Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الثلوج تجهض آمال 3 يمنيين قضوا على حدود بيلاروس

دفعت الحرب الحوثية بآلاف الشبان إلى الهرب بحثاً عن مستقبل أفضل

توفي الطيب اليمني إبراهيم دحية الذي كان في هجرة غير شرعية إلى أوروبا (مواقع التواصل)

من بين ركام ثلوج بيلاروس، يبحث شبان اليمن عن وطن جديد يشعرهم بالدفء بعد أيامهم القارسة. 

وكالمستجير من رمضاء الحرب وسعيرها بنار الهجرة المجهولة عبر غابات الموت التي تتخطفهم واحداً تلو الآخر، توفي ثلاثة شبان يمنيين، بينهم طبيب، متأثرين بالصقيع وسوء الأحوال الجوية في الغابات المهجورة أثناء محاولتهم عبور الحدود البيلاروسية البولندية، طمعاً في الوصول الحثيث نحو أوروبا التي تشكل بالنسبة إلى الآلاف منهم آخر الأحلام نحو حياة مستقبلية واعدة. 

ويتوالى الوجع

وفي حادثة مستنسخة من حوادث قبلها، أكدت سفيرة اليمن في بولندا، ميرفت مجلي، وفاة الشبان اليمنيين الثلاثة خلال الأيام الماضية بين بولندا وبيلاروس.

وقالت عبر حسابها في "تويتر"، "يتوالى الوجع والفقد لخيرة شبابنا في الغابات والحدود البولندية البيلاروسية ويستمر التغرير بهم إلى رحلات الموت عبر عصابات التهريب".

الاحتياج والخذلان

وأضافت "بالأمس فقدنا الشاب أحمد الشوافي الحاصل على الماجستير في علوم الحاسوب وقبله مصطفى الريمي، واليوم نفقد أحد شباب وأطباء محافظة الجوف إبراهيم دحية المحافظة التي تعاني شحة الكوادر وانخفاض نسبة التعليم".

في ملعب "شؤون اللاجئين"

ومن دون الإشارة إلى معالجات واعدة يمكن للسفارة والحكومة القيام بها للحد من هجرات الموت على مشارف أوروبا، رمت الدبلوماسية اليمنية الكرة في ملعب الأمم المتحدة. وقالت مجلي إن "الحوادث المأسوية المتكررة لليمنيين الباحثين عن ملجأ آمن بحاجة إلى مزيد من اهتمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

وأرجعت ذلك كون "أعداد اليمنيين ممن أعيد توطينهم تكاد لا تذكر مقارنة بدول أكثر استقراراً إذ يعاني اليمن أكبر كارثة إنسانية في العالم بحسب التوصيف الأممي".

وبين حين وآخر يتداول نشطاء، على مواقع التواصل، ومقربون وذوو الضحايا، عن وفاة مهاجرين يمنيين حاولوا الدخول إلى أراضي دول الاتحاد الأوروبي من خلال بيلاروس بعد تزايد الظاهرة في السنوات الماضية بفعل الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران وما سببه من وضع إنساني كارثي رفع معه معدلات الجوع والفقر والبطالة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، في حين يلحظ غياب المتابعة الحكومية من قبل الجهات الرسمية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهي الحال ذاتها التي دفعت بالآلاف من المهاجرين القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط، وتحديداً سوريا واليمن والعراق وأفغانستان، إلى خوض رحلات يتخطفها الموت عبر البحار من خلال قوارب سماسرة، أو المعابر الحدودية البرية التي تقابلها إجراءات أمنية مشددة على حدود الأراضي الأوروبية التي تعمل على الحد من محاولات الهجرة المتزايدة "غير الشرعية".

وطن لا يستوعب أبناءه 

من جانبه، نعى محافظ الجوف، حسين العواضي، وفاة "الدكتور إبراهيم الذي وافته المنية في رحلة الشتات والمجهول وهو يتهرب عبر ثلوج بيلاروس بحثاً عن وطن يشعره بالدفء". 
وتساءل العواضي في تغريدة له "هل يعقل أن الجوف الشحيحة في الأطباء لا تحتاج ولا تستوعب ابنها الطبيب"؟
واختتم بقوله "لا مستقبل لوطن لا يستوعب ولا يقدر الكفاءات من أبنائه".

مآس لا تتوقف

هذه الحادثة تذكر بسلسلة حوادث مشابهة، ومنها وفاة اليوتيوبر اليمني، عبدالمجيد خالد، في مايو (أيار) العام الماضي، خلال محاولته الدخول إلى بولندا. 
وقبله بشهر، نشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر شباباً فروا من الحرب في اليمن ليجدوا أنفسهم عالقين لأيام في غابة على الحدود بين بيلاروس وبولندا، مكث بعضهم لأيام في الغابة من دون أكل أو شرب، قبل أن تصل إليهم المساعدة وينقلوا إلى العاصمة البيلاروسية مينسك.

الحكومة تحذر فقط

الحكومة الشرعية أصدرت سلسلة تحذيرات مما وصفته بـ"الانجرار إلى دعوات الهجرة غير الشرعية حرصاً على سلامتهم وتجنباً للإخلال بقوانين الدول الأخرى"، ولكن الحكومة لم تضع آلية معالجات أمام تنامي الظاهرة واتساعها في ما يتعلق بنقل المهاجرين وعمليات إنقاذهم. 

ويعد المواطنون اليمنيون الأقل عدداً من المهاجرين مقارنة ببقية الجنسيات، ويرجع ذلك إلى عدم وجود رحلات طيران مباشرة بين اليمن وبيلاروس، وعلى رغم الحرب المستمرة على مدى سبع سنوات في بلادنا والأزمة المصنفة بأكبر أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، يكاد اليمن لا يظهر في القوائم الإحصائية لمنظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار