من الممكن إحضار النسور الإسبانية والوشق الأيبيري والقوارض البرتغالية إلى الريف البريطاني لمنع فنائها.
لقد أشار إلى هذا الأمر العالم البيئي كريس توماس الذي يريد وبصورة عاجلة تقديم "برنامج توطين مدعوم" لنقل آلاف الأنواع المهددة بالانقراض إلى بلدان أخرى.
ويعتقد البروفسور توماس أن أساليب الحماية "الوطنية" - التي تعطي الأولوية للأنواع الأصلية فيها على الأنواع "الغريبة" - تفشل في مكافحة الانخفاضات السريعة. بدلاً من ذلك، يجب أن يكون لدينا نهج دولي يتجاوز الحدود لإنقاذ الأنواع وقد يتضمن ذلك شحنها من الطرف الآخر من العالم إذا كانت الموائل في المملكة المتحدة مناسبة لها.
وقال: "ربما يجب أن نفكر كالتالي: هل نريد أن يصبح بعض هذه الأنواع النادرة الدولية جزءًا من أنظمتنا البيئية الجديدة، أم أننا نريد أن نتركها تهلك فعلياً؟ تلك هي الخيارات."
ويذكر البروفسور في جامعة يورك أن هذا النهج الجذري هو الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لتعزيز التنوع البيولوجي في الوقت الذي تزداد فيه درجات الحرارة العالمية ارتفاعاً وتتغير الموائل بشكل أسرع من أي وقت مضى. قائلاً: "في ظل مناخ جديد أكثر دفئاً مما كان عليه لأكثر من مئة ألف عام، فإن الأماكن التي كانت عبر التاريخ أكثر ملاءمةً للأنواع لن تكون نفسها الأماكن المناسبة لها في المستقبل...إذا لم نتدخل فسينتهي بنا المطاف مع قائمة كاملة من الأنواع العامة وواسعة الانتشار تقوم بالاستيطان، وهذا ما يحدث في الوقت الراهن."
في الوقت الحالي، هناك عشرات الآلاف من الأنواع - بما في ذلك 25 في المئة من جميع الثدييات و 13 في المئة من الطيور - مهددة بالانقراض. إن لم تكن هناك طريقة لتحسين الموائل التي تعيش فيها حالياً، فإن البروفسور توماس يعتقد أن برنامج التوطين المدعوم يوفر بديلاً جيداً، تستفيد منه آلاف الأنواع في أوروبا وحدها.
ويقول يجب بدأ البرنامج على وجه السرعة، وقد يكون بكامل طاقته بحلول عام 2050 ، على الرغم من عدم وجود خطط لتحقيق ذلك.
بدلاً من الدعوات لإدخال الوشق الأوراسي إلى المملكة المتحدة، يعتقد البروفيسور توماس أنه يجب علينا إعطاء الأولوية للوشق الأيبري الذي يعد نادراً للغاية ويستطيع العيش حالياً في إسبانيا والبرتغال فقط. قد يبلي بلاء حسناً أكثر في المملكة المتحدة مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.
ويقول إن النسر الإمبراطوري الإسباني، وخنافس الماء الأيبيرية، والفراشات البروفنسية الطباشيرية الزرقاء قد تكون أيضاً على قائمة الأنواع التي ترغب بريطانيا باستقدامها.
لقد وجدت الأبحاث السابقة أن حوالي 2000 من الأنواع التي تم إدخالها قد أصبحت مستقرة في بريطانيا دون أن تُدمَر الأنواع المحلية نتيجة لذلك. يعتقد البروفيسور توماس أن الناس يركزون أكثر من اللازم على الطريقة التي يجب أن تكون عليها الأمور بدلاً من تسهيل انحسار الطبيعة وتركها تأخذ مجراها.
وقال: "إنه سؤال إدراكي ومنطقي - هل نصب مواردنا وجهودنا في نوع مهدد بالفعل بالانقراض عالمياً حتى لو كان إحضاره إلى بريطانيا يبدو غريباً نوعاً ما في بعض النواحي، بدلاً من تقديم نوع يبدو واسع الانتشار؟ ... تقريباً جميع الأنواع الموجودة لدينا في بريطانيا وصلت إلى هنا خلال 12 ألف سنة الماضية، أي بعد العصر الجليدي الأخير. جميع الأنواع لدينا - لنأخذ مثلاً أشجار البلوط - هي أنواع غازية قادمة من أوروبا. لقد غزت منذ فترة طويلة بما يكفي لأننا نعاملها الآن كأنواع أصلية."
تقسم هذه الفكرة دعاة الحفاظ على البيئة، حيث يعتقد الكثيرون أنه يجب علينا التركيز على استعادة الموائل للتخفيف من الانقراض المتسارع للأنواع.
يقول الدكتور فيليب ويلر، من الجامعة المفتوحة: "إن قصة الكارثة هي أن الحماية في المملكة المتحدة خلال السنوات الستين الماضية قد كانت تراجعاً كارثياً للأنواع التي كانت شائعة ذات يوم...هناك عدد صغير من الأنواع النادرة التي لها متطلبات محددة للغاية والتي قد تستفيد من برنامج توطين مدعوم مستهدف، ولكن العديد من الأنواع التي كانت شائعة في يوم من الأيام سوف تستفيد من استعادة للموائل أبسط وأقل كلفة وعلى نطاق واسع...وتبين أن هذه الاستعادة هي واحدة من أسهل وأبسط الطرق لتخفيف آثار التغير المناخي."
يعتقد علماء البيئة الآخرون أنه من الخطير للغاية أن يكون التوطين جزءًا من وسائل الحماية لأن إدخال الأنواع الجديدة عن تخطيط مسبق قد أدى إلى عواقب كارثية غير مقصودة. إن نقل الأنواع عبر أرجاء العالم مع المسببات المرضية الخاصة بها يشكل أيضاً أخطاراً على الأنواع المحلية.
يقول زافييه لامبين، بروفسور في علوم البيئة بجامعة أبردين: "الحقيقة هي أننا لسنا جيدين جداً في التنبؤ بما يحدث عندما يتم إدخال نوع جديد ضمن مجموعة من الأنواع المحلية. لنأخذ السنجاب الرمادي مثلاً. لم يتنبأ أحد بأن المرض الذي يحمله سيؤدي إلى إهلاك السناجب الحمراء إلا بعد فوات الأوان."
ومع ذلك، فإن البعض الآخر أكثر تفاؤلاً بشأن هذا النهج الجديد للحماية.
يعتقد كالوم روبرتس، أستاذ الحماية البحرية في جامعة يورك، أن الفكرة العامة منطقية. ويقول: "سيواجه العديد من الأنواع عقبات لا يمكن تجاوزها وستحكم عليها بالاندثار مع تدهور الظروف... من الممكن التغلب على هذه الحواجز بسهولة من خلال تقديمنا يد العون ... لقد ركزت ممارسة الحماية على إبقاء الأشياء على حالها، أو كما كانت في السابق، ولكن يجب علينا الآن تبني التغيير والمساعدة على حدوثه."
© The Independent