Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العام المقبل قد يشكل منعطفا في النزاع الأوكراني

الغرب محق في منح زيلينسكي شيكاً على بياض للدفاع عن بلده لأن كلفة هيمنة روسية جديدة على شرق أوروبا ستكون في نهاية الأمر أكبر بكثير

الغرب في حاجة إلى إرسال مزيد من أفضل أنظمة الدفاع الجوي (أ ب)

قد تكون أعداد الضحايا إلى حد ما قليلة، لكن المعاناة التي خلفتها هجمات روسيا الصاروخية الأخيرة في أوكرانيا شديدة، فقرابة نصف قدرة البلاد على إنتاج الكهرباء تعرض للدمار، وها هي مدينة خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بلا طاقة كهربائية على الإطلاق، فتدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية ومواقع الطاقة الكهرومائية والمحطات الفرعية وإخراجها من الخدمة كان عملاً مقصوداً واستراتيجياً، ولأسباب مفهومة نجت المواقع النووية من الاستهداف (على رغم أنهم دائماً عرضة لقيام وحدة روسية مارقة بإلقاء قذيفة على مفاعل).

هذه الموجة الأخيرة من الهجمات تتخذ بشكل دقيق النمط نفسه الذي تم اتباعه خلال الأشهر القليلة الماضية، ومع اقتراب فصل الشتاء يبدو أن القوات الروسية المكونة من مجاميع متفرقة من المقاتلين في حرب لا تحظى بشعبية باتت اليوم في موقع دفاعي، فخنادقها أصبحت عرضة للاستنزاف ولم تعد تحميها، وأصبحت أشبه بالجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى.

وفي الوقت نفسه يبدو أن القوات الأوكرانية المعززة بشكل عظيم بالتسليح الغربي باتت غير قادرة على تحقيق مزيد من التقدم بسبب الجليد والثلج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما يثير السخرية والشعور بالألم أن الروس استخلصوا أنهم إذا لم يتمكنوا من تحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بالجيش الأوكراني فسيحاولون عوضاً عن ذلك تحقيق النصر بسحق سكان أوكرانيا المدنيين.

وإذا ما أثبتت تجربة هذه الحرب التي بدأت خلال شهر فبراير (شباط) الماضي شيئاً، فهو أن أحداً، بخاصة الروس، يقدر أن يستخف بصمود ومثابرة الشعب الأوكراني سواء كانوا ممن يرتدون الزي العسكري أم لا، وتاريخياً لم يؤد قصف مناطق المدنيين بعنف إلى تحقيق النتيجة المرجوة من وجهة نظر المعتدي إلا في ما ندر.

وهذا سيثبت أيضاً في أوكرانيا حيث تبقى المعنويات عالية والمقاومة حازمة، وبالفعل لم تؤد الوحشية العنيفة التي أظهرتها قوات فلاديمير بوتين وحال الخوف التي تسببت فيها إلا إلى جعل شعب أوكرانيا أكثر عزماً وتصميماً على المقاومة وطرد الروس عن بلادهم، فالهجمات الصاروخية ليست سوى مؤشر على ضعف الروس وليس على كونهم اقتربوا من تحقيق النصر.

يزعم الأوكرانيون أنهم حققوا نجاحاً كبيراً في إسقاط صواريخ روسية، إذ قالوا إنهم أسقطوا من 60 إلى 70 صاروخاً خلال المواجهة الأخيرة، ومع ذلك فمن الطبيعي أن يكون الغرب في حاجة إلى إرسال مزيد من أفضل أنظمة الدفاع الجوي للحد إلى أقل ما يمكن من نجاح هجمات هؤلاء القتلة التي تستهدف المدنيين، وهي جرائم حرب بطبيعة الحال.

هناك ضغوط مالية وسياسية يتعرض لها عدد من حكومات الغرب لخفض مستوى دعمها للرئيس زيلينسكي وشعبه، لكن ومع اضطراب مساعي الحرب الروسية وإطلاق الأوكرانيين العنان لحملتهم الخاطفة فهذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن أوكرانيا.

في حال كانت هناك فرصة لـ "تسوية يتم التفاوض في شأنها" بين كييف وموسكو، فإن هذا الأمر متروك للرئيس زيلينسكي، ذلك أن الغرب محق بمنحه شيكاً على بياض للدفاع عن بلده، لأن كلفة فرض روسيا هيمنتها مجدداً على شرق أوروبا ستكون في نهاية الأمر باهظة للغاية.

وبالنظر إلى ما سيحدث عام 2023 فهناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الأحداث قد تكون في مصلحة أوكرانيا، ربما نتيجة لحملة التضليل الإعلامي الغربية أو ربما نتيجة لجهد أجهزة المخابرات الممتاز، إذ تنتشر إشاعات متعلقة بصحة الرئيس بوتين، فقادة الجيش التابعين له والأشخاص ضمن دائرة حاشيته الأوسع يبدو قلقين من أن "العملية العسكرية الخاصة" تمضي بدرجة سيئة كما هي عليه الآن.

ومع اقتراب الذكرى الأولى خلال شهر فبراير المقبل لما أصبح نزاعاً طويل الأمد، يجب أن يشعر بعض من هم داخل الكرملين وفي أوساط سكان روسيا بشكل عام أن فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين قد تجاوز المرحلة التي كان يمثل فيها مصلحة روسيا، وإذا ما قرر التقاعد لتدهور حاله الصحية أو الفرار إلى مكان آمن في الخارج (فنزويلا والأرجنتين تم الحديث عنهما)، فيجب أن تعني مغادرته نهاية الحرب وربما نهاية أزمة الطاقة والطعام، فلقد شهدت روسيا بالفعل ثورات أكثر غرابة وغير متوقعة.

© The Independent

المزيد من آراء