Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما العلاقة بين السرطان وعمليات زرع الثدي؟

وزيرة الدولة لشؤون الصحة ماريا كولفيلد تنظر في اقتراحات تدعو إلى أن تحذو المملكة المتحدة حذو الولايات المتحدة في إصدار تنبيهات أكثر صرامة إلى خطورة حشوات الثدي

هناك علاقة محتملة بين الحشوات التي تُزرع في الثدي ونوع نادر من سرطان الجهاز المناعي (غيتي)

تأخذ الحكومة البريطانية على محمل الجد دعواتٍ تطالبها بتوجيه تحذيراتٍ أقوى في شأن مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بجراحات زراعة وتكبير الثدي. وزيرة الدولة لشؤون الصحة ماريا كولفيلد كانت قد تعهدت بدرس اقتراحاتٍ بأن تحذو المملكة المتحدة حذو الولايات المتحدة في إصدار "أعلى تحذيرات السلامة" في ما يتعلق بحشوات الثدي.

وتشمل الاقتراحات الإشارة إلى وجود علاقةٍ محتملة بين الحشوات التي تُزرع في الثدي ونوع نادرٍ من سرطان الجهاز المناعي يُعرف باسم "ورم الغدد الليمفاوية ذي الخلايا الكشمية الكبيرة" Anaplastic Large Cell Lymphoma (BIA-ALCL) المرتبط بجراحات زراعة الثدي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فلور أندرسون من حزب العمال البريطاني المعارض وعضو البرلمان (عن دائرة باتني جنوب غربي لندن)، طلبت من الوزيرة مراجعة مسألة وجود علاقة بمرض السرطان، وإرشادات هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) NHS في هذا المجال، ونصحت بتقديم شروحاتٍ واضحة لأن ذلك من شأنه أن يجنب الأطباء العامين والمرضى الحصول على تشخيص بعد فوات الأوان.

هذا التبادل في الحوار جاء خلال جلسة لـ "مجلس العموم" لإنهاء مناقشاتٍ مؤجلة في ما يتعلق بموضوع دعم النساء المتضررات من فضيحة زرع الثدي بحشوات "بولي إمبلانت بروتيز (بي آي بي) السيليكونية Poly Implant Prostheses (PIP) (التي كانت تنتجها شركة فرنسية تمت تصفيتها عام 2010 بعد الكشف عن أنها استخدمت السيليكون الصناعي غير المناسب للاستخدام البشري في تصنيع حشوات صدرٍ معيبة وبيعها بشكل غير قانوني منذ عام 2001).

وجرى سحب عبوات "بي آي بي" من أسواق المملكة المتحدة عام 2010 بعدما تبين أنها مملوءة بسيليكون غير طبي مخصص للاستخدام في فرش الأسرة.

وفي هذا الإطار تشير تقديراتٌ إلى أن نحو 47 ألف امرأة في المملكة المتحدة تم زرع هذا النوع من الحشوات في أثدائهن، ليتبين من خلال تقرير طلبت الحكومة البريطانية إعداده في يونيو (حزيران) عام 2012، أنها مصنوعةٌ من سيليكون غير مصرح به، وهو عرضة للتمزق بنحو ضعف معدل حشوات السيليكون الأخرى.

 

وقالت الوزيرة كولفيلد لـ "مجلس العموم": "إنني أتفق تماماً مع وجهة نظر (السيدة أندرسون) في شأن جعل هذه المعلومات متاحة بسهولة للجميع، كما أؤيد موقفها المتعلق بإصدار تصنيفاتِ أعلى تحذيرات السلامة التي تستخدمها "إدارة الغذاء والدواء" في الولايات المتحدة Food and Drug Administration (FDA) لمعرفة ما إذا كنا بحاجة لتحسين المعلومات المتاحة للنساء.

وأضافت "إن أي حشوةٍ تُزرع في الثدي يمكن أن تتسبب في تكون شكلٍ نادرٍ للغاية من "أورام الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية" (أو اللمفومة اللاهودجكينية)  Non-Hodgkin’s Lymphoma، يُسمى "سرطان الغدد الليمفاوية ذا الخلايا الكشمية الكبيرة" المرتبط بجراحات زرع الثدي".

وأوضحت كولفيلد أن "الورم ليس سرطان الثدي، بل هو شكلٌ نادر جداً من الليمفومة اللاهودجكينية الذي ينمو استجابةً لرد فعل الجسم على زراعة الثدي. لذلك لا يتعلق الأمر تحديداً بعبوات "بي آي بي"، بل يمكن في الواقع أن يكون أحد المخاطر الصغيرة لأي عملية زرع ثدي".

وتابعت وزيرة الدولة البريطانية: "لقد أصدرت "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"  Medicines and Healthcare products Regulatory Agency (MHRA) توجيهاتٍ للنساء اللواتي أجرين جراحات زراعة الثدي، لكنني أؤيد نقطة (السيدة أندرسون) القائلة بأنه يتعين تنبيه النساء إلى هذه المخاطرة الصغيرة التي يواجهنها عند اتخاذ قرار إجراء عملية تجميلية، وهذا ما سنقوم بمتابعته بالتأكيد بعد هذا النقاش".

وكانت البرلمانية "العمالية" فلور أندرسون قد لفتت عند افتتاح النقاش، إلى أن الأطباء يرجحون أنه "إذا لم يتم اتخاذ إجراءٍ في هذا المجال، فسيشهد عام 2026 ذروةً في وفيات السرطان المرتبطة بعمليات زراعة الثدي.

وبعدما حذرت السيدة أندرسون من أن نساء في بريطانيا "عانَين ومتنَ بصمت"، تحدثت عن عددٍ من حالات الإصابة بـ "ورم الغدد الليمفاوية ذي الخلايا الكشمية الكبيرة". وقالت إن "سوزان غريف، وهي أم لطفلين صغيرين، كانت أول امرأةٍ في المملكة المتحدة يتم تسجيلها على أنها تحتضر نتيجة إصابتها بهذا الشكل النادر من أورام الغدد الليمفاوية عام 2013. وقد تلقت "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" اعتباراً من الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) 81 تقريراً تؤكد الإصابة بأورام  BIA-ALCL.

وأشارت في المقابل إلى "وجود قائمةٍ طويلة من الأبحاث قام نظراء علميون بمراجعتها... والتي تثبت وجود علاقةٍ لحشوات الثدي بالسرطان في المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي أيضاً".

لكنها قالت إن "الموقع الإلكتروني لهيئة ’أن أتش أس يذكر 6 مرات أنه لا يوجد سبب للقلق بالنسبة إلى النساء اللواتي زرعن حشوات "بي آي بي" في أثدائهن. وعلى رغم أنه يشير إلى وجود خطرٍ كبيرٍ لجهة حدوث تمزق، لكن يجب أن يشرح بوضوح شديد أن هناك صلةً بالسرطان، لتجنب عدم تنبه الأطباء وضحايا "بي آي بي" لهذه العلاقة المهمة وإجراء التشخيص في مرحلةٍ متأخرة للغاية".

وذكرت البرلمانية "العمالية" بأن "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" أصدرت عدداً من التنبيهات المتعلقة بالأجهزة الطبية، التي تنص على أنه يجب تحذير المرضى الذين يخضعون لجراحات زراعة الثدي من خطر الإصابة بـ "ورم الغدد الليمفاوية ذي الخلايا الكشمية الكبيرة".

لكنها رأت أن "ذلك لا يكفي، ففي الولايات المتحدة مثلاً - وعلى نقيض ذلك - بدأت "إدارة الغذاء والدواء" تتحدث بوضوح كبيرٍ عن وجود علاقة بين الحشوات والأورام، ووضعت ما تُسمى تصنيفات أعلى تحذيرات السلامة على حشوات الثدي، منبهةً إلى أنها ترتبط بمجموعةٍ من الحالات الطبية المزمنة، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية، وآلام المفاصل، والاضطراب العقلي، وآلام العضلات والتعب المزمن، وكذلك سرطان الغدد الليمفاوية".

المزيد من صحة