اتصل وزير خارجية بريطانيا جيرمي هانت بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف السبت 13 يوليو (تموز) 2019، وأخبره أن "ما يهم لندن هو وجهة ناقلة النفط غريس1 وليس منشأ النفط الذي تحمله".
وبحسب وكالة "رويترز" فقد أبلغ ظريف هانت "حرص إيران على حل أزمة الناقلة التي احتجزت بجبل طارق وعدم التصعيد"، مؤكداً أن طهران لا ترغب بالتصعيد.
وقال هانت لظريف إن بريطانيا "ستسهل إطلاق سراح ناقلة النفط الإيرانية من جبل طارق إذا ما تلقت ضمانات بأنها لن تتجه إلى سوريا"، بعد الإجراءات القانونية في محاكم جبل طارق.
إيران ستواصل تصدير نفطها تحت أي ظروف
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان على موقعها الإلكتروني إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أبلغ نظيره البريطاني في اتصال هاتفي السبت بأن إيران ستواصل تصدير نفطها تحت أي ظروف. وقال ظريف إن على بريطانيا الإفراج سريعاً عن ناقلة النفط التي احتجزتها قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية الأسبوع الماضي قبالة ساحل منطقة جبل طارق بالبحر المتوسط للاشتباه بانتهاكها العقوبات المفروضة على سوريا.
ظريف إلى نيويورك
من جهة ثانية، ذكرت وكالات إيرانية أن وزير الخارجية الإيراني توجه إلى نيويورك السبت لحضور مؤتمر في الأمم المتحدة، وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران، وان ظريف سيحضر اجتماعاً للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في نيويورك قبل أن يتوجه إلى فنزويلا وبوليفيا ونيكارغوا.
وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين قال في يونيو (حزيران) 2019 إن "واشنطن ستفرض عقوبات على كبار المسؤولين الإيرانيين ومن بينهم ظريف"، لكن مصادر في البيت الأبيض عادت وأوضحت أن "الولايات المتحدة قررت ألا تفرض عقوبات على ظريف حالياً"، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تبقي الباب مفتوحاً في ما يبدو أمام الجهود الدبلوماسية.
وكان الرئيس الأميركي أعلن عام 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق الموقع بين إيران وقوى عالمية عام 2015، وشددت الولايات المتحدة العقوبات على طهران منذ ذلك الوقت ما تسبب في خفض كبير في صادرات النفط الإيرانية.
موغيريني من بغداد تدعم جهود العراق لخفض التوترات في المنطقة
إلى ذلك، عبّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، السبت خلال زيارة إلى بغداد، عن دعم الاتحاد التام لجهود العراق من أجل نزع فتيل التوتر المتزايد بين واشنطن وطهران، محذّرة من أن أي صراع ستكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف.
وأضافت موغيريني، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، أن الاتحاد يقدّر ويدعم سياسة العراق الساعية للحفاظ على علاقات طيبة مع كل جيرانه. وتابعت "تحدّثت أنا والوزير باستفاضة عن التوتر المتزايد حول العراق والحاجة أولاً، وقبل أي شيء، إلى تجنّب التصعيد وتجنب أي حسابات خاطئة قد تفضي إلى عواقب خطيرة للغاية بالنسبة للعراق أولاً وقبل كل شيء، وما وراء ذلك أيضاً".
العراق في قلب المواجهة
وتأتي زيارة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي العراق في وقت تتصاعد حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة. فقد اتهمت واشنطن طهران بالضلوع في هجمات على ناقلات نفط في الخليج في الأشهر الماضية، واقترب البلدان من حافة مواجهة عسكرية مباشرة بعدما أسقطت طهران طائرة مسيرة أميركية فوق مضيق هرمز، قرّر على إثرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرد بضربة جوية قبل أن يتراجع عن قراره في اللحظة الأخيرة.
ووضع التوتر بغداد، التي تعدّ واشنطن وطهران أكبر حلفائها، في وضع مربك يهدّد أمنها بشكل مباشر. إذ يعتمد العراق على الولايات المتحدة في المساعدة الأمنية، في وقت يستورد الطاقة والسلع الحيوية من إيران. وقد ينتقل أي صراع عسكري بين واشنطن وطهران، بشكل شبه مؤكّد، إلى العراق الذي توجد فيه قوات أميركية وفصائل شيعية مؤثرة متحالفة مع إيران.
الحكيم: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي سبّب أزمة
من جهته، أكّد وزير الخارجية العراقي لموغيريني أن "العراق يجب ألا يكون ساحة للصراع، بل يلعب دوراً مساعداً بالمشاركة في حل هذه الأزمة مع الدول العربية الأخرى، خصوصاً الكويت وعمان"، مضيفاً أن نشوب أي صراع سيعقد أيضاً جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وقال الحكيم، مشيراً إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، "إلغاء الاتفاق النووي من طرف واحد سبّب أزمة كان من الممكن تجاوزها بالمفاوضات"، مضيفاً أنه بإمكان الاتحاد الأوروبي لعب دور مهم في خفض حدة التوتر في هذا المجال.
كذلك أيّدت موغيريني اقتراح العراق عقد مؤتمر إقليمي بين إيران ودول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات، موضحةً أن "التجربة الأوروبية تقول إنه حتى في أصعب الأوقات من الأفضل دوماً الجلوس والتحدث بدلاً من الدخول في طرق المجهول التي قد تكون خطيرة على الجميع".
والتقت المسؤولة الأوروبية خلال زيارتها أيضاً رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والرئيس برهم صالح.