Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين ينتقد أسلحة "باتريوت" ويتوعد بالرد عليها 

موسكو تعلن ألا نية للإصغاء لمخاوفها وواشنطن: كوريا الشمالية تسلم معدات لـ"فاغنر" لاستخدامها في أوكرانيا

اعتبر "الكرملين"، الخميس 22 ديسمبر (كانون الأول)، أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لم تظهر "أية نية للإصغاء للمخاوف الروسية"، بينما قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يريد إنهاء النزاع في "أسرع" وقت ممكن.

في طريق عودته إلى بلاده، التقى زيلينسكي نظيره البولندي أندريه دودا قبل أن يصل إلى أوكرانيا بعد بضع ساعات.

وقال في شريط فيديو تم تصويره في بولندا "عدنا من واشنطن بنتائج جيدة. بشيء سيساعد حقاً"، في إشارة إلى نظام "باتريوت" الأميركي لاعتراض الصواريخ الذي كانت كييف تطلبه منذ أشهر.

دائماً هناك سلاح مضاد

من جانبه قلل الرئيس الروسي من فاعلية هذا "النظام القديم"، مضيفاً "خصومنا يعتبرون أنه سلاح دفاعي. حسناً، سنضع ذلك في الاعتبار. هناك دائماً (سلاح) مضاد".

وتابع "ما يفعله هؤلاء لن يجدي نفعاً، فهو يطيل فقط أمد النزاع، ذلك كل ما في الأمر"، مؤكداً في الآن نفسه أنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت.

وقال "سنسعى جاهدين لإنهائها. وكلما كان ذلك أسرع فهو أفضل بالطبع".

ولم يتأخر الرد الأميركي، فقد قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي "اليوم بشكل أساس، لم تظهر روسيا أي اهتمام (بالانخراط) في دبلوماسية جدية" لإنهاء الحرب.

أما فولوديمير زيلينسكي فقال إنه ناقش مع دودا في جنوب شرقي بولندا أحداث عام 2022، و"ناقش أيضاً خططاً استراتيجية للمستقبل والعلاقات الثنائية والتفاعلات على المستوى الدولي عام 2023".

وحظي زيلينسكي باستقبال الأبطال خلال زيارة خاطفة إلى واشنطن الأربعاء هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط)، وقد التقى خلالها نظيره الأميركي جو بايدن، وألقى خطاباً في "الكونغرس" حظي بتصفيق حار من أعضائه.

وحصل الرئيس الأوكراني على تعهدات بتلقي مساعدات هائلة بقيمة تناهز 45 مليار دولار وشحنات أسلحة إضافية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "حتى الآن نلاحظ بأسف أن الرئيس (الأميركي جو) بايدن والرئيس زيلينسكي لم يقولا أي شيء يمكن اعتباره نية محتملة للإصغاء للمخاوف الروسية".

وأضاف بيسكوف أنه لم تسمع خلال الزيارة "دعوات حقيقية من أجل السلام" أو "تحذيرات" أميركية لزيلينسكي من "مواصلة قصف مبان سكنية في بلدات وقرى منطقة دونباس" الواقعة في شرق أوكرانيا، التي يسيطر على أجزاء منها انفصاليون موالون لروسيا.

وتابع "هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل توجهها بشن حرب غير مباشرة على روسيا بحكم الأمر الواقع حتى آخر أوكراني".

استثمار في الديمقراطية

وكان "الكرملين" حذر الأربعاء وهو يوم زيارة فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة من أن إرسال مزيد من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى "مفاقمة" النزاع.

وأكد زيلينسكي الأربعاء في خطابه أمام "الكونغرس" الأميركي بمجلسيه أن المساعدة الأميركية لكييف "ليست صدقة" بل هي "استثمار في الأمن العالمي والديمقراطية".

وتتكبد روسيا انتكاسات ميدانية كبيرة في الأشهر الأخيرة.

ورداً على ذلك لجأت اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) إلى تكتيك القصف المكثف للبنية التحتية الأوكرانية، وحرمان ملايين الناس من الكهرباء والمياه والتدفئة في خضم فصل الشتاء.

وقد أثر ذلك خصوصاً في العاصمة كييف حيث ظل وضع الكهرباء "صعباً" الخميس، بحسب رئيس الإدارة العسكرية للمدينة سيرغي بوبكو.

على صعيد متصل أكدت واشنطن الخميس أن مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية الموجودة في أوكرانيا تلقت "الشهر الماضي" شحنة أسلحة من كوريا الشمالية، وحذرت من أن تصبح قريباً "منافساً" قوياً للجيش النظامي الروسي في ظل خسائره المتفاقمة.

واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الروسي يقاتل "قوات الغرب مجتمعة"، وكشف عن أن موسكو تعتزم إقامة قواعد لدعم أسطولها في مدينتي ماريوبول وبيرديانسك المحتلتين في جنوب أوكرانيا.

وأعلنت الوزارة الخميس أن شويغو أجرى جولة تفقد للمواقع الروسية في أوكرانيا، من دون تحديد مكانها أو تاريخها.

وكان وزير الدفاع الروسي زار منطقة "العمليات الخاصة" قبل أيام قليلة، في مؤشر إلى رغبة موسكو في تعزيز رقابتها على عسكرييها هناك.

قريباً من دونيتسك

من جانبه أكد رئيس الأركان فاليري غيراسيموف الخميس أن هدف القوات الروسية في أوكرانيا الآن هو السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الصناعية شرق أوكرانيا. وقال إنه لاحظ "استقراراً" على خط الجبهة الممتد 815 كيلو متراً.

لكن القتال وعمليات القصف مستمرة، فقد قتل شخص واحد على الأقل وأصيب 14 آخرون في أنحاء أوكرانيا الأربعاء، بحسب كييف.

وفي الشرق أصيب الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دميتري روغوزين في هجوم أوكراني على فندق في دونيتسك، أحد معاقل الانفصاليين الموالين لروسيا، وينتظر أن يخضع لجراحة.

وأكدت "لجنة التحقيق الروسية" وهي الهيئة المكلفة التحقيقات في القضايا الكبرى أن الضربة التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، نفذت "بذخيرة عالية الدقة وقد تكون أطلقت من شاحنة مزودة بنظام قيصر المدفعي الفرنسي".

كما قتل رئيس بلدية ليوبيميفكا الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر تحت سيطرة الجيش الروسي في خيرسون (جنوب) في هجوم بقنبلة الخميس، وفق ما أفادت به الإدارة الروسية التي قالت إن أندريه شتيبا، "قتل بشكل مأسوي في انفجار سيارة" دبره "إرهابيون أوكرانيون".

شراء أسلحة من كوريا الشمالية

في غضون ذلك، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن كوريا الشمالية قدمت "الشهر الماضي" أسلحة لمجموعة "فاغنر" ويمكن أن تقدم لها شحنات أخرى، محذراً من ازدياد قوة هذه المجموعة شبه العسكرية الروسية. واعتبر كيربي أن "فاغنر" في طريقها لأن تصبح "منافساً" للجيش النظامي الروسي، متعهداً بفرض مزيد من العقوبات عليها.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن شركة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، استلمت شحنة من الأسلحة من كوريا الشمالية للمساعدة في تعزيز موقف القوات الروسية في أوكرانيا، في مؤشر على اتساع نطاق دور تلك المجموعة في الصراع.

وقال المسؤول الذي طلب من "رويترز" عدم ذكر اسمه، "يمكننا أن نؤكد أن كوريا الشمالية أكملت تسليم شحنة مبدئية من الأسلحة لفاغنر، التي دفعت مقابل العتاد. في الشهر الماضي، أرسلت كوريا الشمالية شحنة صواريخ وقذائف لقوات المشاة لروسيا كي تستخدمها فاغنر".

والتقدير الأميركي، الذي استند إلى معلومات استخباراتية، يشير إلى أن كمية العتاد التي سلمتها كوريا الشمالية لن تغير وقائع المعركة في أوكرانيا، لكن المسؤول قال "إننا قلقون من أن كوريا الشمالية تعتزم تسليم المزيد من العتاد العسكري لفاغنر".

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن شحنات الأسلحة الكورية الشمالية انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن الدولي، ويعتزمون طرح الأمر أمام المجلس. ويقول خبراء في مجال الأسلحة إن بيونغ يانغ صنعت صواريخ باليستية قادرة على ضرب أي بقعة في العالم إضافة إلى أسلحة أقصر مدى.

وقال المسؤول إن الرئيس الروسي يلجأ بشكل متزايد لمجموعة "فاغنر" التي يملكها حليفه يفجيني بريجوزين للمساعدة في أوكرانيا، حيث تعثرت القوات الروسية أثناء محاولتها إسقاط حكومة كييف.

 

عقوبات جديدة

وكشفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، عن قيود جديدة على صادرات التكنولوجيا لمجموعة "فاغنر" في محاولة لمنع الإمدادات عنها.

وقال المسؤول إن الشركة الروسية ومن يساندونها في دول حول العالم سيخضعون لمزيد من العقوبات في الأسابيع المقبلة. وأضاف المسؤول أن رجل الأعمال الروسي بريجوزين ينفق أكثر من 100 مليون دولار شهرياً لتمويل عمليات "فاغنر" في أوكرانيا لكنه يواجه مشكلات في تجنيد روس للقتال هناك.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقدر أن هناك 50 ألفاً من المجموعة في أوكرانيا من بينهم عشرة آلاف متعاقد و40 ألف مدان من سجون روسية.

وقال المسؤول، "يعتمد الجيش الروسي منذ أشهر على فاغنر لقيادة العمليات القتالية في أجزاء من دونباس، وفي بعض الأوقات يكون المسؤولون العسكريون الروس تابعين لأوامر قيادة فاغنر".

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت الخميس عقوبات على 10 كيانات بحرية روسية بسبب العمليات الروسية التي تستهدف الموانئ الأوكرانية.

تركيز روسي على دونيتسك

ميدانياً، أعلن رئيس أركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف الخميس، أن الجبهة في أوكرانيا مستقرة وجهود جيشه تتركز حالياً على السيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها في شرق البلاد.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن غيراسيموف قوله إن "الوضع على خط الجبهة استقر وتتركز الجهود الرئيسة لقواتنا على استكمال تحرير أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلنها الانفصاليون الموالون لروسيا.

وأشار إلى أن طول خط الجبهة مع القوات الأوكرانية يبلغ حالياً 815 كيلومتراً. وأكد غيراسيموف ضرب أكثر من 1300 "هدف ذي أهمية كبيرة" في أوكرانيا، الأمر الذي "سمح بخفض الإمكانات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل كبير"، على حد تعبيره.

كذلك، رحّب باستخدام الأسلحة الفرط صوتية الروسية مثل صاروخ "كينغال"، "للمرة الأولى في ظروف قتالية".

ومنذ سلسلة انتكاسات عسكرية روسية في شمال شرقي وجنوب أوكرانيا بين سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، يتركّز معظم القتال حالياً في الشرق، وخصوصاً في مدينة بخموت التي تحاول قوات موسكو الاستيلاء عليها منذ الصيف. وفي مواجهة هذه الانتكاسات، اختارت روسيا اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) تكتيك القصف المكثف على البنى التحتية للطاقة الأوكرانية، مما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه بشكل متكرر.

حرب "غير مباشرة"

وبالعودة إلى زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة، رأى الكرملين أنها لم تظهر "أي نية للإصغاء للمخاوف الروسية" وأن واشنطن تشن في أوكرانيا "حرباً غير مباشرة" على موسكو.

وحظي زيلينسكي باستقبال الأبطال خلال زيارة خاطفة إلى واشنطن تعهد خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم قرابة 1.8 مليار دولار بشكل إمدادات عسكرية تتضمن للمرة الأولى منظومة الدفاع الصاروخي "باتريوت"، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ستواصل العام المقبل تطوير قدراتها العسكرية والاستعدادات القتالية لقواتها النووية.

وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الخميس 22 ديسمبر (كانون الأول)، "حتى الآن نلاحظ بأسف أن الرئيس بايدن والرئيس زيلينسكي لم يقولا أي شيء يمكن اعتباره نية محتملة للإصغاء للمخاوف الروسية". وأضاف، "لم تُسمع أي كلمة تحذر زيلينسكي من مواصلة قصف مبان سكنية في بلدات وقرى منطقة دونباس، ولم تصدر دعوات حقيقية من أجل السلام".

وتابع بيسكوف، "هذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تواصل... حرباً غير مباشرة على روسيا حتى آخر أوكراني".

وفي ما يتعلق بمساعدات واشنطن لكييف، قال بيسكوف إن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة صواريخ "باتريوت" لن يسهم في تسوية الصراع بين موسكو وكييف كما أنه لن يحول بين روسيا وبين تحقيق أهدافها.

في الأثناء، توجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى خط الجبهة في أوكرانيا لتفقد مواقع الجيش الروسي، وفق ما أعلنت وزارته الخميس، في ثاني زيارة من هذا النوع يعلن عنها في أقل من أسبوع. وأوضحت الوزارة عبر "تيليغرام"، "في الصفوف الأمامية تفقد (شويغو) ظروف انتشار الطواقم والعتاد العسكري" و"تفقد مناطق انتشار الوحدات العكسرية وظروف الإيواء والتدفئة"، مرفقةً الرسالة بمقطع مصور يظهر وزير الدفاع.

 

لا للمساومة

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي في البيت الأبيض، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، إن التوصل إلى "سلام عادل" مع روسيا يعني عدم وجود تنازلات فيما يتعلق بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، لكنه تساءل عما إذا كان هذا السلام ممكناً لمن فقدوا أبناءهم.

ورداً على سؤاله عما يعتبره طريقة عادلة لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وأدى إلى نزوح الملايين، ودمر مدناً وبلدات، قال الرئيس الأوكراني، "لا أعرف ما السلام العادل؟ إنه وصف فلسفي جداً".

وقال زيلينسكي إن التوصل إلى "سلام عادل" ينهي الحرب لا يعني بأي شكل من الأشكال المساومة على وحدة أراضينا، وتابع "بالنسبة لي، بصفتي رئيساً، فإن سلاماً عادلاً لا ينطوي على أي مساومة على سيادة بلادي وحريتها وسلامة أراضيها، ويعني كذلك التعويض عن كل الأضرار التي سبّبها العدوان الروسي".

وقال بايدن إن الولايات المتحدة "لديها نفس الرؤية المتمثلة في أوكرانيا حرة ومستقلة ومزدهرة وآمنة". مضيفاً أنه وزيلينسكي يريدان إنهاء الصراع، وأنه يمكن أن يتوقف "اليوم إذا كان لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي كرامة على الإطلاق"، وسحب قواته من أوكرانيا. "لكن هذا لن يحدث".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن نظيره الروسي ليس لديه نية لوقف "هذه الحرب الوحشية" ضد أوكرانيا، واصفاً ما يفعله بوتين بأنه "مروع" إذ يستهدف دور الأيتام والمدارس هناك. وتابع مخاطباً زيلينسكي "إنك منفتح على السعي لتحقيق سلام عادل، لكن بوتين ليست لديه نية لوقف هذه الحرب الوحشية".

ورداً على تلك الدعوات، قال الكرملين، أمس الأربعاء، إنه لا يرى أي فرصة لإجراء محادثات سلام مع كييف، وإنه سيواصل ما يسمّيها بوتين "عملية عسكرية خاصة" للقضاء على القوميين في أوكرانيا وحماية المجتمعات الناطقة بالروسية.

وشدد زيلينسكي، في خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأميركي، أن "أوكرانيا لن تستسلم أبداً" للقوات الروسية، مؤكداً أن قواته "صامدة في مواقعها".

وقال بايدن إن الولايات المتحدة وحلفاءها وآخرين سيواصلون تسليح أوكرانيا، بالتالي عندما يصبح زيلينسكي مستعداً "للتحدث مع الروس، فسيكون بوسعه أيضاً النجاح، لأنه سيكون قد انتصر في ساحة المعركة".

قوة التحالف الغربي 

وأعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بأن التحالف الغربي سيظل موحداً وراء أوكرانيا. وقال "لست قلقاً بتاتاً بشأن صلابة الحلف"، وأضاف "أشعر بالرضا حيال التضامن والدعم لأوكرانيا".

وأبلغ بايدن نظيره الأوكراني أن كييف "لن تكون أبداً لوحدها"، وقال "إن قتال أوكرانيا جزء من شيء أكبر بكثير". متعهداً أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم لأوكرانيا ضد "العدوان الروسي طالما تطلّب الأمر ذلك".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن الوعد الأميركي بتقديم منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي أرض-جو لكييف "خطوة مهمة" في إنشاء درع جوية فاعلة. مؤكداً أنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها "حرمان الدولة الإرهابية من أداتها الرئيسة للإرهاب، من إمكانية ضرب مدننا، وطاقتنا".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال إن "رزمة المساعدة تشمل للمرة الأولى منظومة باتريوت للدفاع الجوي القادرة على إسقاط صواريخ عابرة للقارات وصواريخ باليستية قصيرة المدى وطائرات تحلق على علو يتجاوز في شكل واضح قدرة المنظومات الدفاعية التي جرى تسليمها إلى الآن".

تطوير الجيش الروسي

في المقابل، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة تطوير قدرات جيشه وقوته النووية، متنصلاً من اي مسؤولية له عن "المأساة المشتركة" في أوكرانيا. وفي مداخلة ألقاها خلال اجتماع موسع مع الضباط الكبار، أعلن أن صواريخ فرط صوتية جديدة عابرة للقارات طراز "زيركون" ستدخل الخدمة "بداية يناير (كانون الثاني)، مؤكداً عزمه على زيادة عديد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون جندي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه في أوكرانيا "يواجه العسكريون الروس قوات الغرب المتضافرة"، كاشفاً أن موسكو تعتزم إقامة قواعد دعم لأسطولها في ماريوبول وبيرديانسك، وهما مدينتان محتلتان في جنوب أوكرانيا.

وقال الكرملين إن شحنات أسلحة أميركية جديدة إلى أوكرانيا لن تؤدي سوى إلى "تفاقم" النزاع مع روسيا، ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى أن "كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا" في إشارة إلى شحنات أسلحة جديدة إلى كييف.

"نظريات المؤامرة"

قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الخميس، إن المناورات العسكرية في بلاده في الآونة الأخيرة لم تكن تستهدف أوكرانيا، ورفض "نظريات المؤامرة" حول نشر قوات مسلحة من بلاده على الحدود.

وفي كلمة خلال مؤتمر للقادة العسكريين بمناسبة انتهاء عمليات تفتيش عسكرية مفاجئة جرت هذا الشهر، قال لوكاشينكو أيضاً إنه لا يمكنه استبعاد "عدوان" ضد بيلاروس من جانب "جيران" لم يحددهم بالاسم. وأضاف، "إذا كنتم تريدون السلام، فاستعدوا للحرب"، قائلاً إن التحركات العسكرية اقتصرت على أراضي بيلاروس ولم تهدد أي بلد آخر.

وأعلنت مينسك في الأسابيع الماضية عن موجة من الأنشطة العسكرية، بما في ذلك إجراءات للتحقق من مدى الجاهزية والاستعداد وعملية نشر جديدة لقوات روسية في البلاد. وأثارت المناورات تلميحات من مسؤولين أوكرانيين بأن روسيا ربما تخطط لشن هجوم جديد على أوكرانيا عبر أراضي بيلاروس، مثلما فعلت من دون جدوى في الأيام الأولى من حربها في أوكرانيا.

واستضاف لوكاشينكو الاثنين بوتين في مينسك، في زيارة خارجية نادرة لرئيس الكرملين. وأثارت الزيارة مخاوف من أن يسعى بوتين لإقناع بيلاروس بالانضمام إلى الحملة العسكرية في أوكرانيا، وهو ما يرفضه لوكاشينكو حتى الآن.

وقال المتحدث باسم الكرملين إن التقارير عن مثل هذه الخطط "لا أساس لها" و"حمقاء".

مقتل مسؤول موال لروسيا

إلى ذلك، قُتل رئيس بلدية أوكرانية خاضعة للسيطرة الروسية في خيرسون في هجوم بقنبلة الخميس، وفق ما أفادت إدارة الاحتلال الروسي في المنطقة التي استعادت كييف السيطرة عليها جزئياً في نوفمبر.

وأوضحت إدارة الاحتلال في بيان على "تيليغرام"ـ أن أندريه شتيبا، رئيس بلدية ليوبيميفكا الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبر تحت سيطرة الجيش الروسي، "قُتل بشكل مأساوي في انفجار سيارة" دبّره "إرهابيون أوكرانيون".

وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت وكالات أنباء روسية أن نائباً سابقاً لرئيس الوزراء الروسي ومسؤولاً موالياً لموسكو أصيبا عندما قصفت القوات الأوكرانية مدينة دونيتسك. وأحد المصابين هو دمتري روغوزين، الذي تولى في السابق منصب نائب رئيس الوزراء الروسي ويقدم المشورة العسكرية لمنطقتين محتلتين في أوكرانيا تقول موسكو إنهما تابعتان لها، لكن إصابته لا تهدد حياته، وذلك حسبما قال أحد مساعديه لوكالة "تاس" للأنباء.

كما أصيب فيتالي خوتسينكو، رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية التي نصبت نفسها بنفسها، وفقاً لما قاله سكرتيره الصحافي لوكالات أنباء روسية.

وقال مساعدون للوكالات الروسية إن الرجلين أصيبا عندما تعرض فندق في ضواحي دونيتسك لنيران أسلحة عالية الدقة. وأشار عضو بالبرلمان الروسي كان في الفندق أيضاً إلى أن المهاجمين تصرفوا بناء على معلومة تم تسريبها إليهم. وكان روغوزين رئيساً لوكالة الفضاء الروسية لكنه استُبدل في يوليو (تموز).

وتحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن هجمات وقصف روسي في الشرق والشمال الشرقي. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن "العدو يواصل تركيز جهوده على تنفيذ عمليات هجومية في اتجاهات باخموت (المدينة التي يحاول الروس الاستيلاء عليها منذ الصيف) وأفدييفكا"، في الشرق.

من جهته، قال الجيش الروسي إنه استولى على "مرتفعات جديدة وخطوط أساسية" بالقرب من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وبعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الروسية في شمال شرق وجنوب أوكرانيا، يتركز الجزء الأكبر من القتال حالياً في الشرق. وتشن روسيا قصفاً مكثفاً للبنية التحتية الأوكرانية منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه.

محطة زابوريجيا

قالت شركة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية الخميس، إن المحادثات ستستمر مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي بشأن إقامة منطقة آمنة حول محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية الخاضعة لسيطرة روسيا.

وأوضحت "روساتوم" في بيان على "تيليغرام"، أنه جرت "مناقشة سبل تناول موضوع إنشاء منطقة حماية لضمان السلامة النووية والمادية لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية"، مشيرةً إلى أن هناك "تقارباً كبيراً" بين مواقف الجانبين.

وذكرت أن المحادثات ستستمر انطلاقاً من "إدراك الحاجة للتوصل إلى نص مقبول للطرفين في أسرع وقت ممكن".

وسيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرقي أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا، في مارس (آذار)، ولا تزال قريبة من خطوط المواجهة، وتعرضت للقصف مراراً خلال الأشهر الماضية مما يثير مخاوف من حدوث كارثة نووية.

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالمسؤولية عن القصف. واقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إقامة منطقة آمنة حول المحطة لحمايتها من أي ضرر.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير