Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"طالبان" تشهر "الحجاب" بوجه المحرومات من الجامعة

قال وزير التعليم العالي إن "الشرف الأفغاني" لا يسمح للفتاة بالسفر للدراسة "من دون محرم"

برر وزير التعليم العالي في "طالبان"، الخميس 22 ديسمبر (كانون الأول)، منع دخول النساء إلى الجامعات في أفغانستان بأنهن "لا يحترمن قواعد اللباس".

وقال ندا محمد نديم خلال مقابلة على التلفزيون الحكومي "هؤلاء الطالبات اللاتي كن يذهبن إلى الجامعة لم يحترمن التعليمات في شأن الحجاب. الحجاب إلزامي في الإسلام".

وأشار الوزير إلى أن الفتيات اللاتي كن يدرسن في محافظة بعيدة من منزلهن "لم يسافرن مع محرم، أو رفيق ذكر بالغ".

حجاب "الشرف الأفغاني"

وقال نديم "شرفنا الأفغاني لا يسمح لشابة مسلمة من مقاطعة ما بأن توجد في مقاطعة بعيدة من دون أن يرافقها والدها أو شقيقها أو زوجها".

وفي رسالة مقتضبة مساء الثلاثاء، أمر وزير التعليم العالي ندا محمد نديم كل الجامعات الحكومية والخاصة في البلد بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر. وشكل هذا القرار صدمة في البلد وأثار موجة تنديدات دولية.

وزادت حركة "طالبان" التدابير المقيدة للحريات، لا سيما في حق النساء اللاتي استبعدن تدريجاً من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية. كما استبعدت النساء أيضاً من غالبية الوظائف العامة، أو أعطين أجوراً زهيدة لحضهن على البقاء في المنزل.

ولم يعد يحق للنساء السفر من دون رجل من العائلة، وينبغي لهن ارتداء البرقع أو وضع حجاب عند الخروج من المنزل.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) حظرت الحركة على النساء ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.

وتعهدت "طالبان" بعد عودتها إلى السلطة في أغسطس (آب) 2021 بإبداء مرونة أكبر، لكنها سرعان ما عادت إلى تفسيرها المتشدد جداً للشريعة الذي طبع حكمها بين عامي 1996 و2001.

جريمة ضد الإنسانية

قال وزراء خارجية دول مجموعة السبع الخميس إن معاملة "طالبان" للنساء والفتيات في أفغانستان يمكن أن تعد "جريمة ضد الإنسانية"، وطالبوا بإلغاء الحظر المفروض على التحاق النساء بالجامعات.

وأورد الوزراء في بيان أن "سياسات (طالبان) المصممة لإقصاء النساء من الحياة العامة ستكون لها عواقب على كيفية تعامل بلادنا مع الحركة".

وكان الإسلاميون المتشددون قد منعوا الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية في مارس (آذار) الماضي قبل أن تثير "طالبان" أخيراً غضباً عالمياً بعد إعلانها منع النساء من التعليم العالي.

وقال وزراء مجموعة السبع إنه ينبغي التراجع عن كلا القرارين "من دون تأخير".

وأضافوا "قد يرقى اضطهاد النوع الاجتماعي إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، الذي تعد أفغانستان دولة طرفاً فيه"، في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وتابعوا أن "أعضاء مجموعة السبع يقفون إلى جانب جميع الأفغان في مطالبهم بممارسة حقوق الإنسان بما يتفق مع التزامات بلادهم بموجب القانون الدولي".

ووصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، أن حظر التعليم الجامعي للنساء خطوة أخرى إلى الخلف "نحو العصر الحجري".

وأضافت في مؤتمر صحافي في برلين "لم يعد يسمح للنساء والفتيات في أفغانستان بدخول الجامعات، ولا يسمح لهن بالوجود في الحدائق، أو الخروج بلا حجاب، كما لا يسمح لهن بالتعلم".

وتابعت أن "طالبان" تسلب كل مقومات حياة النساء والفتيات في أفغانستان. والحياة هي أكثر من مجرد العيش.

وتضم مجموعة السبع بريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة.

المرأة الأفغانية تنتفض

وتظاهرت مجموعة صغيرة من النساء الأفغانيات وسط كابول لفترة قصيرة، الخميس 22 ديسمبر (كانون الأول)، في تحد لنظام "حركة طالبان" الذي حظر عليهن ارتياد الجامعات، بحسب ما أفادت إحدى الناشطات، كاشفة أن بعضهن تعرضن للتوقيف.

وفي تسجيلات فيديو تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منها، تظهر النساء وهن يحملن لافتات ويرددن شعارات في أحد أحياء كابول، منها "الحقوق للجميع أو ليست لأحد" و"التعليم حقنا ويجب فتح الجامعات".

وطالبت نحو 20 شابة أفغانية محجبات وبعضهن وضعن كمامات، بحقهن في التعلم وهن يرفعن الأيادي.

لكن "بعضهن تعرضن للتوقيف على يد شرطيات قمن باقتيادهن"، بحسب ما قالت إحدى المتظاهرات لوكالة الصحافة الفرنسية، رافضة الكشف عن هويتها. وأردفت أنه "تم إطلاق امرأتين لكن كثيرات منهن لا يزلن قيد الاحتجاز".

وقد تواجه النساء اللواتي يشاركن في هكذا فعاليات خطر التوقيف والتعرض إلى العنف أو الوصم.

القيود على النساء

وكانت التظاهرة مقررة في بادئ الأمر أمام حرم جامعة كابول الأكبر والأعرق في البلد، لكن موقعها نقل بسبب الانتشار الكثيف لقوى الأمن المسلحة في محيط الجامعة.

وقالت وحيدة وحيد دراني التي كانت تدرس الصحافة في "جامعة هرات" غرب البلاد، "الفتيات الأفغانيات هن شعب ميت ويبكين دماً".

وأضافت، "يستخدمون كل قواهم ضدنا، وأخشى أن يعلنوا عما قريب أنه لا يحق للنساء التنفس".

ومنعت جامعات الطالبات من الدخول الأربعاء بعد أن قالت الحكومة التي تقودها "طالبان" الثلاثاء إنه سيتم تعليق التعليم الجامعي للنساء حتى إشعار آخر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الحكومة تتعرض بالفعل إلى انتقادات من أطراف بينها حكومات أجنبية بسبب عدم فتح مدارس المرحلة الثانوية أمام البنات مع بداية العام الدراسي في مارس (آذار).

وزادت "طالبان" التدابير المقيدة لحريات النساء، بما في ذلك استبعادهن من معظم الوظائف العامة أو إعطائهن أجوراً زهيدة لحضهن على البقاء في المنزل، ومنعهن من السفر من دون رجل من العائلة، وإجبارهن على البرقع أو وضع حجاب عند الخروج من المنزل، ومنعهن من ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.

الاعتراف بـ "طالبان"

ويقول دبلوماسيون إن الانتقادات في شأن القيود المفروضة على تعليم الإناث تعقد جهود حكومة "طالبان" لكسب اعتراف رسمي ورفع العقوبات التي تضر الاقتصاد.

وأصبحت الاحتجاجات الكبيرة نادرة في أفغانستان منذ أن سيطرت الحركة على البلاد، إذ غالباً ما تفضها الأجهزة الأمنية بالقوة، والاحتجاجات المتفرقة التي تحدث مؤشر إلى الاستياء من سياسات "طالبان".

وخلال الأيام الماضية كان هناك وجود أمني كبير في العاصمة الأفغانية، بما في ذلك خلال التجمعات في الجامعات.

وقال متحدث باسم وزارة التعليم العالي إن الوزير سيعقد مؤتمراً صحافياً الخميس أو الجمعة "لتوضيح مزيد من التفاصيل في شأن إغلاق الجامعات أمام الإناث".

واحتج طلاب في "جامعة ننكرهار" شرق أفغانستان الأربعاء، وخرج طلاب الطب الذكور من الامتحانات احتجاجاً على استبعاد زميلاتهم.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات