Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطماطم المجففة المصرية تغزو أسواق الاتحاد الأوروبي

محطات التجفيف وفرت فرص عمل للشباب وعززت التصدير المنخفض

تحتل مصر المرتبة الخامسة عالمياً في إنتاج وزراعة الطماطم، بحسب بيانات رسمية لمنظمة "الفاو"، ويحظى مركز إسنا في محافظة الأقصر (جنوب مصر) بإنتاج 30 في المئة من المحاصيل المصرية. وازدهرت خلال السنوات الخمس الماضية محطات تجفيف الطماطم بهدف تعزيز فرص تصديرها إلى الخارج، ونجح هذا المشروع في توفير فرص عمل كثيفة للشباب بعد أن غزت منتجات الطماطم المجففة غالبية أسواق دول الاتحاد الأوروبي وبعض دول الشرق الأوسط.

عدسة "اندبندنت عربية" حرصت على زيارة عدد من محطات تجفيف الطماطم التي تحظى بمشهد مبهج جعلها ضمن المقاصد السياحية نظراً إلى روعة مشاهد الطماطم المجففة تحت أشعة الشمس.

وتزرع مصر سنوياً نحو ثمانية ملايين طن من محصول الطماطم، على مساحة 400 ألف فدان، بحسب وزارة الزراعة، مما جعلها تحتل المركز الخامس عالمياً في إنتاج وزراعة الطماطم طبقاً لمنظة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (الفاو).

وقال أستاذ زراعة بجامعة جنوب الوادي عبدالله محمد إن "مصر تنتج ثلاث عروات أساسية في زراعة الطماطم، العروة الشتوية والعروة الصيفية والعروة النيلية، إلا أن من عيوب محصول الطماطم أنه سريع التعفن، لذا على رغم الإنتاج الوفير لا تصدر مصر سوى 2.1 في المئة من حجم المحصول، بنحو 130 ألف طن، بحسب وزارة الزراعة". وأضاف عبدالله أن "مشاريع تجفيف الطماطم هي مشاريع ذات قيمة مضافة بامتياز لأنها تعزز فرص تصدير الطماطم بكميات مضاعفة لتجاوز مشكلة التعفن السريع الذي يحجم تصديرها للخارج، لكن صناعة تجفيف الطماطم ترفع من قيمتها وصادراتها إذا توفر لها الإشراف العلمي الجيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤال حول سبب إطلاق المصريين صفة "المجنونة" على الطماطم، أجاب أن "الطماطم داخل الأسواق متقلبة الأسعار، فقد يصل سعر الكيلو إلى جنيه واحد فقط وبعد شهرين يصبح سعر الكيلو 15 جنيهاً، والسبب العلمي لذلك هو أنه خلال الفترة الصيفية ذات الإنتاج الضعيف تزرع الطماطم داخل الصوب الزراعية، والتي تحتاج إلى أسمدة وكلفة مرتفعة عن الزراعة العادية، مما يضاعف أسعارها ويقلل كمياتها داخل الأسواق المصرية".

مراحل تجفيف الطماطم

مشهد مناشر الطماطم المعروضة للتجفيف تحت أشعة الشمس الساطعة تخطف الأنظار، لكن هذا المشهد يمر بعدة مراحل معقدة، حتى يصل المنتج إلى مرحلة التصدير والاستهلاك.

وذكر رئيس محطة الشهيد ماجد صالح لتجفيف الطماطم عبدالكريم فهمي أنه "قبل وصول الطماطم إلى المحطة نحرص على الزراعة التعاقدية مع أفضل المزارعين المنتجين للطماطم بحيث نضمن تدفق محصول مميز خالٍ من العيوب، كذلك نفتش بشكل دوري على المزارعين خلال فترة التسميد والري للتأكد من جودة طريقة الزراعة قبل الحصاد. وعقب الحصاد المحصول، تخضع عينات منه لاختبار الجودة للتأكد من سلامة المنتج". وأضاف فهمي أنه "بعد ظهور نتائج العينات يجري فرز الطماطم لاستبعاد أي حبة تخلو من المواصفات المعتمدة الناجمة عن سوء التخزين، لتبدأ مرحلة الغسيل المميكن للطماطم. ويجري بعد ذلك تقطيع الطماطم عبر العاملين في المحطة لتفرش على أكياس معقمة، ثم رش كميات دقيقة من الملح على كل قطع الطماطم، لتخضع كميات الطماطم المجففة لأشعة الشمس الساطعة لمدة 12 يوماً متواصلاً". وأشار فهمي إلى أن "المرحلة النهائية تتمثل في تصنيف كميات الطماطم المجففة كدرجة أولى ودرجة ثانية، لتجري تعبئتها للعملاء بشكل مميكن في العبوات المناسبة".

 

 

زيادة في التصدير

وأوضحت المهندسة مسؤولة الجودة داخل محطة تصدير الطماطم المجففة عائشة حسين أن "مشاريع الطماطم المجففة هي أفضل الحلول لزيادة صادرات هذا المحصول الوفير الذي تتصدر مصر العالم في إنتاجه كخامس دولة منتجة له، لكن كميات فاقد المحصول سنوياً كانت كبيرة مع قلة الصادرات التي لم تصل إلى نسبة ثلاثة في المئة". وأضافت أن "إنتاج محطات الطماطم المجففة غزا أغلب دول الاتحاد الأوروبي عبر التصدير البحري عن طريق ميناءي الإسكندرية ودمياط، وعلى رأس الدول الأوروبية التي تتعاقد لشراء كميات كبيرة من المحصول، لدينا السوق الإيطالية والبرازيلية نظراً إلى رواج مطاعم البيتزا التي تستخدم الطماطم المجففة، كما تشهد أسواق مجلس التعاون الخليجي رواجاً في استبقال كميات متزايدة من إنتاج محطات إسنا للطماطم المجففة عبر ميناء سفاجا البحري، وبخاصة الإمارات العربية المتحدة".

وعن فوائد الطماطم المجففة ذكر استشاري التغذية العلاجية ومسؤول سلامة الغذاء بمحطات تجفيف الطماطم عبدالرحيم الحساني أن "الطماطم تحتوي على فيتامين (ج) بوفرة وكميات كبيرة من الأملاح المعدنية، لذا فهي تقلل من اضطرابات الهضم وتعزز وظائف الكبد بشكل صحي، كما تقلل من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا، وطبقاً لعدة دراسات ألمانية فإن تناول الطماطم المجففة أفضل من تناول الطماطم النيئة حتى لو كانت طازجة لأن تأثير المواد المضادة للأكسدة يتضاعف بها حينما تكون مجففة أو مطبوخة، لذا أصبح حجم الطلب العالمي على الطماطم المجففة متزايداً".

سلاح لمواجهة البطالة

في سياق متصل، أكد مسؤول شؤون العاملين بإحدى محطات تجفيف الطماطم أبو عوف فراج أن "مشاريع تجفيف الطماطم تستوعب عمالة كثيفة من ذوي مختلف المؤهلات وتوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، خصوصاً للفتيات اللاتي يعملن في مهمة تقطيع وفرش قطع الطماطم على مدار ثماني ساعات يومياً براتب شهري مُجزٍ"، لافتاً إلى أن "المحطة الواحدة تضم أكثر من 600 عامل يقومون بمهام متنوعة خلال المراحل المتعددة لتجفيف الطماطم".

وأوضح أبو عوف أن "مشكلة العمالة بمحطات التجفيف كانت مرتبطة بموسم الطماطم فحسب، مما خلق حالة من العزوف عن العمل على اعتبار أنها وظائف موسمية، ولكن نجحت غالبية محطات التجفيف في تجفيف محاصيل أخرى كالفلفل والعنب تضمن استدامة العمل للعاملين على مدار العام داخل المحطات".

وعبرت السيدة فاطمة الإسناوي عن سعادتها في الحصول على فرصة عمل داخل محطات تجفيف الطماطم منذ ثلاث سنوات مما ضمن لها راتباً شهرياً يكفي حاجاتها ويساعدها في تدبير متطلبات منزلها في ظل غلاء أسعار المعيشة، كما أشادت بتوفير تدريب جيد لكل من يلتحق بالعمل في محطات التجفيف من أجل الحفاظ على ضمان جودة الإنتاج الذي يصدر معظمه إلى الخارج.

اقرأ المزيد