطورت عبر ثلاثة أجزاء، وكان يفصل بين الجزء والآخر ما يقرب من 10 سنوات، فقد قدمت الجزء الأول عام 1994، والثاني عام 2004 والثالث في 2013 .
وقالت، إن الثلاثية تعتبرها تجربة شخصية وأمراً عاطفياً قريباً من شخصيتها، إضافة إلى أنها من أبرز ما قدمت في حياتها الفنية من حيث الرومانسية، ونجاح هذه الأفلام يعني أن الناس تميل للمشاعر والبهجة، وربما وجدوا ضالتهم في هذا العمل بأجزائه.
ونفت جولي ما يتردد عن وجود جزء رابع بينها وبين إيثان هوك وقالت، كنا صغاراً وشباباً وقدمنا الأفلام في وقت مناسب، زمنياً وشكلياً. أما الآن فلا أعتقد أن تكملة الأفلام ستكون مجدية، فقد تقدمت أنا وإيثان في العمر، ولن يصبح الأمر مقبولاً أن نقدم رومانسية غير متناسبة، كما أن سيلين التي أقوم بدورها أصيبت بالسرطان في الجزء الثالث، وعلينا أن نتطرق لهذه الجزئية إذا قدمنا جزءاً رابعاً، وأعتقد في حالة وجوده ستكون البطولة الحقيقية لأبنائنا في العمل فكان هناك بنتان لي أن وايثان، وابن له من زواجه السابق، وأشارت إلى أنه في هذه الحالة سيخرج العمل عن سياق الأجزاء السابقة ولا معنى من تقديمه.
وتابعت جولي أنها استمتعت كثيراً بالعمل معه، ووصفته أنه ممثل رائع، لكن اكتفت من نجاحهما معاً في الوقت الحالي، ولا يوجد مخطط لعمل قريب بعد ثلاثة أفلام على مدار ما يقرب من 20 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كونتيسة الدم
جولي عملت مع أبرز المخرجين العالميين مثل ريتشارد لينكلاتر الذي أخرج ثلاثيتها. كما تعاملت مع جون لوك گودار وأنييسكا هولاند وجيم جارموش، وفي 2009 شارك فيلمها "كونتيسة الدم" الذي كتبته وأخرجته، في مسابقة مهرجان برلين.
وفازت بجائزة أفضل إخراج في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي عن فيلم "سكايلاب" 2011، وتم أخيراً اختيار فيلميها "لولو" و"زوي" في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وفي 2021، عرضت سلسلة "على وشك" التي قامت بكتابتها وإنتاجها وإخراجها على منصة "نتفليكس".
وأشارت ديلبي إلى أن رحلتها الفنية طويلة واكتشفت فيها كل أنواع المتاعب، وتخطت الصعاب، وكل فيلم يمثل تجربة حياتية استثنائية بالنسبة لها، وما زال لديها شغف تقديم أفكار وأعمال مختلفة ووصفت ذلك الشغف بعبارة" إذا توفرت لي الوسائل لاستكشاف مختلف الأنواع السينمائية، سأفعل ذلك".
الاختيار الصعب
بعد دراسة الإخراج وكتابة السيناريو في جامعتي نيويورك وكولومبيا، كتبت جولي ديلبي سيناريو فيلم "يومان في نيويورك" الذي قامت بإخراجه ولعبت فيه دور البطولة، وبعده فيلم "يومان في باريس". وشاركت في كتابة سيناريو "قبل الغروب" و"قبل منتصف الليل"، الذي فاز بعديد من جوائز السيناريو. كما أخرجت عديداً من الأفلام منها فيلم "زوي".
سألناها هل تفضل العمل كمخرجة أو منتجة أم كممثلة؟ أخبرتنا: أفضل أن أكون مخرجة بشرط توفر الإمكانيات التي تسمح لي بتحقيق أمنياتي، وتصوير ما أريد بشكل فني، وأحب الكتابة أيضاً، لكن لا أنكر أني ممثلة في الأساس، وليس علي أن أختار مهنة من بين الثلاثة بل يمكنني ممارستها جميعاً، لكني أفضل تقليص عملي كممثلة بشكل كبير.
وخصت جولي فيلم "زوي" وكشفت أنه من أقرب الأفلام لقلبها لأنه يروي قضية إنسانية حساسة، ووصفت فيلم "البحث عن جيمي" بأنه استثنائي. مضيفة أنه تم تصويره في ظرف 24 ساعة من دون توقف، أما فيلم "يومان في باريس" فجمعها بوالديها كممثلين، وهذا حدث نادر وعظيم في وجهة نظرها.
الاستقرار بالولايات المتحدة
وعن استقرارها منذ نحو 14 عاماً في الولايات المتحدة، والفرق بين الصناعة الأميركية للسينما عن نظيرتها الفرنسية والأوروبية قالت ديلبي، لم أخطط للاستقرار بأميركا، عموماً لست شخصاً يخطط لمسيرته المهنية بطريقة مسبقة، لكنها ظروف قدرية أو ما يسمى تصاريف الحياة. دوماً أحن لباريس فهي بلدي الجميلة.
أوضحت أن الفرق بين الصناعة الأميركية والأوروبية في السينما تتمثل في، أن هوليوود عبارة عن ماكينات ضخمة من حيث الأموال والإمكانيات بشكل يصعب مقارنته بأي سينما أخرى، لهذا فالمنافسة صعبة، لكن صناعة السينما الأوروبية جيدة جداً ومتقدمة.
وأشارت إلى أن المنافسة الحقيقية ليست بين الصناعة الأميركية والأوروبية، بل بين السينما عموماً والمنصات، التي ظهرت فجأة لتسهل كثيراً من الأمور وتجعل الجميع يكسب أموالاً جيدة. كما شددت أن كل أنواع السينما سواء ترفيهية أو تجارية أو غير ذلك تصنفها ضمن قائمة الإبداع، فلا يمكن الانحياز لنوع سينما على حساب الآخر.
وكشفت ديلبي أن جائحة كورونا أثرت كثيراً في صناعة السينما خصوصاً الأفلام ذات التكاليف المتوسطة والصغيرة، حيث شهدت ضعفاً كبيراً، والأخطر من ذلك أن الناس تعودوا طوال فترة كورونا أن يجلسوا في منازلهم ويشاهدوا الأفلام عبر المنصات، وهذا غير جيد بالنسبة للسينما، لكن الأمور تعود تدريجياً والناس لن يقاطعوا السينما مهما حدث. واختتمت حوارها بأنها تحضر لمشروع فيلم جديد سيكون معظمه فرنسياً، ولكن جزءاً منه باللغة العربية، كما تحضر جزءاً جديداً من مسلسل "على وشك".