Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإدانات الدولية تتوالى على إعدامات إيران: ستدفع الثمن

كندا تفرض عقوبات وتندد بـ"القمع الوحشي" وبريطانيا وفرنسا تستدعيان القائم بالأعمال والبابا يحذر من "التعطش للانتقام"

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الإثنين، إصدار أحكام إعدام في حق ثلاثة أشخاص لضلوعهم في قتل عناصر من قوات الأمن وسط البلاد على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.

قابلة للاستئناف

وترفع الأحكام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، تم تنفيذ أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمين آخرين.

وأصدر القضاء حكماً بالإعدام في حق كل من صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي بعد اتهامهم بـ"الحرابة"، وفق ما أفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية. وأشار الموقع إلى أن الثلاثة دينوا بالضلوع في عملية قتل ثلاثة من عناصر قوات الأمن في محافظة أصفهان وسط البلاد في 16 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقضت المحكمة بسجن متهمين آخرين في القضية ذاتها، وفق "ميزان أونلاين" الذي أوضح أن كل الأحكام ابتدائية وقابلة للاستئناف أمام المحكمة العليا.

البابا يدين

أدان البابا فرنسيس اليوم الإثنين إيران لاستخدامها عقوبة الإعدام ضد متظاهرين يطالبون باحترام أكبر للمرأة.

كانت تصريحات البابا، التي أدلى بها في خطابه السنوي للدبلوماسيين الذين يقدمون أوراق اعتمادهم لدى الفاتيكان، هي الأقوى له منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 سنة) في سبتمبر (أيلول) الماضي في حجز للشرطة.

وقال فرنسيس "الحق في الحياة مهدد أيضاً في تلك الأماكن التي يستمر فيها فرض عقوبة الإعدام، كما هي الحال بإيران في هذه الأيام، عقب التظاهرات الأخيرة التي تطالب باحترام أكبر لكرامة المرأة".

وأضاف "لا يمكن تطبيق عقوبة الإعدام من أجل تحقيق عدالة مزعومة لدولة لأنها لا تشكل رادعاً ولا توفر العدالة للضحايا لكنها تغذي فقط التعطش للانتقام".

ثم كرر نداء من أجل وقف عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم، قائلاً إنها "مرفوضة دائماً لأنها تنتهك حرمة الشخص وكرامته".

وأعدمت السلطات في إيران أربعة متظاهرين في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها البلاد.

 

 

إدانات وعقوبات دولية

أعلنت وزارة الخارجية الكندية في بيان اليوم الإثنين، أن كندا ستفرض عقوبات على فردين إيرانيين وثلاثة كيانات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في البيان "يجب أن يتوقف النظام الإيراني عن قمعه الوحشي للتظاهرات".

من جهته ندد المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الإثنين، باستخدام إيران عقوبة إعدام المتظاهرين، وقال المتحدث باسمه إن برلين تريد زيادة الضغوط على السلطات الإيرانية بإجراءات دولية جديدة.

وكتب شولتس عبر "تويتر" إن "القيادة الإيرانية تستغل عقوبة الإعدام كوسيلة للقمع، إنه أمر مروع"، وقال إن على إيران الكف عن ممارسة مزيد من الإعدامات بعد مقتل محمد مهدي كرمي (22 سنة) وسيد محمد حسيني (39 سنة) اللذين زاد بإعدامها عدد المحتجين الذين أعدموا بسبب الاحتجاجات إلى أربعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحافي اعتيادي "مع شركائنا الدوليين، سنزيد الضغوط أكثر على القيادة الإيرانية"، مضيفاً أن إيران بحاجة لترى أنها ستدفع ثمناً مقابل استمرارها في عمليات الإعدام.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن الهدف يتمثل في الاتفاق على حزمة رابعة من العقوبات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي رداً على القمع.

في غضون ذلك استدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج على أحكام جديدة بالإعدام بحق متظاهرين.

وقال كليفرلي في بيان "اليوم استدعيت القائم بالأعمال الإيراني للتنديد بأشد العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروعة التي شهدناها في مطلع الأسبوع".

وقالت زارة الخارجية الفرنسية إنها استدعت كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في باريس بشأن عمليات الإعدام في إيران وحملة القمع.

وذكّرت الخارجية الفرنسية في بيان أنها قامت بذلك "مرّات عدة عبر قنوات مختلفة مع السلطات الإيرانية"، مضيفة أنها "تابعت بأكبر قدر من الاهتمام الاعتصام الذي نظم يوم أمس أمام السفارة الفرنسية في طهران والذي لم يكن عفوياً".
وأعلنت دول أوروبية أخرى، مثل الدنمارك وبلجيكا وهولندا والنروج، إجراءات مماثلة، بينما يجري الإعداد لفرض عقوبات جديدة على المستوى الأوروبي.

حقوق الإنسان

وأعرب نشطاء حقوق الإنسان في إيران عن قلقهم من احتمال تنفيذ حكم الإعدام في حق اثنين من المتظاهرين المسجونين، هما محمد قبادلو ومحمد بروغني، وقد توجه عدد كبير من الإيرانيين إلى سجن رجائي شهر، آتين من مدن كرج وطهران وورامين وباكداشت دعماً لعائلتي قبادلو وبروغني.

وسبق للسلطة القضائية أن نفذت أحكام إعدام في حق أربعة أشخاص دينوا باعتداءات على رجال الأمن على هامش الاحتجاجات التي طالت مختلف أنحاء البلاد وتقترب من إتمام شهرها الرابع. وأعلن القضاء، السبت، تنفيذ حكم الإعدام في حق كل من محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني لإدانتهما بالضلوع في عملية قتل روح الله عجميان، وهو عنصر في قوات التعبئة "الباسيج" في مدينة كرج غرب طهران في الثالث من نوفمبر.

 

 

وفي ديسمبر (كانون الأول) تم تنفيذ حكم الإعدام في حق كل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري بعد إدانتهما باعتداءات على عناصر من قوات الأمن أيضاً.

ومن أصل مجموع أحكام الإعدام الـ17 تم تنفيذ أربعة والمصادقة على اثنين آخرين من قبل المحكمة العليا، وتبقى خمسة أحكام في المرحلة الابتدائية وقابلة للاستئناف أمام المحكمة العليا، بينما أمرت الأخيرة بإعادة محاكمة ستة أشخاص حكم عليهم بالإعدام.

وتزامنت التظاهرات المتواصلة مع ذكرى إسقاط الحرس الثوري طائرة مدنية كانت متوجهة من طهران إلى كييف قبل ثلاثة أعوام، مما تسبب في مقتل 176 راكباً معظمهم إيرانيون وكنديون.

إحقاق العدالة

وأكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو رغبة حكومته في إحقاق العدالة لضحايا تحطم طائرة "بوينغ" الأوكرانية التي أسقطها الجيش الإيراني، وذلك خلال حفل في تورونتو في الذكرى الثالثة للحادثة.

وقال ترودو أمام جمهور من أفراد عائلات ضحايا الرحلة "بي أس 752"، "نواصل السعي إلى بذل مزيد من الجهود لنتأكد من أن هذا النظام الوحشي والقاتل سيحمل المسؤولية كاملة". أضاف "حصلت هذه المأساة بسبب الاستخفاف الكامل للنظام الإيراني بحياة الناس". ونظمت، الأحد، تجمعات لإحياء ذكرى المأساة في مدن كندية عدة.

ولم يعترف النظام بالهجوم وقتها إلا بعد ثلاثة أيام، وعزا ذلك إلى خطأ إنساني في وقت أطلقت فيه إيران صواريخ على قاعدة عسكرية في العراق يستخدمها الجنود الأميركيون بعد مقتل قاسم سليماني في بغداد.

وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" إيران.

وتشهد إيران، منذ 16 سبتمبر (أيلول)، احتجاجات على أثر وفاة مهسا أميني (22 سنة) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب "شرطة الأخلاق".

المزيد من الشرق الأوسط