Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات في البيرو خلال احتجاجات مناهضة للحكومة

يطالب المحتجون باستقالة دينا بولوارت وإجراء انتخابات مبكرة ووضع دستور جديد

توجه آلاف المتظاهرين في البيرو، وكثيرون منهم من السكان الأصليين في جنوب البلاد، إلى العاصمة ليما، أمس الخميس، مدفوعين بالغضب من ارتفاع عدد القتلى منذ اندلاع الاضطرابات الشهر الماضي، ودعوا إلى تغيير شامل.

وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بنحو 3500 شخص، لكن آخرين قالوا إن المسيرة اجتذبت عدداً يصل إلى أكثر من ضعف هذا الرقم.

حريق هائل

وواجهت صفوف من رجال الشرطة يرتدون دروعاً واقية محتجين رشقوا القوات بالحجارة في بعض الشوارع. وأُجبرت الشرطة على التراجع لفترة وجيزة قبل أن تعود متسلحة بدروع مكافحة الشغب، وراحت تطلق الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة شخصين على الأقل.

واندلعت النيران في مبنى تاريخي في وسط المدينة في وقت متأخر من الخميس. وقال قائد في إدارة الإطفاء لإذاعة محلية، إن المبنى الواقع في ساحة سان مارتن كان خالياً عندما اندلع حريق هائل لأسباب غير معروفة.

وقالت شركة "هودباي" للتعدين، ومقرها كندا في بيان، إن محتجين دخلوا موقع وحدتها في البيرو وألحقوا أضراراً بالآلات والمركبات الرئيسة وأضرموا النار فيها. ونفى وزير الداخلية فيسنتي روميرو ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي من أن حريق ليما نتج عن قنبلة غاز مسيل للدموع أطلقها ضابط شرطة.

سقوط قتيل

وتشهد البيرو احتجاجات منذ إطاحة الرئيس السابق بيدرو كاستيّو مطلع ديسمبر (كانون الأول)، لكن الاشتباكات العنيفة بقيت محصورة إلى حد كبير حتى الآن في جنوب البلاد وشرقها.

وفي مدينة أريكويبا في جنوب البلاد، حاول قرابة ألف متظاهر في ساعة مبكرة من صباح الخميس اقتحام المطار لكن الشرطة تصدت لهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وفق مشاهد بثها التلفزيون الحكومي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في البيرو في وقت لاحق، مقتل شخص في أريكويبا، ليرتفع بذلك إلى 45 عدد القتلى منذ بداية الأزمة في السابع من ديسمبر.

 

وعلى مدار الشهر الماضي، أدت الاحتجاجات إلى أسوأ أعمال عنف في البيرو منذ أكثر من عقدين، مع شعور عديد من المناطق الريفية الفقيرة بالغضب من حكومة ليما بسبب عدم المساواة وارتفاع الأسعار، ما يعد اختباراً للمؤسسات الديمقراطية في البلاد الواقعة في منطقة الأنديز الغنية بالنحاس.

ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيسة دينا بولوارت وإجراء انتخابات مبكرة ووضع دستور جديد بدلاً من الدستور الحالي الذي يعود إلى عهد الرئيس اليميني القوي ألبرتو فوجيموري في التسعينيات.

التوجه نحو القصر الرئاسي

وانطلق المتظاهرون في ليما، ومعظمهم من مناطق الأنديس، من نقاط عدة حول العاصمة بهدف الوصول إلى القصر الرئاسي الذي يخضع لحراسة مشددة، بحلول نهاية الخميس. ورددوا هتافات، "دينا اسمعي، الشعب يتبرأ منك" فيما طالب آخرون باغتيال الرئيسة.

وقالت القروية أيدا أروني التي جاءت من أياكوتشو الواقعة على مسافة 330 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، لوكالة الصحافة الفرنسية، "نحن هنا، نقاتل من أجل قضيتنا العادلة. نريدهم أن يغلقوا الكونغرس". وأضافت، "نحن مهمّشون، يقولون إننا مخربون، يسموننا إرهابيين، نحن نطالب بحقوقنا".

من جهته، قال دميتريو خيمينيس الذي قدم من بونو قرب الحدود مع بوليفيا، "أنا في ليما للدفاع عن البلاد لأن هناك الكثير من الفساد. دينا لا تمثلنا. سنبقى أسبوعاً للاستمرار في التظاهرات".

وحاول المتظاهرون مجدداً السيطرة على مطار كوسكو، وهو مقصد سياحي شهير، إلا أنه كان مغلقاً، فيما نظمت احتجاجات مماثلة في مناطق منها بونو وهوانوكو وتاكنا.

حالة الطوارئ

ودعت بولوارت إلى الحوار مساء الخميس. وقالت في خطاب بثه التلفزيون الحكومي، "لن أكلّ" من البحث عن طرق سلمية لدفع البلاد إلى الأمام، مضيفةً أن "أعمال العنف التي نشبت خلال ديسمبر والآن في يناير (كانون الثاني) لن تمر من دون عقاب".

ويحاول المتظاهرون في ليما مواصلة الضغط على الحكومة، متحدّين حالة الطوارئ المفروضة في العاصمة للحفاظ على النظام العام. والخميس، مدّدت حالة الطوارئ لتشمل ثلاث مناطق أخرى، علماً أنها تتيح للجيش التدخّل لحفظ النظام وتقييد حرية التجمع والتحرك.

وقال قائد شرطة المنطقة الجنرال فيكتور زانابريا في الصباح، "لدينا 11800 شرطي في الشوارع للسيطرة على الشغب. لدينا أكثر من 120 عربة نقل و49 عربة عسكرية والقوات المسلحة ستشارك أيضاً" في عمليات السيطرة على الوضع.

لكن ذلك لم يحبط عزيمة المتظاهرين. وقال أبدون فيليكس فلوريس (30 عاماً) وهو قروي من أنداهوايلاس في منطقة كوسكو، "في ليما، النضال له وزن أكبر. عندما يقمعوننا في مناطقنا، لا أحد يذكر ذلك". وأضاف أنه مستعد "للتضحية بحياتي" من أجل التغيير.

وقال خيسوس غوميس، وهو مهندس زراعي من منطقة كوسكو أيضاً، "أتينا بطريقة منظمة للسيطرة على ليما، وشل الحركة في ليما، من أجل أن تُسمع أصواتنا".

إضراب

ودعا اتحاد العمال العام، وهو من أكبر النقابات العمالية في البيرو، إلى إضراب الخميس، لكن لم تظهر مؤشرات على إضراب مماثل في ليما.

من جهته، قال خيرونيمو لوبيس، الأمين العام للاتحاد خلال مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، إن "كفاح الشعب البيروفي لن ينتهي غداً، سيستمر الكفاح إذا لم تستمع دينا بولوارت إلى الشعب وتصرفت بغطرسة".

وعلّق معهد الرياضة في البيرو بدء الدوري الوطني لكرة القدم الذي كان مقرراً نهاية هذا الأسبوع بسبب الاضطرابات، فيما لا يزال هناك 100 حاجز تغلق طرقاً رئيسة في أنحاء البيرو.

واندلعت الاحتجاجات بعد توقيف الرئيس اليساري الراديكالي بيدرو كاستيو في السابع من ديسمبر، بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب عبر إعلان حل البرلمان الذي كان على وشك الإطاحة به.

وتعكس الأزمة أيضاً الفجوة الهائلة بين العاصمة والأقاليم الفقيرة الداعمة للرئيس كاستيو وهو من السكان الأصليين. وبولوارت التي كانت نائبة للرئيس كاستيو، تولّت منصب الرئاسة بعد إطاحته، بموجب الدستور. وهي تنتمي إلى حزب كاستيو لكن المتظاهرين يرونها "خائنة".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات