أثار طمس صورة إعلانية لإحدى الفنانات السعوديات في شوارع جدة الساحلية، تفاعلاً سعودياً في وقت متأخر من ليل الأحد 14-7-2019.
وردّد متفاعلون سعوديون أنه "لو كانت حفلة المطربة السعودية داليا مبارك في العام 1989 بدلاً من العام 2019 لكان الجمهور السعودي أكثر تفهماً". وذلك تعليقاً على "طمس" صور المطربة مبارك في الإعلانات التي تحمل إيذاناً بموعد حفلتها الجمعة المقبلة في مدينة الملك عبدالله الرياضية، بمشاركة الفنان ماجد المهندس، أمام حشد من الجمهور، ضمن "موسم جدة" السياحي.
من جدكم ولا تمزحون مغطين وجه داليا مبارك ؟ لا من جد ولا تمزحون ؟ pic.twitter.com/GeopuZ0p3k
— خـالـدٌ (@5HALID9090) July 14, 2019
وأعادت الحادثة ذكريات الكثير من السعوديين إلى الثمانينيات وإلى عصر ما يعرف بـ"الصحوة"، حين كان "طمس الصور" أمراً مألوفاً بسبب الخلاف الفقهي الذي كانت تشهده البلاد قبل نحو 30 عاماً، وكانت بعض المبررات تقول إن "وجه المرأة عورة"، ويجب أن لا يراه أحد.
وبدأ المغردون السعوديون فور انتشار مقطع فيديو لمغرد قام بتصوير اللوحة الإعلانية بالسجال حول الخطوة التي يُعتقد أن الجهة المنظمة، هي التي نشرتها. وقالت مغردة تدعى ساره "أخشى أن تكون الصحوة2".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومما أثار سخرية المغردين أكثر أن المطربة السعودية ستحيي حفلها أمام أكثر من 3000 متفرج، وهو ما دعا مغرد إلى القول "لا أعلم ما إذا كانت (داليا) ستجبر على إحياء حفلتها بالحجاب هذه المرة أم لا".
ولا تزال حتى كتابة هذا التقرير الجهة المنظمة للحفل تلتزم الصمت حيال الموضوع المثير للجدل، ورفضت التعليق. لكن الهيئة التي أعلنت عن الحفلة عبر حساباتها الرسمية لم تقم بطمس الصورة.
وفي رأي لأشهر رجل دين سعودي، وهو الشيخ الراحل محمد بن عثيمين حول "طمس الصور"، يقول "هناك خلاف فقهي حول هذا الأمر، لكن الظاهر لي بأن الصور التي لا تحتوي إلا على جزء من الجسم لا تدخل ضمن النهي".
وتجد فعاليات هيئة الترفيه في السعودية أصداء واسعة، بين المؤيدين لها والمعارضين، لكن حدة الانتقادات زادت أخيراً حتى من المؤيدين للحفلات الغنائية، إثر إعلان الهيئة عن حفلة لمطربة هيب هوب أميركية مثيرة للجدل، قبل أن تتضارب أنباء عمن قام بإلغائها، إذ أعلن كل من الطرفين، الهيئة والمطربة، عن مبادرته بالإلغاء. فهل جاء طمس صورة المطربة السعودية لمصالحة شريحة من الجمهور الذي كان غاضباً؟