Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إذاعات أتتنا من وراء البحار وحملت موجاتها ما يطلبه المستمعون

كل دولة مؤثرة وجهت خدمة عربية إلى منطقتنا منها ما توقف ومنها ما تكيف مع متطلبات التكنولوجيا

أثناء تسجيل أغنية في "إذاعة القدس" (ويكيبيديا)

قبل 100 عام تقريباً بدأت #الإذاعات تنتشر في #العالم_العربي. كانت تجارب مدهشة ورائدة في بدايات تكوينها تماشياً مع التطور التكنولوجي الذي رافق عمليات البث البدائية وصناعة أجهزة الراديو.

لا شك أن هذه الإذاعات التي وقفت خلفها دول مؤثرة على الصعيد العالمي كانت وسيلة لتوجيه الرأي العام العربي بما يخدم مصلحتها، وبثت أحياناً برامج بقيت بعيدة من ذائقة المستمع العربي، لكنها من جهة أخرى فتحت آفاقاً مدهشة ونوافذ انسابت منها أفكار الحداثة وقيم الديمقراطية، وكسرت عزلة كانت تفرضها بعض الأنظمة على شعوبها.

 

بعد 100 عام لم تمت التجربة ولكنها تنازلت عن المرتبة الأولى وانتقلت إلى عصر جديد تماشياً مع التطور التكنولوجي لتضيف البث الرقمي عبر الإنترنت إلى البث الفضائي.

بين عام 1925 وعام 1970 عرفت الإذاعة في العالم العربي عصرها الذهبي عندما كانت وسيلة التواصل السريع شبه الوحيدة. لم تستطع الصحافة المكتوبة أن تنافسها في الوصول إلى كل شرائح المجتمعات والمناطق ولكن عندما انتشر التلفزيون تراجعت إلى الخلف.

كانت الإذاعات بدأت تحتل رويداً رويداً الأجواء وتتفشى كتجربة جديدة وغريبة مستوردة. وهي كانت مرتبطة بشكل أساسي مع مسألتين: تأسيس محطات توليد الطاقة الكهربائية واستيراد أجهزة الراديو التي كان معظمها يعمل أيضاً على البطاريات.

البدايات البعيدة

مرت هذه التجربة في العالم العربي بمراحل عدة. مرحلة التأسيس كانت بين الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وهي بذلك لم تكن صناعة محلية بل مستوردة مع قوات الحلفاء التي حررت الدول العربية من السيطرة العثمانية وبدأت بتأسيس الدول المستقلة. وكان جهاز الراديو يلتقط البث في أوقات محددة فقط، وخصوصاً عند ساعات الصباح أو المساء.

لم يقتصر الأمر على المحطات التي أنشئت في البداية في عدد قليل من الدول العربية، بل جاءت التجربة الأكبر قبيل الحرب العالمية الثانية من خلال إنشاء محطات إذاعية دولية تخاطب العالم العربي والشعوب العربية. وتلك كانت بداية المرحلة الثانية من الدور الذي لعبته الإذاعة في دنيا العرب وترافقت مع استقلال عدد من هذه الدول وتأسيس إذاعات وطنية خاصة، قبل أن تولد في مراحل لاحقة الإذاعات الخاصة. وهي المرحلة الذهبية للإذاعة وقد امتدت حتى بداية السبعينيات عندما بدأ التلفزيون يقتنص منها هذا الدور بسبب انتشار محطات التلفزة المحلية وتوسع شبكات الكهرباء ووصولها إلى معظم المناطق والمنازل في المدن والقرى.

"هنا لندن"

أهم الإذاعات العالمية التي وجهت بثها إلى العالم العربي كانت هيئة الإذاعة البريطانية بشعارها الشهير "هنا لندن"، و"مونت كارلو"، وإذاعات روسية وإيطالية وألمانية... إلخ.

"بي بي سي عربي" شبكة لنقل الأخبار والمعلومات إلى العالم العربي بدأت إذاعياً وتطورت لاحقاً لتشمل الإنترنت والراديو والتلفزيون والهواتف المحمولة. وتعد "بي بي سي العربية" أكبر وأقدم خدمة إعلامية تطلقها "بي بي سي" بلغة غير الإنجليزية، وقد واصلت تطورها منذ انطلاقها في 3 يناير (كانون الثاني) عام 1938 حتى صارت في مقدمة المحطات الإعلامية في العالم. وكانت تعرف منذ نشأتها وحتى التسعينيات بـ"القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية". وكانت تخاطب شعوب العالم العربي وتخصص فقرات خاصة لكل دولة وتبث الأغاني والبرامج الثقافية والتمثيلية وروائع القصص وتركز على تعليم اللغة الإنجليزية. وهي كانت كأول إذاعة بلغة أجنبية من القسم العالمي التابع لـ"بي بي سي"، والتي استمرت خدمتها سبعين عاماً قبل أن توقف بثها الفضائي في 27 يناير من هذا العام، وكانت تتميز بالافتتاحية الشهيرة "هنا لندن: هيئة الإذاعة البريطانية" وقد أصبحت الافتتاحية في فترة التسعينيات "هنا لندن: بي بي سي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحد أسباب إنشاء بريطانيا هذه المحطة كان منافسة إذاعة "راديو باري" الإيطالية. أنشئت المحطة نحو عام 1934 في محاولة لإيصال التأثير الإيطالي إلى المنطقة العربية ومنافسة النفوذ البريطاني والفرنسي. وكانت القناة تهاجم مواقف بريطانيا وفرنسا تجاه القومية العربية وقضية فلسطين، ولكنها لم تستمر طويلاً في البث وتوقفت بعد هزيمة الطليان في الحرب العالمية الثانية. وقد أصدرت إيطاليا معها مجلة "راديو باري العربية" عام 1941. وقد سيطرت المعارضة الإيطالية عليها عام 1943 واستخدمتها في الحرب ضد الفاشية قبل أن تسيطر عليها قوات الحلفاء.

"حي العرب"

المنافسة الأساسية لإذاعة لندن كانت من إذاعة برلين العربية التي أنشئت في برلين أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت موجهة إلى العالم العربي. وقد سعت من خلالها ألمانيا النازية إلى مخاطبة العرب وكان أبرز مذيعيها يونس بحري الذي كان عراقياً ويستهل تعليقاته بعبارة "هنا برلين حي العرب". وقد طلب من وزير الدعاية السياسية بول جوزف غوبلز بث آيات من القرآن في بداية إرسال الإذاعة، فوافق، وبعد فترة أحست بريطانيا بذلك فبدأت إذاعة (BBC) ببث آيات من القرآن الكريم أيضاً. وكان يونس بحري قد اكتسب خبرته الإذاعية في إدارة محطة قصر الزهور في بغداد والتي أنشأها الملك غازي. وبعد انتقال يونس بحري من العراق إلى ألمانيا عمل في المحطة حتى سقوط ألمانيا النازية، وألف كتباً عدة عنها، كما صدر عنها مجلة "الجهير" التي نشر فيها يونس بحري مقالاته.

إذاعة موسكو

انطلقت إذاعة موسكو في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 1929. وبدأ البث العربي في 15 أغسطس (آب) 1945. راديو موسكو كان الإذاعة الدولية الرسمية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية حتى عام 1993. أعيد تنظيم المحطة تحت اسم "صوت روسيا"، التي أعيدت تسميتها بعدها لتصبح "راديو سبوتنيك". في أوج نشاطها، كانت محطة راديو موسكو تبث بما يزيد على 70 لغة باستخدام أجهزة إرسال في الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية وكوبا. وكانت تبث برامجها باللغة العربية على مدى أربع ساعات في اليوم.

إذاعة القدس

إذاعة القدس أو إذاعة "هنا القدس" كانت تابعة للانتداب البريطاني على فلسطين وكانت تبث بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والعبرية، وقد استمرت من 30 مارس (آذار) 1936 وحتى نهاية فترة الانتداب في مايو (أيار) 1948. كانت السلطة المسؤولة عن البث هي خدمات الإذاعة الفلسطينية التابعة لسلطات الانتداب والتي لاقت مساعدة فنية من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

افتتحت دار الإذاعة في القدس، وأقيمت لها أبراج بث في منطقة رام الله. وكان لها ثلاث هيئات تحرير مستقلة باللغات العربية والإنجليزية والعبرية وأوقات بث منفصلة باللغات الثلاث.

تميز عمل الإذاعة بتضاد بين فريقي العمل العربي والعبري، ففي حين تعاطف فريق العمل العربي مع الثورة ضد الاحتلال البريطاني والصهاينة، روج فريق العمل العبري للصهيونية وكان ينادي "هنا أرض إسرائيل" بدلاً من "هنا القدس"، مما أثار احتكاكات بين الجانبين.

 

بعد حرب 1948 واصلت إسرائيل البث بالعبرية على إحدى موجتي إذاعة القدس وسمته "صوت إسرائيل". أما الأردن فواصل البث بالعربية على الموجة الأخرى وسماه "إذاعة القدس العربية"، التي كان تعرف أيضاً بـ"راديو رام الله". في يونيو (حزيران) 1967 انتهى بث "إذاعة القدس العربية" عندما احتل الجيش الإسرائيلي مقر الإذاعة.

إذاعة الشرق الأدنى

محطة إذاعة الشرق الأدنى كانت تابعة لوزارة الخارجية البريطانية وتبث باللغة العربية من يافا في فلسطين بين عامي 1941 و1957. كانت في جنين، حيث كان مقر القيادة البريطانية، وفيما بعد تم نقلها إلى يافا التي كان فيها كثير من الصحف، ومن المثقفين والفنانين العرب ثم انتقلت الإذاعة إلى القدس في حي الشيخ جراح، عندما اشتدت الصدامات بين العرب واليهود في نهاية عام 1947 وبداية عام 1948. نشرة الأخبار كانت تأتي باللغة الإنجليزية، وتترجم إلى اللغة العربية. بعد أزمة قناة السويس عام 1956 فرض على المحررين والمذيعين العرب أن يبثوا نشرة الأخبار التي تهاجم العرب من دون أن يكون لهم أي حق بالتدخل أو لفت النظر، فكانت تلك نهاية إذاعة الشرق الأدنى، إذ تمت الاستقالة الجماعية للعرب العاملين فيها، فاندثرت تلك الإذاعة. وقد انتقل قسم من المحررين والمذيعين العرب بعد عام 1948 لمتابعة العمل من قبرص وكانت إذاعة مفتوحة لعدد كبير من الذين تدربوا فيها وانتقلوا إلى العمل في الإذاعات الوطنية في لبنان وسوريا ومصر.

الجزائر ومصر

الجزائر ومصر أول الأقطار العربية التي عرفت الإذاعة المسموعة في نحو عام 1925، وظهرت في الحالتين بمبادرات فردية، ففي الجزائر ظهرت على يد مستوطن فرنسي أنشأ محطة إرسال على الموجة المتوسطة لم تتعد قوتها 100 كيلوواط، ثم ارتفعت عام 1928 إلى 600 كيلوواط وتذيع باللغة الفرنسية، والأخرى بقوة 200 كيلوواط وتذيع باللغة العربية، إلى أن ظهرت أول إذاعة رسمية في الجزائر عام 1963.

أما مصر فقد عرفت الإذاعة عام 1926، عندما استصدر هواة اللاسلكي في ذلك الوقت رخصاً من وزارة المواصلات لإنشاء محطات إذاعية أهلية، وظهرت المحطات الأهلية في كل من القاهرة والإسكندرية، ومنها "راديو القاهرة" و"راديو فؤاد" و"مصر الحرة" و"مصر الملكية" و"أبو الهول" و"الجيش"، وكان بعضها يذيع باللغة العربية والبعض بلغات أجنبية، وتم إلغاء هذه الإذاعات عام 1932 لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت إرسالها عام 1934.

ومنذ ذاك الوقت توالى ظهور الإذاعات العربية خلال النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي، فظهرت في تونس عام 1935، وفي العراق عام 1936، وفي لبنان عام 1938، وفي ليبيا عام 1939، وفي الأربعينيات في كل من السودان عام 1940، وسوريا عام 1941، والصومال عام 1943، واليمن الشمالية عام 1947، وفي الأردن عام 1948، وأسس النظام الإذاعي في السعودية عام 1949، وفي الخمسينيات ظهرت الإذاعة في كل من الكويت عام 1951، واليمن الجنوبي عام 1954، وموريتانيا عام 1956، وقطر عام 1968، والإمارات عام 1969، وسلطنة عمان عام 1970.

الإذاعة المصرية

بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934 بالاتفاق مع شركة "ماركوني"، وفي عام 1947 ألغي العقد مع شركة "ماركوني". أما إذاعة "صوت العرب" فتم إنشاؤها في 4 يوليو (تموز) عام 1953. وكانت من أهم الإذاعات المصرية التي بثت لجميع أقطار العالم العربي باللغة العربية. اشتهرت كوسيلة أساسية استخدمها الرئيس المصري في حينه جمال عبدالناصر لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي للبلدان العربية، وكانت مخصصة أيضاً للهجوم على الأنظمة العربية المناوئة له. وقد سطع نجمها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وقد أتبعت لوزارة الإرشاد القومي التي صدر مرسوم بإنشائها عام 1952، وأنشأت إذاعة خاصة بالثورة الجزائرية عام 1954 استمرت حتى عام 1962.

إذاعة دمشق

محطة حكومية تتبع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا تبث من دمشق وتغطي كل الأراضي السورية وجزءاً من أراضي الدول المجاورة. بدأت إرسالها في الثالث من فبراير (شباط) عام 1947.

إذاعة لبنان

هي من أقدم الإذاعات في العالم العربي. أنشأها الانتداب الفرنسي عام 1938 باسم "راديو الشرق"، وفي أبريل (نيسان) 1946 انتقلت ملكيتها إلى الدولة اللبنانية، وأصبح اسمها الرسمي "الإذاعة اللبنانية"، وفي السبعينيات أصبحت تعرف باسم "إذاعة لبنان".

 

راديو بغداد

إذاعة بغداد ثاني محطة إذاعية سمع صوتها في الوطن العربي بعد إذاعة القاهرة، حيث افتتحت رسمياً بتاريخ 1 يوليو 1936، وكانت تسمى في أواخر الأربعينيات محطة بغداد للإذاعة اللاسلكية. كان للملك غازي إذاعة بسيطة مصغرة في قصر الزهور يرضي بها هوايته الشخصية، فتم تحويلها إلى إذاعة رسمية.

أما إذاعة "صوت أميركا" فتوقفت عام 2002. بعد الاجتياح الأميركي للعراق أسست إذاعة جديدة مستقلة مكانها سميت راديو الشرق الأوسط أو "راديو سوا"، بميزانية مبدئية تقدر بـ22 مليون دولار.

إذاعة مونت كارلو الدولية

 إذاعة فرنسية ناطقة باللغة العربية يوجد مقرها في باريس منذ تأسيسها عام 1972. وتتبع مجموعة France Médias Monde المكونة من تلفزيون فرانس 24 الناطق بلغات ثلاث، وإذاعة فرنسا الدولية، وتبث من باريس وتتوجه إلى القارات الخمس بـ14 لغة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات