Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيرة نتنياهو... تلفيق بملامح هوليوودية

كتاب مجرد من الأيديولوجيا والحقائق المزعجة يقوم على التداعي ليقرأه "يهود الشتات"

ينسب نتنياهو إلى أبيه فضل المساعدة في إقناع الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أميركا بدعم تأسيس الدولة اليهودية (أ ف ب)

في يونيو من عام 1976 تمكنت مجموعة من المناضلين الفلسطينيين من اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية كان على متنها قرابة 250 راكباً، واتجهت بها إلى عنتيبي قرب العاصمة الأوغندية، وهناك أطلق المختطفون سراح الركاب غير اليهود وطالبوا في مقابل تحرير البقية بتحرير بعض الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

بعثت الحكومة الإسرائيلية قوة خاصة نجحت بالفعل في تحرير 103 من الرهائن، لكن ليس من دون ثمن فقد قتل في تلك العملية قائدة القوة يوناتان نتنياهو، الشقيق الأكبر لرئيس وزراء إسرائيل بعد عقود قليلة بنيامين نتنياهو.

وروح يوناتان هذا تخيم على كتاب حديث الصدور من تأليف بنيامين نتنياهو، عنوانه "بيبي: قصة حياتي".

فرض الكفاية

في 16 أغسطس (آب) الماضي وقبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية التي توشك أن تفرز لنا حكومة تصفها صحف العالم بالأكثر تطرفاً ويمينية في تاريخ إسرائيل، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقتطفات من بيان لرئيس الوزراء السابق آنذاك بنيامين نتنياهو، جاء فيه "لقد ولدت بعد عام من تأسيس الدولة اليهودية، وأفنيت حياتي في محاربة من يسعون إلى تدميرها ومسالمة من لا يريدون ذلك".

لم يكن البيان جزءاً من الحملة الانتخابية، أم تراه في جوهره كان كذلك؟ وإنما لمناسبة صدور الكتاب الوشيك للسياسي الإسرائيلي. حيث ذكرت الصحيفة أن البيان صدر عن "منشورات (ثريشولد)، وذلك قسم من دار نشر (سيمون أند تشوستر) مخصص لإصدار الكتب المثيرة للجدل"، وسبق للدار أن نشرت كتباً لأمثال نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، ورئيس أميركا السابق وحليف نتنياهو المقرب دونالد ترمب.

مهما تكن مواقفنا من نتنياهو، يبقى أنه أطول رؤساء الوزراء حكماً لإسرائيل، وأكثرهم على حد تعبير "تايمز أوف إسرائيل" استقطاباً ودعماً وإدانة، بسبب موقفه المتشدد المناهض للفلسطينيين. فقراءته وإن صعبت على كثير منا بخاصة وهو يروي سيرة حياته وينفرد بالكلام وحده من دون ما صوت آخر يصحح ويصوب ويضبط الموازين المختلة، تبقى قراءة ضرورية أو هي بالتعبير الفقهي "فرض كفاية" قد ينوب فيه بعضنا عن البقية، لكن إهمال الكتاب كأن لم يكتب ليس في تقديري خياراً مطروحاً أصلاً.

سيرة أم تلفيق؟

في استعراضها للكتاب، تكتب جين أيزنر، "واشنطن بوست" في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أن بنيامين نتنياهو فور خروجه من السلطة عام 2021 "فعل ما يفعله كثير جداً من القادة حينما يخرجون من السلطة. كتب سيرته". وعلى مدار تسعة أشهر كتب مادة الصفحات التي تجاوزت 730 وكان مقرراً لها الصدور في نوفمبر، ثم تم التعجيل بإصدارها في أكتوبر (تشرين الأول) لتواكب الحملة الانتخابية التي انتهت بفوز نتنياهو برئاسة وزراء إسرائيل للمرة الثالثة، "وبدلاً من قراءة [الكتاب] بوصفه استرجاعاً نمطياً ذاتياً، ومحاولة كلاسيكية لضمان الخلود، إذا بمذكراته هذه تصبح الآن إعادة تقديم لرجل لم يغب إلا لماماً عن عيون المجال العام طوال ربع قرن".

توشك جين أيزنر أن تحذر من قراءة كتاب نتنياهو هذا أو مذكرات أي سياسي منفرداً، فـ"من أجل التوازن وطلباً لصورة أكمل للرجل من الضروري أن ننظر إلى ما وراء تأملات نتنياهو، ولذلك نذهب إلى السير"، وهي تفرق بين المذكرات والسيرة، فالأولى يكتبها الشخص بنفسه والثانية يتولى أمرها غيره فـ"يعمل عيناً مدققة متشككة في حياة شخص مهم مثل نتنياهو بما يؤدي في حالات كثيرة إلى تعويض السياق الغائب عن المذكرات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول أيزنر إنها من أجل هذه الموازنة قرأت كتاب نتنياهو بجانب "السيرة النزيهة الصادرة عام 2018 بعنوان "بيبي: حياة بنيامين نتنياهو وزمنه المضطربان" [Bibi: The Turbulent Life and Times of Benjamin Netanyahu] للصحافي الإسرائيلي آنشل بفيفر، فكشفت قراءة الكتابين معاً "عن عبقرية نتنياهو في إعادة صياغة" أو بالأحرى في تلفيق "قصته".

يحكي نتنياهو أن رجلين وامرأة لعبوا أدواراً مؤثرة في حياته ومصيره: شقيقه الأكبر يوني، ووالده المتشدد بن زايون، وزوجته الثالثة سارة، فهؤلاء "هم الذين قدموا له المبادئ الهادية لأيديولوجيته ومنهجه في القيادة السياسية". تكتب أيزنر أن نتنياهو يصور الشخصيات في كتابه تصويراً كاريكاتيرياً تبسيطياً، فينصرف عن التوترات والتعقيدات في علاقته بأخيه وأبيه ويتستر على التوتر الأساسي في زيجاته، لكن الغرض الحقيقي من هذا التصوير هو أن يظهر نفسه متواضعاً أسرياً، مقدراً له لا قيادة إسرائيل وحدها وإنما الشعب اليهودي كله، بينما الصورة الحقيقية أكثر إثارة وتعقيداً.

تبدأ السيرة بيوني، أي يوناتان الذي لقي مصرعه عام 1976، وهو أكبر أبناء بنزايون الثلاثة، وكان بيبي وهو أوسطهم يجل أخاه هذا ويعشقه.

يكتب نتنياهو "لقد ساعدتني تضحية يوناتان والمثال الذي ضربه في أن أتغلب على الحزن الجارف، وزجت بي إلى معركة ضد الإرهاب بعامة، وقادتني إلى أن أصبح أطول رؤساء وزراء إسرائيل مكوثاً في الخدمة".

نشر نتنياهو كتاباً يضم رسائل يوناتان، وأقام مؤتمراً ضد الإرهاب يحمل اسمه عقده مرتين، واستطاع من خلاله أن يقيم علاقات بعدد متزايد من الساسة والنشطاء المحافظين في الغرب. وأكد دائماً صلته بأخيه الذي ظلت سمعته وبطولته تتزايدان منذ وفاته، وتنقل أيزنرعن بفيفر أن بيبي استغل الهالة الأسطورية التي أحاطت باسم يوني إذ "لم يحظ عسكري إسرائيلي آخر بمثل ما حظي به يوني من ثناء واحتفاء. وعلى مدار العقود تأكد مشروع يوني مع تحول أخيه بيبي إلى سياسي نافذ، إذ اكتشف موظفو المجالس المحلية أن الطريق إلى قلبه يأتي من تسمية شارع أو مدرسة باسم أخيه الراحل". وهذا على رغم أن كاتب سيرة آخر مستقلاً استعانت عائلة نتنياهو بخدماته قد توصل إلى أن يوني الذي كان في الـ30 من العمر عند وفاته ومطلقاً ووحيداً ومأزوماً باعترافه، كان مكروهاً من كثير من رجاله"، فضلاً عن أن روايات لشهود عيان على واقعة عنتيبي يعارضون رواية بيبي لها، إذ يقول بفيفر إن يوني "اتهم بخروجه على الأوامر حين أطلق النار على جنود أوغنديين كاشفاً عن نفسه لنيرانهم التي يعتقد أنها أدت إلى وفاته، في حين تصر أسرته على أنه لقي مصرعه على يد قائد خاطفي الطائرة الألماني، ويخلص بفيفر إلى أن اختلاق سيناريو الأسرة يشير "لدى بعضهم إلى أن الأسرة شعرت أن الموت على يد أفريقي ’أدنى مقاماً‘ ليس بالموت المشرف. بخاصة لو قورن ذلك بالموت على يد ألماني بالذات في وعي ورثة أسطورة ’الهولوكوست‘".

مفارقات محيرة

هذا عن الأخ، أما الأب بنزايون الباحث في تاريخ اليهودي في القرون الوسطى، فهو في نظر نتنياهو ناشط لامع ذو بصيرة مدافع عن الصهيونية والدولة اليهودية يرفض التنازلات ويؤمن بأن العرب لن يقبلوا اليهود أبداً، وأن السبيل الوحيد إلى منع وقوع "هولوكوست" أخرى هو من خلال قوة لا هوادة فيها واستمالة لا تكل لجميع الداعمين من الشعوب والزعماء.

وينسب نتنياهو إلى أبيه فضل المساعدة في إقناع الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة بدعم تأسيس الدولة اليهودية في برنامجيهما عام 1944، وقد تحقق ذلك بحسب ما يكتب نتنياهو "لا من خلال التخاذل أمام معاداة الصهيونية بل من خلال التصدي لها".

ويواصل "لقد كان أبي إذاً من أسلاف الدعم الحزبي الأميركي لدولة إسرائيل، وأول من جعله حقيقة عملية تؤتي ثمارها. وسيكون من المفارقات أن يتهمني بعضهم بعد عقود بأنني لا أقدر أهمية تأييد الحزبين الأميركيين لإسرائيل في حين أن أبي هو من أطلقه".

غير أن صهيونية بنزايون الصارمة تخفي من ورائها مفارقة محيرة، فهو لم يكن يريد أن يعيش في إسرائيل، ولم يرد لابنيه أن يعيشا فيها أيضاً. ومثلما يحكي بفيفر فقد انتقل نتنياهو الأب بأسرته إلى الولايات المتحدة فور أن ضمن وظيفة أكاديمية هناك، وكان شديد الانتقاد لابنيه حينما رجعا لأداء الخدمة العسكرية.

يكتب بفيفر أن "ابني بنزايون عجزا عن مواجهة التناقضات بين مثل أبيهما الصهيونية وعيشه في أميركا" فسعيا إلى تهدئته، لكن بيبي يوعز تلك التناقضات لدى أبيه إلى موقف مبدئي.

 

لو أن أي تعقيد يشوب علاقة بيبي بأبيه أو بأخيه محذوف من كتاب نتنياهو فذلك أصدق على زيجاته. تقول أيزنر إن نتنياهو يتغاضى في كتابه عن زيجتيه الأوليين ولا يذكر ابنته من زيجته الأولى إلا مرة واحدة فقط، ويترك الصدارة لسارة، فيصفها من دون ما توقف بأوصاف التمجيد والمدح كأنها كائن فوق بشري، فـ"نصيحتها السياسية حاضرة وفورية دائماً، وأعمالها الخيرية السخية تتعرض بقسوة للتجاهل. سارة التي لم تبرح فراش أمها المحتضرة ثم فراش أبيها، وينقل نتنياهو عن طبيب قوله إنه لم ير قط تفانياً كتفانيها من ابنة تجاه أبويها، فضلاً عن الرعاية التي تغدقها على ابنيها ياشير وأفنير لدرجة أن يشبهها نتنياهو بـ"لبؤة مع أشبالها".

ولم يكتف الإعلام بتجاهل كل هذه الخصال الحميدة لكن سارة تعرضت في رواية نتنياهو "لحملة دائمة من اغتيال الشخصية. وهجمة شرسة استمرت لأكثر من 20 سنة" هي بمثابة "صناعة تشويه وأكاذيب" ما كانت لتنال من زوجة رئيس وزراء يساري، على حد ما يقول نتنياهو.

مرة أخرى يكتب بفيفر أن سارة تختلف عن زوجة أي سياسي في إسرائيل، ففي منتصف حملة سياسية عام 1993، اعترف نتنياهو علناً بعلاقة غرامية له واستجدى صفح سارة، فكانت النتيجة اتفاقاً على أن ترافق الزوجة زوجها في جميع ارتباطاته العامة الكبيرة وكل رحلاته الخارجية، وأن تكون على اطلاع كامل على جدوله، وأن تفحص جميع أعضاء فريقه. وقد اعترفت سارة عام 2019 أنها مذنبة في الاتهام بإساءة استعمال أموال الدولة، وتخضع حالياً لمقاضاة في اتهامات بالفساد تشمل زوجها أيضاً، ولكن هذا الجانب أيضاً غائب عن الكتاب.

وغائب أيضاً عن مذكرات نتنياهو عنصر لا يمكن أن تكتمل الصورة إلا بغيابه: الفلسطينيون العاديون الذين لا يسهل وصفهم بالإرهابيين واستغلالهم في إضفاء مزيد من البريق على الوجه الذي يرسمه نتنياهو لنفسه، كما لا يمكن وصفهم الوصف الوحيد المستحق: الضحايا.

تاريخ بطريقة هوليوود

كتب كولين شيندلر في مجلة "فاذوم" (22 نوفمبر 2022) يقول إن منظمة التحرير الفلسطينية تتعرض في كتاب نتنياهو "لنقد قاس مستحق"، لكن جميع الأعمال الإرهابية التي ينسبها إليها إنما هي "منسوبة إلى تنظيم متجانس خاضع لسيطرة [ياسر] عرفات، ونادراً ما يأتي ذكر لفاعلين فلسطينيين آخرين.

يقول نتنياهو إن "الإرهابيين الفلسطينيين" حاولوا اغتيال شلومو آرغوف السفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة أمام فندق دورتشستر في يونيو (حزيران) 1982، وإن "إسرائيل بعثت جيشاً إلى جنوب لبنان وهي المنطقة التي استولت عليها منظمة التحرير الفلسطينية وأحالتها إلى دويلة معادية لإسرائيل، فأدى ذلك بحسب ما يقول التاريخ إلى نشوب أول حرب لبنانية.

لكن أولئك "الإرهابيين الفلسطينيين" الذين يشير إليهم نتنياهو كانوا كما يقول كولين شيندلر "في واقع الأمر أعضاء في جماعة أبي نضال التي كانت معارضة بشدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بل واغتالت بعض دبلوماسيي المنظمة، وفي حين أن قوات فلسطينية في جنوب لبنان كانت تقوم بتنفيذ هجمات دورية على إسرائيل، فإن منظمة التحرير لم تكن مسؤولة عن تشويه آغروف. ولم يكن هذا غير خداع من مناحم بيغن وآرييل شارون لتبرير حرب أخرجت 400 ألف إسرائيلي للتظاهر ضدها في سبتمبر (أيلول) 1982. غير أنه لا ذكر لهذه التظاهرة في الكتاب، ليس سوى نقد لـ’استسلام‘ بيغن لتوصية لجنة ’كاهان‘ عام 1983 بعزل شارون من وزارة الدفاع"، وينتهي شيندلر إلى أن "الأمثلة كثيرة في هذا الكتاب على سوء التفسير والحذف".

يقول شندلر إن اشتراك نتنياهو في "الحسباره" بدأ بعيد حرب السادس من أكتوبر 1973، أو حرب يوم كيبور بحسب التسمية الإسرائيلية. و"الحسباره" (hasbarah) تعني حرفياً "التفسير"، وتمثل جزءاً من العلاقات العامة الإسرائيلية أو الدعاية بالأحرى، وهي تعنى بإيضاح الأحداث وتفسيرها وتبريرها من وجهة النظر الإسرائيلية.

بدأ نتنياهو اشتراكه في "الحسباره" بعيد حرب أكتوبر حينما أخذ يكلم جماهير لا عدد لها في الولايات المتحدة ليشرح قضية إسرائيل. دفعه ذلك إلى إتقان العلاقات العامة وإلى تولي أعلى منصب في دولة إسرائيل، وظهر أخيراً في طريقة تأليفه لهذه النسخة من حياته. غير أن ثمة فارقاً بحسب شندلر بين المعلومات والتفسير [الحسباره] والبروباغندا، لكن "نتنياهو امتلك مهارة الخلط بين تلك الفئات لتقليص الفارق بينها".

مقالة شندلر شأن مقالة أيزنر ليست عرضاً محايداً للكتاب ولكنها فاتح شهية لتفنيده. وفي حين اعتمدت أيزنر في ذلك على كتاب بفيفر بالدرجة الأساسية، فإن شندلر يعتمد على دراساته الشخصية، فهو أستاذ في جامعة لندن ورئيس ومؤسس الاتحاد الأوروبي للدراسات الإسرائيلية.

يقول في مقالته إن نتنياهو "بالنسبة إلى الجمهور غير اليهودي الذي لا يمثل فهم إسرائيل أولوية لديه متحدث ساحر واسع الاطلاع. أما بالنسبة إلى كثير من اليهود في المملكة المتحدة، فإن قدرة نتنياهو على الخلط بين المعلومة والتفسير والدعاية كانت دافعاً لدراسة التاريخ اليهودي بهدف فهم الجمهورية العبرية أكثر منه لفهم نسخة نتنياهو المشكوك فيها من هذا التاريخ".

كتاب نتنياهو في رأي شندلر موجه في المقام الرئيس للقارئ الأميركي، "وليس هذا بغريب فقد عاش 18 عاماً في الولايات المتحدة، فضلاً عن أن الولايات المتحدة هي البلد الذي تكمن فيه القوة". ولعل توجه نتنياهو بكتابه إلى قارئ غريب عن المنطقة هو الذي يكمن وراء عزوفه عن تحري الدقة في التفرقة بين منظمات المقاومة الفلسطينية المختلفة فيجمعها كلها في منظمة التحرير، ويختزل المنظمة كلها في الوجه الأيقوني المألوف في الغرب أي ياسر عرفات، ويصنف عرفات إرهابياً. فنتنياهو لا يستهدف التاريخ ولا يعنيه إلا أن يظهر في كتابه شراً واضحاً يحاربه خير واضح وينتصر عليه طبعاً، ولعل هذا هو الملمح الهوليوودي الذي أشار إليه شندلر.

يكتب شندلر "حينما وجه طالب في 2018 سؤالاً إلى بنيامين نتنياهو عن أهم موضوع يجب أن يدرسه طالب يريد أن يمتهن السياسة، أجابه بأن هناك ثلاث إجابات: التاريخ، والتاريخ، ومزيد من التاريخ".

ويعلق شندلر موجزاً رأيه في الكتاب بقوله إن نتنياهو "بكتابته تاريخه الخاص لا يبدو أنه عمل بهذه النصيحة. فسيرته الذاتية أقرب إلى الأفلام الهوليوودية منها إلى التاريخ. والكتاب مجرد من الأيديولوجيا والحقائق المزعجة، وموجه إلى يهود الشتات، وهو سرد قائم على التداعي الحر أكثر منه كتاب معلومات يحكي قصة حياة دقيقة".

عنوان الكتاب: Bibi: My Story 

تأليف: Benjamin Netanyahu

الناشر: Threshold Editions

المزيد من كتب