موضة 2023: عزوبة وطرف ثدي مكشوف وأساور مطاطية

وفقاً لقاموس أكسفورد الإنجليزي، فاز مصطلح "أسلوب حياة العفريت" ("Goblin mode") [مخالفة المتعارف عليه في الموضة والمقبول اجتماعياً] بمرتبة مصطلح عام 2022. صوت أكثر من 318 ألف شخص لصالح فوز هذه العبارة إذ رأوا أنها تعكس بشكل دقيق المزاج الذي ساد خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وهي تصف حالة الكسل والفوضى التي عشنا فيها هذه السنة على ما يبدو. لا بد أنكم تعرفون هذا النمط. أنت متمدد في سريرك عند الرابعة صباحاً. تتصفح موقع ريديت (Reddit)، ثم تدخل المطبخ وأنت ترتدي قميصاً خفيفاً فقط يبرز عضلاتك، وتتناول بعضاً من زبدة الفستق وإصبعاً من نقانق بيبرامي. لم يعد أي منا يهتم لشكله وما عادت لميولنا الجشعة الفوضوية من حدود.

ليس "أسلوب حياة العفريت" سوى إحدى الصيحات من بين سلسلة توجهات مستوحاة من تيك توك حددت شكل العام الماضي على ما يبدو. ومن بين الصيحات الأخرى "حقبة الإخفاق" (حين يبدو أن كل شيء في حياتكم يفشل)، "رواد الملاهي البريون" (أشخاص يتعمدون أن يكونوا فوضويين ويمضون معظم لياليهم في السهر والاحتفال)، و"صديقة نجم الروك الحميمة" (أي التشبه بموضة الغرانج الناعمة لرموز ظهروا في العقد الأول من الألفية الثانية مثل أليكسا تشانغ).

لكن على رغم انتمائي الرسمي إلى الجيل زد [مواليد 1997 والسنوات التالية عليها]، كل هذه المصطلحات المستخدمة على تيك توك تشعرني بالدوار. من دواعي السخرية أن هوس الإنترنت بتصنيف أصغر التوجهات كان هو أيضاً اتجاهاً صغيراً- سمته أوليف بوميتسي من مجلة ذا فايس في يوليو (تموز) "صيحة التسميات". بدوري، لا يسعني أن أقاومه. أنا أكتب هذه المقالة حالياً فيما أرتدي عدداً غير ضروري من الكنزات المليئة بالزغب المزعج، وأتجاهل الرسائل النصية التي تردني وأحتسي شراباً ساخناً جداً. أنا أعيش فعلياً عصر "شتاء أنثوي مريح". ربما تعيش أخريات حقبة "الإنجليزيات المنهكات"، فيقلدن أسلوب لبس سيدات وحيدات في الثلاثينيات من العمر، يتدثرن بوشاح مثل بريدجيت جونز.

ببساطة، كان عام 2022 مرادفاً لإجهاد الحواس، حيث يبدو أن "صيحة التسميات" كانت سيلاً مستمراً من ضربات الصيحات المتتالية. قدم لنا عالم الموضة أحذية الكاوبوي والحنين إلى سبعينيات القرن الماضي، وخيارات الملابس التي تسعد من يرتديها (فكروا في الثياب المؤذية للعين التي ارتدتها هايلي لو ريتشاردسون عندما جسدت شخصية بورشا في ذا وايت لوتس). في مجال الجمال، شاهدنا تبييض الحواجب، والعيون المكحلة بشكل لافت، والتوجه الأكثر تطرفاً في مجال الجراحة التجميلية، وهو إزالة دهون الوجه. أما في مجال المواعدة، فقد طبع تعدد العلاقات العاطفية والزوجات التقليديات وتراجع التطبيقات عام 2022، لذلك من الواضح أنه يجب استيعاب الكثير من النقاط.   

كما تلمح طبيعة هذه الصيحات قصيرة المدى، لا يمكننا الاعتياد عليها- فلدينا سلسلة جديدة من الصيحات الغريبة أمامنا على أي حال. قبل نهاية السنة، تكلمت مع مستشرفي الصيحات الجديدة ومصممي أزياء وخبراء علاقات حول ما علينا توقعه في عام 2023.

سوف يتسنى للعازبين أن يقولوا في النهاية "طفح الكيل" للعلاقات العاطفية غير الواضحة والمجاهرة بأنهم سعداء ولا يكترثون لشيء (آي ستوك)

سوف يستبدل "أسلوب حياة العفريت" بـ"أسلوب الحياة اللطيفة"

استمتعنا بنزعاتنا نحو العدمية في عام 2022. وفيما عكس الميل إلى اعتماد الإهمال أسلوباً لحياتنا تلك الفوضى التي عمت عالمنا (ثلاثة رؤساء وزراء وزيادة التضخم وأزمة الغلاء المعيشي)، سوف نرفض حالة الطيش غير المنضبط هذه في عام 2023. كان أسلوب حياة العفريت نقيضاً للمثالية، واحتفالاً بفن فقدان التوازن كاملاً، إنما قريباً، سوف يطلب نمط جديد من الحياة الهادئة والمريحة. وهنا تدخل صيحة "الحياة اللطيفة"، التي تعرف أيضاً بأنها حياة خالية من الضغوط النفسية. مع أنها قد تبدو بعيدة المنال عندما تقرأ عنها على الورق، ما تعنيه فعلاً هو أن تكون "لطيفاً" في تصرفاتك ونواياك. سوف يصبح تحضير الوجبات أمراً رائعاً. وملازمة المنزل ليلة الجمعة ستعتبر انتصاراً. أما ترتيب الخزائن ووضع الملصقات على علب حفظ الطعام، فلن يعتبر أمراً حزيناً ولا مبالغاً به، بل منتهى الروعة.

سوف تعود الأساور المطاطية إلى الموضة

سوف تعود الأساور المطاطية- المضيئة الملونة التي سببت حالة من الذعر الأخلاقي في أوساط الأهالي في عام 2009- لتلتف حول معصمنا في عام 2023. تمر علينا مئات صيحات الموضة الصغيرة كل عام، لكن المصممة رايتشل باريسا تعتقد أن ارتداء الألوان الزاهية التي تشعرنا بالسعادة أمر لن ينطفئ. وتقول "إن المستهلكين يميلون أكثر نحو ارتداء الملابس التي تسعدهم (أو) إلى فن ارتداء الملابس التي تحسن المزاج". تخيلوا الكنزات الملونة بألوان النيون الفاقعة الشبيهة بألوان أقلام ستابيلو الملونة لتحديد النصوص. وتشرح بأن "المجوهرات الغريبة ستنتشر كثيراً هذه السنة (كما) ارتداء طبقات مختلفة أو غير متناسقة من الثياب. لا شك في زيادة انتشار القطع المصنوعة في المنزل والقطع المجددة".   

سوف تمحى صيحة العلاقات المبهمة، وتزدهر عادات المواعدة بلا مبالاة

منذ انتشار الجائحة، تربعت على عالم المواعدة العلاقات العاطفية المريحة التي لا يريد أحد فيها أن يسمي الأمور بأسمائها أو يحدد شكلها- وهي نوع من العلاقات المبهمة، لكن 2023 قد يضع حداً لهذا الوضع في الأخير. في هذا العام، سوف يقول العازبون بعد طول انتظار "طفح الكيل" من العلاقات العاطفية الغامضة وسوف يجاهرون بأنهم سعداء وغير مبالين بأي شيء. وإن قلت للآخرين إنك "تركز على نفسك في الوقت الحالي" فلن يعتبر ذلك ضرباً من الكسل بل تصرف ثوري.

وفقاً لجيسيكا آلدرسون، خبيرة العلاقات والمؤسسة الشريكة لتطبيق المواعدة سو سينكد (So Syncd)، سوف يعطي الناس الأولوية لأنفسهم العام المقبل. وتضيف أن ذلك "سوف يسفر عن ابتعادهم عن المفاهيم التقليدية لـ"الزواج والاستقرار" في عمر مبكر، بل سوف يعطي الناس الأولوية لتدابير أقل تقليدية في علاقاتهم". إجمالاً، سوف يبدؤون في التفكير بحذر أكبر في ما يريدونه من الحب فعلاً.

انتهى عصر الكروكس وعادت أحذية الباليرينا

السنة الماضية، أخذت الأحداث منحى غير متوقع وأصبح الكروك- أو حذاء البستنة التي تفضله جميع الأمهات- رائعاً. كيف لا نحبه؟ تغير قليلاً من حيث التصميم، وأدرك الناس أنه حذاء مريح لأبعد الدرجات. ومع ذلك، انتهى وقته. هنا يأتي دور الحذاء المريح الجديد لعام 2023: حذاء الباليرينا.

انتشرت أحذية ميزون مارجيلا تابي وأحذية ميو ميو المسطحة في كل مكان في 2022، وسوف تستمر هذه الصيحة بقوة في العام الحالي. سموها "صيحة الباليه" أو الثياب الرقيقة الأنيقة والأكسسوارات المستوحاة من موضة الملابس الرياضية الأنيقة. لن يمر وقت طويل قبل أن تطرح محال زارا نسختها عن حذاء الباليه المسطح الذي صنعته ميو ميو، لكن كيف يمكن تنسيق الثياب مع هذه الأحذية؟  

تقول باريسا "إن أحذية الباليرينا مثالية لإضفاء طابع أنوثي أكبر على الجينز. ويمكن ارتداؤها خلال الأشهر الأبرد مع الجوارب التي تصل حد الركبة أو الجوارب السميكة فوق جوارب النيلون والتنورة". سهل!

العزوبية المتعمدة قد وصلت

فيما نبدأ بالاستمتاع بكارثة الحياة اللطيفة، سوف نصبح أكثر انتقاء في موضوع اختيار الشخص الذي نشاركه الفراش. تقول آلدرسون إن عدد الأشخاص الذين يختارون عدم ممارسة الجنس في ازدياد. وتشرح بأننا "نرى عدداً متزايداً من الأشخاص الذين يتعمدون اختيار العزوبة لكي يعززوا حبهم واحترامهم لأنفسهم، واستقلاليتهم، ولكي يكونوا فكرة أفضل عن نوع العلاقة التي يرغبون بها".

باختصار، يتعلق الموضوع بالسيطرة على حياتنا العاطفية. وتتابع آلدرسون بقولها "إنها طريقة للحرص على دخول الأشخاص في علاقات للأسباب الصحيحة وليس لأسباب انفعالية فحسب. تلعب الصحة الجنسية دوراً في هذا الموضوع كذلك، إذ يزداد وعي الجيل الأصغر سناً بأهمية حماية صحته الجسدية والنفسية".

سوف يقبل الرجال على العناية بالأظافر من دون خجل

استمعوا إليَّ. لن يركب الرجال أظافر أكريليك بطول ثلاثة إنشات لكنهم سيسعون إلى حف وتلميع أظافرهم وتليين الجلد الميت حولها في عام 2023. وفقاً لمات باري، خبير الصيحات والمؤسس المشارك في ذا فيوتشور كوليكتيف (تجمع المستقبل)، سوف تزداد أهمية الجمال والعناية بالصحة للرجال في عام 2023. ويقول "نشهد اتجاه الرجال نحو اختيار إنفاق المال على تجارب تجميلية. وتخبرنا البيانات بأن الرجال يعيرون اهتماماً أكبر بأنفسهم. لا يقتصر الموضوع على شراء مرطب جديد للبشرة، بل يتعلق بروتين العناية بالبشرة والأظافر والصحة". افرحوا! سوف تصبح العناية بالأظافر مقبولة اجتماعياً في أوساط الرجال.

سوف يعود طرف الثدي المكشوف

كل بضع سنوات، يعتبر قطاع الموضة- للغرابة- جزءاً مختلفاً من الثدي مثيراً من جديد. لو عدتم بالذاكرة إلى عام 2016، ستلاحظون بأن أسفل الثدي حظي بفترة رواج. خلال السنوات الأخيرة، تغلبت على هذه الصيحة موضة الصدر المفتوح، فيما أثبتت دوا ليبا وبيلا حديد أن الياقة المفتوحة جداً من الأمام باقية لا تزول. والسنة الحالية، يوشك الطرف الجانبي المحبوب للثدي أن يكشف من جديد.

تدريم الأظافر صيحة للرجال في عام 2023 (آي ستوك)​​​​​​​

تعتقد باريسا بأن الهوس بالثدي في عام 2023 هو نتيجة رفض الناس الآن لـ"شكل" جراحة صقل المؤخرة المعروفة باسم "رفع المؤخرة البرازيلي". حاولوا مجاراة التطورات: الثدي رائج الآن والمؤخرة خرجت من المعادلة- لن يكون الاثنان أبداً موضع إعجاب متساو على ما يبدو. وتخبرني باريسا بأن الأضواء كانت مسلطة على الثدي أساساً في عام 2022 في عروض الموضة. رأينا الكثير من الثياب التي عليها رسوم أجساد ومشدات كورسيه عليه حلمات مذهبة وجاكيتات جينز مزودة بحمالات صدر مخروطية الشكل، من تصميم شاباريللي". وهي تتنبأ بـ"نسخة حديثة مبالغ بها" لصيحة كشف طرف الثدي الجانبي هذا العام بإضافة أقمشة الدانتيل والقطع بالليزر والتول التي ستبرز هذه الموضة.

سوف تستبدل ملابس الرياضة العصرية بملابس من طراز باربي الثمانينيات القديمة

في يوليو 2023، سنصبح جميعنا فتيات باربي نعيش في عالم باربي حين يطرح الفيلم الذي يحمل هذا الاسم في دور السينما، من تمثل مارغو روبي- وراين غوسلينغ بدور كين! نعلم من أول مقطع ترويجي للفيلم- وتلك الصور التي انتشرت كالنار في الهشيم من موقع التصوير- أن الدمى ستظهر وهي تمارس الرياضة فيما ترتدي سراويل ضيقة من قماش الليكرا الوردي الفاقع وصدار ملون وعصبة على رؤوسها. تذكروا لباس الرياضة الذي كانت ترتديه جاين فوندا. لا بد أن يقلد الناس هذه الموضة داخل نوادي الرياضة كذلك.  

سروال الجينز الضيق يعود بقوة

لم أخلع سروال الجينز الضيق من عمر الثامنة حتى العاشرة. فأي فتاة كانت تملك "الجيغينز"-أو السروال الضيق الذي يبدو كأنه جينز ضيق- كانت فتاة رائعة. في عام 2023، سوف تعود هذه السراويل. عادت الجوارب النيلون الطويلة والسراويل الضيقة وقطع تدفئة الساقين هذه السنة كجزء من "صيحة الباليه". تتوقع باريسا أن يكون الشكل التالي لهذه الصيحة هو سروال الجينز الضيق. وتعتقد بأنه سيضاف إليه قطع تدفئة الساقين والأحزمة الكبيرة. "في الحقيقة يبدو سروال الجينز المريح أمراً جميلاً جداً".