Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تلمح لمشاركتها في هجوم أصفهان وطهران تتوعدها

إيران تستدعي القائم بالأعمال الأوكراني بسبب التصريحات الصادرة عن بلاده بشأن الضربة

أثارت تغريدة لمستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولاك، شكوك طهران حول احتمال مشاركة أوكرانيا في الهجوم الذي استهدف المصنع في أصفهان، واعتبر بودولاك أن "منطق الحرب مميت ولا يطاق، ويجبر أمير الحرب والمتواطئين معه على التعويض"، وأضاف أن الانفجار سبق أن حذرت أوكرانيا بشأنه.

عواقب

طهران تستدعي سفير كييف بسبب التصريحات الصادرة عن بلاده بشأن الضربة

ودان الكرملين الاثنين هجوم أصفهان قائلاً إنه يعكف على تحليل ما حدث. وأضاف المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف للصحافيين، "ليس بوسع المرء سوى إدانة مثل هذه التصرفات الموجهة ضد دولة ذات سيادة".

"الهجوم الجبان"

وعلق وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس الأحد، على التفجير الذي استهدف مصنعاً عسكرياً بالقرب من مدينة أصفهان، ليل السبت، واصفاً إياه بـ"الهجوم الجبان" الذي كان يرمي إلى إثارة "حال من عدم الأمن" في البلاد.

يأتي ذلك فيما وصفت طهران، أمس الأحد، الحادثة بأنها "هجوم بطائرات مسيرة من مهاجمين غير معروفين"، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن التفجير الذي وقع وسط تصاعد للتوتر مع الغرب بسبب ملف إيران النووي وتزويدها روسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا، إضافة إلى قمع تظاهرات مناهضة للحكومة مستمرة منذ أشهر.

وقال عبداللهيان للصحافيين في تصريحات أذاعها التلفزيون، "مثل هذه التصرفات لن تؤثر في تصميم خبرائنا على إحراز تقدم في عملنا النووي السلمي".

وأظهر تسجيل مصور بثته وسائل إعلام رسمية إيرانية وميضاً من الضوء في المصنع الذي ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أنه مصنع للذخيرة، كما بدت في اللقطات عربات طوارئ وعربات إطفاء خارج المجمع.

بدوره، قال مسؤول أميركي، أمس الأحد، إن إسرائيل تقف على ما يبدو وراء هجوم بطائرات مسيرة على مصنع عسكري في إيران، بينما أحجم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

وأوضح البريغادير جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أي قوات عسكرية أميركية لم تشارك في ضربات بإيران، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وصرح مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه إلى "رويترز"، بأن إسرائيل ضالعة في الهجوم على ما يبدو، فيما امتنع عدد من المسؤولين الأميركيين الآخرين عن التعليق بخلاف القول إن واشنطن لم تلعب أي دور.

ولم تحمل طهران أي جهة مسؤولية الهجوم، لكن التلفزيون الإيراني بث تصريحات للنائب حسين ميرزاعي بأن هناك "تكهنات قوية" بأن تل أبيب وراء ذلك.

أربعة انفجارات

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية" عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين أن العملية التي استهدفت مجمعاً دفاعياً في أصفهان الإيرانية نفذتها إسرائيل بواسطة طائرة مسيرة، وأن الهدف هو احتواء طموحات طهران النووية والعسكرية.

 

 

كما نقل موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بالإنجليزية عن مصادر قولها إن "هجوم طائرات مسيرة على مصنع أسلحة إيراني حقق نجاحاً باهراً"، وقالت إن الهجوم في أصفهان كان ناجحاً على رغم المزاعم الإيرانية، وفقاً لمصادر المخابرات الغربية والمصادر الأجنبية.

وذكرت الصحيفة بأنه كانت هناك أربعة انفجارات في الموقع ضد منشأة تقوم بتطوير أسلحة متطورة، يمكن مشاهدة هذه الانفجارات حتى على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت بأن الأضرار تتجاوز بكثير "الأضرار الطفيفة في السقف" التي تدعيها "الجمهورية الإسلامية" والتي سبق لها إدعاءات زائفة من هذا الشكل سابقاً.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل تقابل الحادثة بالصمت، لكن معظم الاستخبارات الغربية والمصادر الإيرانية نسبت إلى الموساد هجمات ناجحة مماثلة ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية في يوليو (تموز) 2020، ومرفق نووي مختلف في نطنز في أبريل (نيسان) 2021، ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو (حزيران) 2021 وتدمير حوالى 120 طائرة إيرانية من دون طيار، أو أكثر في فبراير (شباط) 2022.

 

تقول الصحيفة إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأسلحة المتقدمة التي تعرضت للتلف تتعلق فقط بالمجال التقليدي، أو أنها ذات صلة بالمسائل النووية، مثل بعض الصواريخ الباليستية أو معدات المتفجرات التي يمكن استخدامها لأغراض الأسلحة التقليدية والنووية.

وتمضي للقول بأنه تم استخدام أصفهان بين الحين والآخر في عديد من القضايا النووية، إضافة إلى القضايا العسكرية غير النووية، حتى أن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت من الأوقات أن بعض الأنشطة النووية التي كانت تجري في منشأة كاراج النووية حتى يونيو 2021 قد نقلت إلى أصفهان.

وفيما وصف المسؤولون الإيرانيون العملية ضد المنشأة العسكرية بأنها "فاشلة" ذكر موقع "إنتلي تايمز" الإسرائيلي أن الهجوم استهدف مختبراً للمواد والطاقة في مركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع.

وذكر الموقع أن موعد تنفيذ الهجوم لم يكن على سبيل الصدفة، بل حدث بينما كان علي خامنئي يشارك في معرض للمنتوجات الصناعية في إيران ومن ضمنها "الطائرات المسيرة".

يذكر أن التلفزيون الحكومي عرض صوراً لمشاركة المرشد الإيراني في معرض أقيم في محل إقامته، وتحدث المعارضون للنظام عن صعوبة يواجهها النظام في توفير الأمن لخامنئي بعد الاحتجاجات القائمة، إذ أقيم المعرض في بيته وهو مجمع حكومي شديد الحراسة وسط طهران.

وبعد يوم من الهجوم على المنشأة العسكرية هدد المستشار الإعلامي للوفد النووي الإيراني محمد مرندي، إسرائيل بالرد على الهجوم ملوحًا بأن الطائرات المسيرة انطلقت من كردستان العراق.

ونشر مرندي صورة من الانفجار الذي وقع في أصفهان وغرد على حسابه على تويتر: "رغم الفشل الذي لحق بنتنياهو وحلفاءه الإرهابيين المدعومين من الغرب في شمال العراق، إلا أن إجراءاتهم لن تمر دون رد".

وأضاف: "ليعلما أنه إضافة الى الفشل الذي منيا به فالعقاب آت".

 

 

 

البيان الإيراني 

وأعلنت إيران، ليل السبت الأحد، أن دفاعاتها تصدت لهجوم بطائرات مسيرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان بوسط البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن بيان لوزارة الدفاع، أنه "في مساء 28 يناير (كانون الثاني)، قرابة الساعة 23,30 (20,00 ت غ)، جرى تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيرة على أحد المجمعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع".

وأشار البيان إلى أن "الدفاعات الجوية للمجمع أسقطت إحدى المسيرات، بينما حوصرت مسيرتان، وانفجرتا".

وقالت الوزارة إن الهجوم "لم يتسبب في أي تعطيل لعمل المجمع" العسكري، مشيرة إلى أن الهجوم لم يتسبب في وقوع إصابات، وإنما أحدث فقط "أضراراً طفيفة في سقف أحد المباني".

وتابع البيان "الهجوم لم يؤثر على منشآتنا ومهماتنا... ولن يكون لمثل هذه الإجراءات العمياء تأثير على استمرار مسيرة تقدم البلاد".

ويأتي الإعلان عن هذا الهجوم في سياق متوتر على خلفية حراك احتجاجي في إيران بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، واستمرار الخلافات حول الملف النووي الإيراني واتهامات بعض الدول لطهران بإمداد الجيش الروسي بطائرات في إطار الحرب الروسية على أوكرانيا.

وذكر نائب محافظ أصفهان، محمد رضا جانيساري في تصريح متلفز أن الهجوم الذي شنته المسيرات "لم يسفر عن إصابات"، مضيفاً أن تحقيقاً فتح لتحديد أسبابه.

ولم تذكر السلطات تفاصيل عن نشاط الموقع المستهدف والواقع في شمال مدينة أصفهان الكبيرة.

انفجار قوي

ويظهر مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق من صحته، انفجاراً قوياً في الموقع، وصوراً لسيارات إسعاف متجهة نحو المنطقة.

وتضم إيران كثيراً من مواقع الأبحاث النووية المعروفة في هذه المنطقة، بما في ذلك محطة لتحويل اليورانيوم.

وفي أبريل (نيسان) 2022، أعلنت طهران أنها بدأت في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60 في المئة في موقع نطنز، مقتربة من عتبة الـ90 في المئة اللازمة لصنع قنبلة ذرية.

وتوقفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والاتحاد الأوروبي وست قوى كبرى، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018. وكان هذا الاتفاق يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح ذري، وهو هدف لطالما نفت إيران نيتها بلوغه.

حريق في مصنع للزيوت

وفي نبأ منفصل، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء في وقت مبكر من صباح الأحد أن حريقا هائلا نشب في مصنع لزيوت المحركات في منطقة صناعية قرب مدينة تبريز في شمال غرب البلاد. ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن سبب الحريق.

وأحجم متحدث عسكري إسرائيلي عن التعليق عندما سئل عما إذا كان لإسرائيل صلة بالواقعة. وتهدد إسرائيل منذ وقت طويل بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية في الحد من برامج إيران النووية أو الصاروخية لكنها تتبع نهجا بالإحجام عن التعليق على وقائع بعينها.

إسرائيل في مرمى الاتهام

وشكل البرنامج النووي الإيراني هدفاً لحملات عدة من الهجمات الإلكترونية ومحاولات التخريب وعمليات الاغتيال التي استهدفت علماء.

وفي السنوات الأخيرة اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليات السرية على أراضيها، بينها هجوم استخدم فيه، بحسب طهران، مدفع رشاش يجري التحكم به عبر الأقمار الصناعية، ما أدى إلى مقتل عالم الفيزياء النووية البارز محسن فخري زادة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. كما اتهمت طهران في الأشهر الأخيرة بتزويد روسيا طائرات مسيرة في إطار الحرب على أوكرانيا، وهو ما نفته إيران.

ولم تستبعد إسرائيل، العدو اللدود لإيران، أن تشن عملية عسكرية إذا رأتها ضرورية لمنع طهران من اكتساب القدرة على تطوير أسلحة نووية.

وتعد إسرائيل القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط، ويعتقد أنها تملك ترسانة نووية، وإن لم يكن ذلك معلناً.

تفجيرات وحرائق سابقة

اتهمت طهران من قبل عدوتها إسرائيل بالتخطيط لشن هجمات باستخدام عملاء داخل إيران، وفي يوليو (تموز) قالت إنها اعتقلت مجموعة مؤلفة من نشطاء أكراد يعملون لمصلحة إسرائيل كانوا يخططون لتفجير مركز صناعي دفاعي "حساس" في أصفهان.

ويضم إقليم أصفهان عدداً من المواقع النووية من بينها نطنز الذي يقع في قلب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، واتهمت طهران تل أبيب بتنفيذ عملية تخريبية في هذا الموقع عام 2021.

وسجل عدد من التفجيرات والحرائق حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في الأعوام الأخيرة.

وأصاب الجمود المحادثات بين طهران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 منذ سبتمبر (أيلول)، وكانت إيران وافقت بموجب ذلك الاتفاق على أن تحد من عملها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وانسحبت واشنطن من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

كما تواجه إيران اضطرابات داخلية منذ أشهر بعد أن قابلت السلطات احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة بالعنف والقمع، وهي تظاهرات خرجت بعد وفاة شابة كردية إيرانية وهي رهن احتجاز شرطة الأخلاق التي أوقفتها بسبب ما اعتبرته مخالفتها لقواعد الملبس في البلاد.

 

 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط