Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملقحون يشفون من أعراض "كورونا الطويل الأمد" بعد أشهر

يندرج بين آثاره الشائعة التعب وصعوبة التركيز وضيق التنفس وآلام العضلات

 كورونا الطويل الأمد مفاده استمرار أعراض العدوى لأكثر من أربعة أسابيع بعد الإصابة بالفيروس (كارديف.آي سي.يوكاي)

تشير دراسة صدرت نتائجها أخيراً إلى أن مرضى "كوفيد الطويل الأجل" (لونغ كوفيد) الذين عانوا في بداية العدوى ومن توعك خفيف بسبب الفيروس ستتلاشى أعراضهم في غضون سنة.

يعتري بعض المرضى الذين يكابدون آثاراً مستمرة بعد الإصابة بالمرض قلق من عدم اختفاء الأعراض المتواصلة، ولكن عدداً من الأكاديميين يقولون إن "الشكل الخفيف الوطأة من المرض لا يقود إلى علل صحية خطيرة أو مزمنة طويلة الأمد".

في الدراسة، عقد الباحثون مقارنة بين بيانات أشخاص لم يصابوا بالفيروس وبيانات أشخاص واجهوا شكلاً خفيفاً من المرض، مما يعني أنهم التقطوا العدوى ولكن حالتهم الصحية لم تستدع الحصول على رعاية في المستشفى.

كذلك تفحص الباحثون معلومات تتصل بالأعراض المستمرة بعد الإصابة، سواء في أوساط الأشخاص الملقحين أو غير الملقحين.

نظر فريق الباحثين الإسرائيليين أيضاً في معلومات خاصة بنحو مليونين من الأشخاص المسجلين لدى جهة تقدم الرعاية الصحية في إسرائيل كانوا خضعوا لفحوص الكشف عن "كوفيد-19" بين مارس (آذار) 2020 وأكتوبر (تشرين الأول) 2021.

قارن الباحثون بيانات تعود إلى نحو 300 ألف شخص مصابين بحالة خفيفة مؤكدة من "كوفيد"، وبيانات العدد عينه من أشخاص لم يحصلوا على نتائج موجبة في فحوص الكشف عن المرض.

نظر الباحثون في معلومات حول عدد من الأعراض المرتبطة بـ"كوفيد الطويل الأجل"، من بينها فقدان حاستي التذوق والشم، ومشكلات في التنفس، واضطرابات في التركيز والذاكرة، علماً بأن هذه الحالة تسمى أيضاً "الضباب الدماغي"، إضافة إلى التعب، وخفقان القلب، والدوار، من بين أعراض أخرى.

في النتيجة، وجدوا أن أعراض "كوفيد الطويل الأمد" بقيت "مستمرة لأشهر عدة" ولكن معظمها انتهى في غضون سنة.

كذلك اكتشفوا أن احتمال مكابدة مشكلات "متواصلة" في التنفس كان أكثر شيوعاً في أوساط غير المطعمين باللقاح المضاد لـ"كوفيد-19" مما هو عليه بين الملقحين.

وكتب الأكاديميون في "المجلة الطبية البريطانية" BMJ أنه على رغم الخوف من ظاهرة "كوفيد الطويل الأجل" والتداول في شأن أخطارها منذ بداية الجائحة، لاحظنا أن معظم النتائج الصحية الناشئة بعد مسار المرض الخفيف استمرت بضعة أشهر وعادت إلى حالتها الطبيعية في خلال السنة الأولى من ظهورها".

و"تشير مجموعة البيانات الوطنية لمرضى "كوفيد-19" الخفيف إلى أن الشكل الخفيف الوطأة من المرض لا تترتب عليه علل صحية خطيرة أو مزمنة طويلة الأجل، فضلاً عن أنها تمثل عبئاً ضئيلاً مستمراً على الجهات التي تقدم الرعاية الصحية"، أضاف الباحثون.

"الأهم من ذلك، أن خطر ضيق التنفس المستمر تراجع لدى المرضى الملقحين الذين أصيبوا بالعدوى على رغم اللقاح [خرقت العدوى حصانة اللقاح]، وذلك مقارنة مع أشخاص غير مطعمين، في حين كانت أخطار جميع المضاعفات الصحية الأخرى مماثلة"، كما ورد في المجلة.

وقال الباحثون إن أكبر عدد من الأعراض الطويلة الأمد المستمرة منذ ستة أشهر على أقل تقدير رصدت بين أوساط الفئة العمرية بين 41 و60 عاماً مقارنة مع الفئات العمرية الأخرى.

أما الأطفال فكانوا "أشد عرضة لعدد صغير من النتائج الصحية خلال المرحلة المبكرة" من العدوى، ثم عادت إلى وضعها الطبيعي في وقت لاحق"، كما أوضح الباحثون.

علاوة على ذلك، لم يجد الباحثون أيضاً أن مسار "كوفيد الطويل الأجل" اختلف باختلاف سلالة الفيروس التي يرجح أن المريض أصيب بها، بما في ذلك السلالة الأصلية ومتحورتا "ألفا" و"دلتا".

ولكن الباحثين بذلوا جهداً أكبر في تفحص إصابات "كوفيد الطويل الأجل" الناجمة عن متحورة "أوميكرون" من شأنه أن يساعد في توضيح ما إذا كانت المتحورات الجينية المختلفة تطرح أخطاراً ذات مستويات مختلفة من "كوفيد الطويل الأجل".

تذكيراً، تكشف بيانات مأخوذة من "المكتب الوطني للإحصاءات" (ONS) في المملكة المتحدة عن أنه في بداية ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، أبلغ ما يقدر بنحو 2.1 مليون شخص في المملكة المتحدة عن إصابتهم بـ"كوفيد الطويل الأجل".

ضمن هذه المجموعة أفاد 57 في المئة أن أعراضهم استمرت طوال سنة على أقل تقدير. وقال نحو 645 ألف شخص إنهم أصيبوا بالعدوى الأولى قبل عامين من ذلك.

وفق بيانات "المكتب الوطني للإحصاءات"، التعب أكثر الأعراض شيوعاً التي أبلغ عنها المرضى، تليه الصعوبة في التركيز وضيق في التنفس وآلام في العضلات.

يبقى أن "كورونا الطويل الأمد" مفاده استمرار أعراض العدوى لأكثر من أربعة أسابيع بعد الإصابة بالفيروس.

 (شاركت "برس أسوسيشن" في إعداد التقرير)

© The Independent

المزيد من صحة