نيويورك تتصدر قائمة أكثر مدن العالم ارتفاعا في تكلفة المعيشة

تصدرت سنغافورة ونيويورك قائمة مدن العالم الأكثر ارتفاعاً في تكلفة المعيشة هذا العام 2022، وذلك من بين 172 مدينة كبرى حول العالم تناولها التقرير السنوي لوحدة تحليل معلومات الإيكونوميست الصادر هذا الأسبوع بعنوان "مسح تكلفة المعيشة حول العالم".

وفي الخلاصة التحليلية للمسح، ارتفعت تكلفة المعيشة في مدن العالم هذا العام بنسبة 8.1 في المئة مقارنة مع العام الماضي، وهي أعلى نسبة ارتفاع في تكلفة المعيشة خلال نحو 20 عاماً. وأرجع التقرير ذلك إلى تضافر عوامل عدة أسهمت في ارتفاع أسعار السلع والخدمات، منها استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي والحرب في أوكرانيا واستمرار الاضطراب في سلاسل التوريد حول العالم.

يقارن المسح أسعار أكثر من 200 سلعة وخدمة في المدن التي يشملها، وعلى أساس النتيجة تحدد مراتب المدن الأعلى تكلفة معيشة والمدن الأقل. ولم تأت أي مدينة عربية بين أكثر 10 مدن ارتفاعاً في تكلفة المعيشة في العالم، بينما جاءت مدينة واحدة من المنطقة هي تل أبيب التي احتلت المرتبة الثالثة عالمياً من حيث ارتفاع تكلفة المعيشة. وظلت العاصمة السورية دمشق والعاصمة الليبية طرابلس في ذيل القائمة: أقل مدن العالم ارتفاعاً في تكلفة المعيشة، كما كان وضعهما في مسح العام الماضي.

المدن الأكثر غلاء

حافظت مدينة سنغافورة على موقعها الذي تحتله في تقرير وحدة الإيكونوميست على مدى الأعوام الثماني الماضية، لكن هذا العام شاركتها في المركز الأول مدينة نيويورك الأميركية. وتلك هي المرة الأولى التي تصبح فيها أغلى مدينة في العالم من حيث ارتفاع تكلفة المعيشة. ويرجع ذلك إلى ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة مع زيادة معدلات التضخم. وتشاركت المدينتان في إحراز 100 نقطة في المسح، أي ارتفاع أسعار كل السلع والخدمات فيهما.

وبعد المدينتين، جاءت مدينة تل أبيب في المرتبة الثالثة متراجعة عن ترتيبها العام الماضي الذي كان في المركز الأول مع سنغافورة. وفقدت تل أبيب نقطة واحدة عن الحد الأعلى بإحرازها 99 نقطة. وتلتها في المرتبة الرابعة مدينة هونغ كونغ بفارق نقطة واحدة عند 98 نقطة. وعلى رغم أن هونغ كونغ في الصين، فإنها تتمتع بشكل من أشكال الإدارة المستقلة ولها عملتها الخاصة (دولار هونغ كونغ) المختلفة عن العملة الوطنية الصيني (اليوان).

وتساوت مدينة لوس أنجليس الأميركية مع هونغ كونغ في عدد النقاط وتشاركت معها المرتبة الرابعة. وتعد لوس أنجليس ثاني مدينة أميركية تأتي من بين أكثر 10 مدن ارتفاعاً في تكاليف المعيشة في العام، وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة كلها. وهناك أيضاً مدينة سان فرانسيسكو الأميركية التي جاءت في المرتبة الثامنة محرزة 85 نقطة.

وجاءت مدينة زيورخ السويسرية في المرتبة السادسة محرزة 94 نقطة وتلتها في المرتبة السابعة مدينة جنيف السويسرية أيضاً التي أحرزت 91 نقطة. وتتمتع سويسرا بوضع مميز عالمياً من حيث مستوى المعيشة، بالتالي فإن من المنطقي أن تكون مدنها بين المدن الأعلى تكلفة في العالم للعيش فيها.

ومن المدن الأوروبية ضمن أكثر 10 مدن غلاء أيضاً العاصمة الفرنسية باريس، التي هبطت من المرتبة الثانية العام الماضي إلى التاسعة هذا العام بفارق نقطة واحدة عن سان فرانسيسكو عند 84 نقطة. وتؤثر تكلفة المعيشة أكثر في قطاع السياحة للمدينة التي تعد وجهة سياحية للزوار من مختلف أنحاء العالم.

جاءت في المرتبة الـ10 مدينة كوبنهاغن عاصمة الدنمارك عند 83 نقطة. ومثلها مثل أغلب المدن الأوروبية شهدت ارتفاع الأسعار نتيجة التضخم الشديد في القارة العجوز الذي فاقمته الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

وتشاركت مدينة سيدني الأسترالية المرتبة الـ10 مع كوبنهاغن بعدد النقط ذاته. وقفزت سيدني من مرتبة أقل في القائمة العام الماضي لتصبح ضمن المدن الـ10 الأغلى في العالم. ويرجع ذك في جزء منه إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأسترالي.