انتعشت أسعار النفط الخميس الخامس من يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد انخفاضها أكثر من تسعة في المئة بمستهل العام الجديد في أسوأ بداية سنوية منذ أكثر من 30 عاماً، إذ استغل المستثمرون التراجع لشراء العقود الآجلة بناء على توقعات ببقاء الطلب على الوقود مستقراً في الأجل الطويل.
وجاء الانتعاش بعد يومين شهدا انخفاضات حادة مع شعور المستثمرين بالقلق من ركود عالمي محتمل، فيما بدت المؤشرات الاقتصادية قصيرة الأجل في أكبر مستهلكين للنفط في العالم، الولايات المتحدة والصين، ضعيفة.
خام برنت يسجل 78.43 دولار
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 59 سنتاً إلى 78.43 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 69 سنتاً إلى 73.53 دولار للبرميل.
وأثرت بيانات اقتصادية بالولايات المتحدة في الأسعار خلال الجلسة السابقة.
وقال معهد إدارة التوريدات إن التصنيع الأميركي سجل مزيداً من الانكماش في ديسمبر (كانون الأول) منخفضاً للشهر الثاني على التوالي إلى 48.4 من 49.0 في نوفمبر (تشرين الثاني)، ليسجل أضعف قراءة منذ مايو (أيار) 2020.
كما أظهر مسح أجرته وزارة العمل الأميركية أن "فرص العمل الشاغرة انخفضت 54 ألفاً إلى 10.458 مليون فرصة في اليوم الأخير من نوفمبر، مما أثار مخاوف من أن يستغل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سوق العمل الشحيحة سبباً لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
اتفاق "طالبان" مع شركة صينية
على صعيد آخر قال وزير التعدين الأفغاني بالإنابة الملا بردار "إن الإدارة التي تقودها حركة طالبان ستوقع عقداً مع شركة صينية لاستخراج النفط من حوض أمو داريا بشمال البلاد".
وقال مسؤولون في مؤتمر صحافي في كابول إن "العقد سيوقع مع شركة ’شينغيانغ آسيا الوسطى‘ للبترول والغاز (كابيك)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستكون هذه أول صفقة كبيرة لاستخراج موارد أولية توقعها طالبان مع شركة دولية منذ سيطرتها على السلطة في أفغانستان عام 2021، كما تسلط الضوء على النشاط الاقتصادي للصين في المنطقة على رغم استهداف تنظيم "داعش" لمواطنيها في أفغانستان.
وقال السفير الصيني وانغ يو في المؤتمر الصحافي "عقد نفط (أمو داريا) مشروع مهم بين الصين وأفغانستان".
لم تعترف الصين رسمياً بإدارة طالبان، لكن لديها مصالح كبيرة في بلد يقع في وسط منطقة مهمة لمبادرة الحزام والطريق.
استثمارات بـ150 مليون دولار
وكتب المتحدث باسم الإدارة التي تديرها طالبان ذبيح الله مجاهد على "تويتر" أن "الشركة الصينية ستستثمر 150 مليون دولار سنوياً في أفغانستان بموجب هذا العقد".
وقال إن "استثماراتها ستزيد إلى 540 مليون دولار في ثلاث سنوات بموجب العقد الذي تبلغ مدته 25 عاماً".
وأضاف أن "الإدارة التي تديرها طالبان ستشارك في المشروع بنسبة 20 في المئة، يمكن زيادتها إلى 75 في المئة".
ووقعت مؤسسة البترول الوطنية الصينية المملوكة للدولة عقداً مع الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من الولايات المتحدة في 2012 لاستخراج النفط في حوض أمو داريا بإقليمي فارياب وسار أي بول الشماليين.
وكانت التقديرات في ذلك الوقت تشير إلى 87 مليون برميل من النفط الخام في أمو داريا.
وقال نائب رئيس الوزراء بالإنابة في المؤتمر الصحافي إن شركة صينية أخرى لم يذكرها بالاسم لم تستمر في استخراج الخام بعد سقوط الحكومة السابقة لذلك تم إبرام الصفقة مع كابيك.
وأضاف "نطلب من الشركة الاستمرار في العملية وفقاً للمعايير الدولية، كما نطلب منها العمل لتحقيق مصالح أهالي سار أي بول".
وقال وزير التعدين إن أحد شروط الاتفاق هو أن تتم معالجة النفط في أفغانستان.
تشير التقديرات إلى أن أفغانستان تمتلك موارد غير مستغلة تفوق قيمتها تريليون دولار، الأمر الذي جذب اهتمام بعض المستثمرين الأجانب، غير أن اضطرابات استمرت لعقود حالت دون أي استغلال معتبر لها.