Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقال 150 من أنصار بولسونارو بعد اقتحام مقار السلطات في البرازيل

لولا أصدر مرسوماً يقضي بتدخل اتحادي للشرطة والقوات الأمنية تستعيد السيطرة على الوضع تدريجاً

أنصار بولسونارو يتجمعون قرب الكونغرس البرازيلي بعد أن اجتاح المتظاهرون المبنى وكذلك القصر الرئاسي والمحكمة العليا في برازيليا (رويترز)

اعتقل 150 شخصاً على الأقل من أنصار رئيس البرازيل السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو، بعد أن شهد أمس الأحد اقتحام ونهب مقار السلطات الرئيسة في البلاد، وفقاً لوسائل إعلام عدة.

وأظهرت صور لقناة "سي أن أن البرازيل" مؤيدين لبولسونارو يرتدون ملابس صفراء وخضراء يخرجون صفاً واحداً وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويحيط بهم عناصر الشرطة.

وتظهر صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تغادر باتجاه مركز للشرطة. وأعلنت شرطة مجلس الشيوخ أنها اعتقلت 30 شخصاً ممن اقتحموا مبنى الكونغرس الوطني.

وبحلول الليل في العاصمة البرازيلية، بدا أن القوات الأمنية تستعيد السيطرة على الوضع تدريجاً، وقد استخدمت خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين.

وأخلت الشرطة البرازيلية مقر الكونغرس الوطني، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، في وقت ذكر فيه تلفزيون "غلوبونيوز" أن قوات الأمن استعادت السيطرة على الكونغرس والمحكمة العليا وقصر الرئاسة.

 

وكان المئات من مناصري بولسونارو اقتحموا مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، بعد أسبوع على تنصيب اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيساً للبلاد.

وهاجم مد بشري من المتظاهرين الذين ارتدوا الأصفر والأخضر مرافق السلطة الرئيسة للبلاد في برازيليا، وهي صور تذكر باقتحام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبنى الكونغرس بواشنطن في يناير (كانون الثاني) 2021.

وبحسب أشرطة فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية مكاتب البرلمانيين محطمة أو متظاهرين واقفين على مقاعد مجلس الشيوخ. ويبدو أن الأضرار كبيرة في هذه المباني التي تعد تحفاً معمارية من الطراز الحديث وتضم كثيراً من الأعمال الفنية.

بولسونارو يرفض الاتهامات

وكانت السلطات قد أغلقت المنطقة القريبة من ساحة السلطات الثلاث، لكن أنصار بولسونارو تمكنوا من خرق الطوق الأمني. وحاول الشرطيون الذين يبدو أن هذا التحرك باغتهم، صدهم عبر إطلاق الغاز المسيل للدموع، لكن من دون جدوى.

وفي أول تعليق له، رفض بولسونارو الاتهامات المتعلقة باقتحام مبانٍ حكومية في العاصمة. وقال في تعليقات على حسابه على "تويتر" إن التظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية، ولكن أي اقتحام للمباني العامة يمثل تجاوزاً.

لولا يدين اقتحام "مخربين" لمراكز السلطة

وتفقد الرئيس البرازيلي القصر الرئاسي والمحكمة العليا فور عودته إلى برازيليا. وقال في خطاب ألقاه بولاية ساو باولو إن سلفه اليميني المتطرف هو من "شجع المخربين الفاشيين" على اقتحام مقار السلطات في برازيليا.

وكان قد دان اقتحام "مخربين فاشيين" لمراكز السلطة في برازيليا، وأصدر مرسوماً يقضي بـ"تدخل اتحادي" للشرطة من أجل استعادة السيطرة على أمن العاصمة.

 

وقال لولا الذي أدى اليمين رئيساً للبرازيل قبل أسبوع واحد فقط، "سنجدهم كلهم، وسيعاقبون جميعاً"، مضيفاً في خطاب ألقاه أن التدخل الاتحادي بالعاصمة سيستمر حتى 31 يناير. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان لولا (77 سنة) غائباً عن برازيليا، حيث توجه إلى مدينة أراراكوارا في ولاية ساو باولو (جنوب شرقي البرازيل) التي شهدت فيضانات مدمرة في نهاية العام.

"محاولة عبثية"

من جانبه، قال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على "تويتر"، "هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفيدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك".

وسمح دينو، يوم السبت، بنشر عناصر من القوة الوطنية، وهي قوة شرطة خاصة ترسل أحياناً إلى الولايات في حال حصول تهديد ضد القانون والأمن.

وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمته أمام لولا في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وطالبوا بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة.

ونصب لولا خلال حفل في الكونغرس بعد 12 عاماً من ترك السلطة. وشكلت عودته إلى قصر بلانالتو خطوة استثنائية، وخصوصاً أنه كان قابعاً في السجن قبل أربع سنوات فقط لاتهامه بالفساد.

وترأس، الجمعة، اجتماعاً لوزرائه الـ37 للمرة الأولى متحدثاً عن "مهمة صعبة"، ولكن "نبيلة" لـ"إعادة بناء البلاد" بعد أربع سنوات من حكم بولسونارو. وتبدو مهمة الوزراء الجدد صعبة في بلد منقسم بشدة بعد انتخابات شهدت استقطاباً شديداً وأفضت إلى فوز لولا بفارق ضئيل على بولسونارو.

وقد غادر بولسونارو البرازيل في نهاية السنة متوجهاً إلى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها ترمب حالياً.

تنديد دولي باقتحام مقار السلطة

في ردود الفعل الدولية، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم الذي شنه مؤيدو بولسونارو على مبانٍ حكومية بأنه "شائن". وكان هذا أول تعليق علني مباشر له على الأحداث التي تشهدها البرازيل. 

وكتب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان على "تويتر" في وقت سابق، "الولايات المتحدة تدين أي محاولة لتقويض الديمقراطية في البرازيل. الرئيس بايدن يتابع الوضع من كثب".

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "احترام المؤسسات الديمقراطية" في البرازيل، مشدداً على "دعم فرنسا الثابت" للرئيس لولا.

وكتب ماكرون على "تويتر"، "يجب احترام إرادة الشعب البرازيلي والمؤسسات الديمقراطية. يمكن للرئيس لولا الاعتماد على دعم فرنسا الثابت".

وأعرب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن دعمه للولا. وكتب على "تويتر" "محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديموقراطيّة"، وأضاف "لولا ليس وحده، هو يحظى بدعم القوى التقدمية لبلاده والمكسيك والأميركيتين والعالم".

وقال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز إن "دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابية".

 

وأعلن الرئيس التشيلي غابرييل بوريك أن "الحكومة البرازيليّة تحظى بدعمنا الكامل في مواجهة هذا الهجوم الجبان والدنيء على الديموقراطية"، ودعت الحكومة التشيلية إلى عقد جلسة خاصة للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية.

ودان الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس ألماغرو "الاعتداء على المؤسسات في برازيليا والذي يشكل عملاً مرفوضاً واعتداء مباشراً على الديموقراطية". وكتب "هذه الأفعال لا تُغتفر وهي فاشية بطبيعتها".

كما دان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "الجماعات الفاشية الجديدة" التي تسعى إلى إطاحة لولا.

من جهته، أبدى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل تضامنه، ودان ما وصفها بأنها أعمال مناهضة للديموقراطيّة تهدف إلى "إثارة الفوضى وعدم احترام الإرادة الشعبية".

بدوره، قال وزير خارجية بوليفيا روخيليو مايتا إن الأحداث في البرازيل أظهرت أن أميركا اللاتينية تواجه تحدياً يتمثل في "الدفاع عن ديموقراطياتنا عبر منع انتصار خطاب الكراهية".

احترام الحق الديموقراطي

ودانت كندا بشدة اقتحام أنصار لبولسونارو مقار السلطة في برازيليا، مؤكدة "دعمها الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا والمؤسسات الديموقراطية في البرازيل"، وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تغريدة إن "احترام الحق الديموقراطي للناس أمر بالغ الأهمية في أي ديموقراطية، بما في ذلك بالبرازيل".

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن "إدانته المطلقة" لاقتحام مئات من أنصار بولسونارو مقار الكونغرس والرئاسة والمحكمة العليا. وكتب المسؤول الأوروبي على "تويتر"، "الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا الذي انتخبه بشكل ديمقراطي ملايين البرازيليين بعد انتخابات نزيهة وحرة".

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إنها "قلقة جداً". وكتبت على "تويتر"، "الديموقراطية يجب أن تُحترم دائماً".

ولفتت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى أن الهجوم الذي شهدته البرازيل "لا يمكن أن يتركنا غير مبالين". وأضافت أن هجوماً كهذا على مقار حكومية "غير مقبول ولا يتوافق مع أي شكل من أشكال المعارضة الديموقراطية".

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه يدعم "الحكومة المنتخبة ديموقراطياً" في البرازيل، مندداً بـ "تصرفات المجموعات التي تعارض النتائج الشرعية".

المزيد من دوليات