Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطريقة المثلى للخطأ... لماذا غزت الولايات المتحدة العراق؟

اهتز البيت الأبيض بعد صدمة 11 سبتمبر وصارت المواقف الأميركية مزيجاً خطراً من الشعور بالذنب والخوف والغضب والغطرسة

كان تركيز بوش الابن الأساسي ينصب على حماية الولايات المتحدة لا على نشر الديمقراطية (أ ف ب)

في ذكرى مرور 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على برجي مركز التجارة العالمي ومواقع أخرى في الولايات المتحدة، كتب بروس ريدل مقالة لم تزل متاحة على موقع مركز "بروكينغز" للأبحاث بعنوان "11/9 والعراق: صنع مأساة"، قال فيها إن "الرئيس جورج دبليو بوش كان مهووساً بالديكتاتور العراقي صدام حسين، وضلل الشعب الأميركي متعمداً في شأن المسؤول عن هجمة 11/9. لقد كنت في البيت الأبيض يوم 12 سبتمبر 2001، ضمن موظفي مجلس الأمن الوطني، وقريباً صادفت دفتر يومياتي لعام 2001، وقد كتبت فيه ملاحظات وجيزة عن نشاط كل يوم في البيت الأبيض الذي كنت أعمل فيه مديراً لشؤون الشرق الأقصى، فكنت أقابل مستشارة الأمن الوطني كوندوليزا رايس كل يوم، والرئيس بوش مراراً بسبب الانتفاضة الثانية. في الـ14 من سبتمبر، كنت مع بوش في أثناء مكالمته الهاتفية الأولى بعد 11/9 مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. قال بوش على الفور إنه يخطط لـ(ضرب) العراق قريباً. فزع بلير فزعاً مسموعاً. وضغط على بوش من أجل دليل على ارتباط العراق بهجمة 11/9 وبـ(القاعدة). وبالطبع لم يكن من ارتباط، وكانت الاستخبارات البريطانية تعلم ذلك".

قبل سنوات قليلة كتب الصحافي والكاتب الأميركي فريد كابلان مقالة عنوانها "لماذا غزونا العراق؟"، قال فيها إن "قرابة عقدين مضيا منذ أن أصدر الرئيس جورج بوش [الابن] أمراً بغزو العراق عام 2003، وهو ما قد يمكن القول إنه أكبر خطأ استراتيجي في التاريخ الأميركي، إذ أدى إلى مصرع أكثر من أربعة آلاف من أفراد الجيش الأميركي، و208 آلاف من المدنيين العراقيين (بحسب مجموعة Iraq Body Count البحثية)، ناهيكم عن زعزعة استقرار الشرق الأوسط وما ترتب عليه من اضطرابات مهلكة من قبيل العنف الطائفي، وظهور (داعش)، ووقوع أزمة لاجئين تفوق أية أزمة من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن ويلات أخرى"، وأعقب ذلك بقوله "لم نزل لا نفهم لماذا خاضت الولايات المتحدة تلك الحرب".

ومضى كابلان في مقالته، المنشورة بـ"ذي نيوروك رفيو أوف بوكس" بتاريخ 22 يوليو (تموز) 2021، فقال إن الرأي الشائع لخوض أميركا تلك الحرب يلقي اللوم على المحافظين الجدد، "وبصفة أساسية على مسؤولين متوسطين في إدارة ريغان قاموا في سنوات نفيهم خلال إدارة بيل كلينتون بتأسيس ما عرف بمشروع القرن الأميركي الجديد (PNAC)، وهو عبارة عن مركز أبحاث يدعو إلى سياسة خارجية تشدد على تفوق الولايات المتحدة وتضمن توسيع مناطق السلام الديمقراطي من خلال الإطاحة الجبرية إن لزم الأمر بالطغاة المعادين وليس أقلهم صدام حسين".

إذاً فقد كانت إطاحة صدام حسين مشروعاً للمحافظين الجدد منذ أن أحجم جورج بوش الأب "عن إرسال قوات أميركية إلى بغداد شمالاً بعد طرد جيش صدام الغازي للكويت عام 1991"، وكتب كابلان أن اثنين من أصحاب المناصب الوسطى في إدارة بوش الأب، وهما بول وولفيتز نائب وزير الدفاع، ولويس ليبي رئيس موظفي نائب الرئيس ديك تشيني، "ما كادا يرجعان إلى السلطة [في ولاية بوش الابن] حتى دفعا هذه الأجندة بحماسة جديدة".

الآن، وفي الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن الانسحاب الأميركي من المنطقة، وتقدم قوى خارجية أخرى لملء الفراغ أو لمنافسة الوجود الأميركي المحدود، وفي حين لم تزل فيه صفحة الغزو الأميركي للعراق مليئة بفراغات كثيرة، يظهر كتاب جديد للمؤرخ الأميركي الأستاذ بجامعة فرجينيا وأحد مؤرخي الدبلوماسية الأميركية المرموقين ميلفن بي ليفلر بعنوان "في مواجهة صدام حسين: جورج بوش الابن وغزو العراق" لتقديم رواية مغايرة لهذه الحرب، ربما يكون من الإنصاف وصفها بالخلافية.

ثمن الخوف الأميركي

مستعرضاً الكتاب في "فاينانشيال تايمز"، 17 يناير (كانون الأول) 2023، كتب روبرت زوليك أن ما يقدمه ليفلر في تاريخه العلمي لقرار جورج بوش الابن بغزو العراق ليس "تبرئة وإنما هو تفسير".

ربما لا تكون 20 عاماً وقتاً كافياً لمؤرخ كي يكتب عن حدث لم يكشف بعد عن وثائقه السرية وملفاته الحكومية، لكن لفيفر، بحسب روبرت زوليك، "جمع نطاقاً واسعاً مما صدر من مواد وأجرى حوارات تفصيلية، ثم مارس ضغوطاً من أجل الكشف عن بعض الأوراق السرية" ليبدأ حكاية الغزو الأميركي للعراق في لحظة باتت على قرب عهدنا بها بمثابة أرض غير مألوفة الآن، وهي لحظة ما بين عامي 2001 و2003. وتأسيساً على هذه الفترة يبدأ ليفلر محاولته لفهم أسباب وكيفية خوض أميركا لتلك الحرب.

يكتب زوليك أن ليفلر يستهل كتابه "مواجهة صدام" برسم "الصورة التي كان عليها صدام حسين حقاً. مستعيداً بذلك ما شعر به الشعب الأميركي قبل 20 عاماً من الرعب والاشمئزاز. وتضمنت قسوة صدام الغاشمة اغتصاب أعزاء أمام أسرهم، وإغراق ضحايا في الحمض، وغزو بلدين جارين، واستعمال أسلحة كيماوية ضد خصوم داخليين وخارجيين. وفي عام 1991، بعد حرب الخليج لتحرير الكويت، أصيب العالم بالصدمة حينما علم أن صدام قام بتخصيب اليورانيوم وأسس مشروعاً متقدماً لقنبلة نووية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه إذاً هي صورة صدام "حقاً" على حد تقدير روبرت زوليك، ولا أحسب أن أحداً قد يوصم بالدفاع عن الطاغية العراقي الراحل إن هو قال إن هذه الصورة يجب ألا توصف بالحقيقية، لا من مؤرخ ولا من صحافي، فكلاهما يجب أن يفسح في الحقيقة مجالاً لاحتمالات أخرى، فأقصى ما يمكن وصف هذه الصورة به من دون ما وقوع في شرك الانحياز هو أنها جانب حقيقي من صورة تحتمل جوانب أخرى، جانب يبرزه مؤرخ ويعتمد عليه في قراءة الحدث الذي يؤرخ له، وهذا حقه، وواجبه أيضاً، وفقاً لما اجتمع بين يديه من مواد. وقد تكون الصورة الكاملة الحقيقية أسوأ من ذلك، أو أفضل، لكن هذا القطع اليقيني هو الذي لا يليق بقارئ أن يتقبله ويستسلم له.

اهتز البيت الأبيض بحسب ما يوضح ليفلر بسبب صدمة هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في نيويورك وواشنطن. وصارت المواقف الأميركية مزيجاً خطراً من "الإحساس بالذنب والخوف والغضب وغطرسة السلطة، وبخاصة بعد السقوط السريع لنظام (طالبان) الحاكم في أفغانستان"، بحسب ما يكتب زوليك، و"تسببت ردود فعل البيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات في حال دائمة من الخوف. فكانت الاستخبارات المركزية الأميركية تمد بوش ببيان تهديدات يومي مستخلص من تقارير الساعات الـ24 السابقة، مؤلف مما بين 40 و50 صفحة كل يوم، ومتضمناً قرابة 400 تهديد في الشهر. وبهذه الذهنية الجديدة في النظر إلى الأمن الوطني تعاملت الإدارة الأميركية مع أسوأ المخاطر باعتبارها الواقع اليومي". وهذا إذاً هو العالم كما رأته، أو صورته، الاستخبارات الأميركية: حقل ألغام فيه قرابة 400 لغم في الشهر الواحد.

بعيداً من المزاعم الزائفة بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل نووية، وبعيداً من دراما مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تابعها بعضنا في حينها على مدار أسابيع وأشهر، وبعيداً من جلسة مجلس الأمن الشهيرة التي جمعت كولن باول وزير الخارجية الأميركي آنذاك ومحمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية أيامها وآخرين، وبعيداً من كل التزييف الاستخباري الذي كان مفضوحاً في حينه أمام العالم ثم تأكد زيفه بمرور السنين، يأتي كتاب ليفلر ليتذرع بالخوف وحده، محاولاً في ما يبدو أن يبرر به القرار الأميركي.

يكتب زوليك أن "أكبر مخاوف الإدارة الأميركية كانت أنهم تخيلوا مزيجاً من الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. ويوضح ليفلر أن بوش لم يكن يعتقد أن لصدام علاقات بـ(القاعدة)، لكن عوامل عدة ساقت الرئيس إلى طريق المواجهة مع صدام، ومن هذه العوامل سلوك صدام السابق، وانهيار العقوبات، وخطر إمكانية أن يمد العراق من يريدون تدمير أميركا بما لديه من أسلحة رهيبة. فكان تركيز بوش الأساسي ينصب على حماية الولايات المتحدة، لا على نشر الديمقراطية".

في استعراضها للكتاب تكتب مجلة "كيركوس" أن ليفلر "يدرس عن كثب تفكير جورج بوش الابن ومجموعة مستشاريه في السياسة الخارجية التي عرفت بالبراكين (Vulcans)، ومنهم وعلى رأسهم كوندوليزا رايس، بعد أحداث 11 سبتمبر وما دفعت إليه من (الحرب على الإرهاب) التي بدأت من دون ما يكفي من الاستعداد والتخطيط، وبخاصة في ما يتعلق بعزو العراق في مارس (آذار) من عام 2003".

لأسباب كثيرة كانت الإدارة الأميركية قلقة من نظام صدام حسين حتى قبل 11 سبتمبر، ومن تلك الأسباب "كذب صدام حسين في شأن ترسانته من الأسلحة البيولوجية والكيماوية، ودعمه للإرهاب، وكراهيته للصهيونية، وطموحاته الكبيرة إلى وحدة عربية يقودها هو نفسه. والكاتب يرى أن إبداء قدر كبير من الاهتمام باحتمال أن حيازة صدام لأسلحة دمار شامل كان رد فعل منطقياً من الأميركيين بسبب ما تأكد من سلوكيات صدام الشائنة، وبسبب الفزع الأميركي على إثر العجز عن منع كارثة 11/9، فمن هنا كان الحرص على إزالة أية فرص لاحتمال أن تقع مرة أخرى هجمة مماثلة". أي إن الخلاصة إذاً هي أن العراق دفع ثمن الخوف الأميركي من تكرار هجمات سبتمبر.

 

يكتب روبرت زيلوك أن الرئيس جورج بوش الابن وجميع مستشاريه اتخذوا في عام 2002 "قراراً مصيرياً، دونما مناقشة، بعدم الاعتماد على الردع"، وكان ينبغي أن يكون الردع على الأقل أحد الخيارات الأميركية للتعامل مع صدام حسين، شأن التعامل بالردع مع قوى أخرى تبلغ من القوة مبلغ روسيا، أو من عدم القدرة على التنبؤ بأفعالها مبلغ كوريا الشمالية. "لم يتبن أحد حجة أن الردع، على رغم مخاطره، كان الأفضل ضمن خيارات سيئة. ولكن حينما تتشكل الذهنية الحاكمة لواشنطن من الإحباط ونفاد الصبر واليقين الأخلاقي، لا يبقى من مكان للتشكيك في أسوأ الاحتمالات أو التعايش مع أعداء خطرين. فلم يعد أحد على الإطلاق بياناً بما في البدائل المختلفة من إيجايات وسلبيات، بل لقد اختار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية الأميركي كولن باول مساراً إجرائياً آخر، إذ أقنعا الرئيس باللجوء إلى الأمم المتحدة للضغط على صدام بقبول التفتيش"، أو لنقل بتعبيرات تلك الفترة إنهما اختارا اللجوء إلى "الدبلوماسية القسرية".

يأتي في استعراض موقع "أكسفورد أكاديميك" للكتاب أن "الرئيس بوش تبنى استراتيجية الدبلوماسية القسرية، راجياً أن صدام حسين، في حال مواجهة العراق لتهديد عسكري، سيفتح بلده أمام التفتيش، أو يتخلى عن أسلحة الدمار الشامل المزعوم امتلاكه لها، أو يهرب، أو يطاح به" وتنجو الولايات المتحدة من الهاجس الذي سيطر عليها آنذاك، وهو أن تتكرر أحداث 11 سبتمبر مرة أخرى لكن بأسلحة كيماوية أو بيولوجية عراقية. "ولما سمح صدام بدخول المفتشين وظل يعرقل عملهم، رأى بوش أن صدقية أميركا باتت على المحك".

تلك هي مشكلة الدبلوماسية القسرية كما كتب روبرت زيلوك، إذ تتمثل "في أنه عند فشل الدبلوماسية لا بد أن يتبعها القسر، ما لم يكن ثمة استعداد للتراجع. وقد تعلم الرئيس أوباما هذا الدرس حينما تراجع في 2013 عن (الخط الأحمر) الذي كان قد أعلنه لسوريا، أما بوش فقد وضع الصدقية الأميركية على المحك، وامتحنها أمام العالم، فتعذر عليه أن يتراجع، وإلا لخلق فراغاً أمنياً كان يحتمل أن يملأه صدام".

الطريقة المثلي للخطأ

يتوقف ليفلر في سرديته عند دراسة ما كانت الإدارة تتوقع أن تفعله في العراق بعد الفوز في الحرب، فقد ولى بوش المسؤولية لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع، لكن رامسفيلد كان يريد أن يخرج الجيش من اللعبة، في حين كان بوش يشعر بمسؤولية تجاه العراق، وبعد أن قام الرئيس بتعيين جيري بريمي لقيادة مشروع بناء عراق جديد، اعترف بريمر بالحاجة إلى مزيد من القوات الأميركية لإقرار الأمن، بينما أراد رامسفيلد أن تنقل الولايات المتحدة السلطة للعراقيين فوراً. ولم يواجه أحد ذلك التناقض الجذري. فلعل الدرس الكبير المستفاد، في رأي ليفلر، من تجربة حرب العراق أن "ما كان داخل الإدارة من احتكاكات وخلافات هو الذي جعل من الاحتلال تلك المأساة التي لم نزل نعيش عواقبها إلى اليوم"، على حد تقدير موقع "أكسفورد أكاديميك". ليس القرار إذاً هو الخاطئ، ولكن الخطأ الأكبر هو في اختلاف وجهة النظر حول الطريقة المثلى لارتكاب الخطأ.

يلقي ليفلر اللوم في الحرب برمتها على تقارير الاستخبارات، التي رسمت صورة مشوهة لأسلحة صدام، وإن "لم يعثر على أمثلة لتشويهات عمدية لأدلة" بحسب ما يكتب زيلوك. "لكن تراكم التقارير الأمنية، بما فيها من أحكام قائمة على اقتراضات وتكهنات، خلقت صورة يقينية زائفة. وفي أواخر ديسمبر 2002، ضغط بوش وكوندوليزا رايس على جورج تينيت مدير الاستخبارات المركزية الأميركية طلباً لدليل ملموس، لكن أحداً لم يستمر في متابعة الضغط".

وفي محاولة لاتباع ليفلر في إلقاء اللوم بعيداً من بوش، على سبيل التفسير طبعاً وليس التبرئة، يضيف زيلوك أنه "لا بد للرؤساء من مديري استخبارات قادرين على طرح الأسئلة الصعبة وقول ما لا يحب الرؤساء أن يسمعوه"، وهذا ما افتقر إليه بوش، وما لم يقتصر على مدير الاستخبارات وحده.

يكتب ليفلر أنه "في عصر يوم 11 سبتمبر في البنتاغون، وبينما النيران لم تنطفئ بعد وسيارات الإسعاف لم تزل تطلق صافراتها، كان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد رجع إلى الفناء المعبأ بالدخان المفضي إلى مكتبه. وسجل مساعده المقرب ونائبه ستيفن كامبون بلغة مختزلة يصعب فك شيفرتها أفكار رامسفيلد حيال صدام حسين وأسامة بن لادن: "ضرب ص ح [أي صدام حسين] في الوقت نفسه. ليس أ ب ل [أي أسامة بن لادن] فقط. هدف قريب. هائل. محو تام. يجب فعل ذلك. ضرب شيء نافع".

ويسارع ليفلر فيضيف قائلاً "لم يوافق الرئيس. ففي تلك الليلة رجع جورج دبليو بوش إلى واشنطن وهمه الأساس هو طمأنة الأمة وتخفيف معاناتها وبث الأمل. قيل له إن (القاعدة) هي المسؤول الأرجح عن الهجمة، فلماذا يركز على العراق. وفي اليوم التالي، في اجتماع مجلس الأمن الوطني، دعا رامسفيلد ونائبه وولفيتز إلى القيام بعمل ضد صدام حسين. ففي ظل عدم وجود أهداف صالحة في أفغانستان أو خطط حربية للتخلص من (طالبان)، رأى مسؤولو وزارة الدفاع أن العراق قد يمثل الفرصة الأفضل لاستعراض القوة الأميركية، لكن حججهم لم تلق صدى لدى أي من الحاضرين".

ربما لم يزل بعضنا ممن عاصروا أيام ضرب أفغانستان يتذكرون ما كان يعقد من مقارنات بين ثمن الصاروخ الأميركي والخيمة الأفغانية التي يصيبها. صحيح أنه لم يكن لدى العراق أسلحة نووية، لكن كان لديه ما هو أثمن من خيام في الجبال، وما هو أصلح للتحطيم، كانت لديه حضارة، وشعب، ومدن، وتعايش بين طوائف متعددة، وأيضاً كان لديه طاغية ظل جاثماً فوق ذلك كله إلى أن انتهى مشنوقاً على أطلال بلده الذي لم يبرأ بعد من آثامه وآثام جلاديه على السواء.

العنوان: Confronting Saddam Hussein: George W. Bush and the Invasion of Iraq 

تأليف: Melvyn P. Leffler

الناشر: Oxford University Press 

اقرأ المزيد

المزيد من كتب