انقضت ثلاث سنوات على انطلاق جائحة كورونا ولا يزال الفيروس نشطاً في المملكة المتحدة، مع العلم بأن الجهات الرسمية لم تعلن حتى هذه اللحظة أن "كوفيد- 19" أصبح وباءً، بمعنى الاعتراف به رسمياً كوباء مستوطن في البلاد بصفة دائمة. ومع كل أسبوع، يسجّل مزيد من حالات كورونا.
في المقابل، يظل معدل الحالات أدنى من الأوقات التي شهدت فرض قيود اجتماعية بغية الحد من انتشار الفيروس، لكنه يواصل الارتفاع في بعض المناطق.
وفي وقت سابق، حذر القيمون على هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" من شتاء صعب على القطاع الصحي، إذ يتعيّن على المستشفيات التعامل مع حالات الإنفلونزا الموسمية وحالات "كوفيد-19" والإصابات الجرثومية في الجهاز التنفسي من النوع المرتبط ببكتيريا "ستريب أ" التي تشهد ارتفاعاً فوق معدلاتها الموسمية.
وفي ذلك الصدد، أوضح المدير الطبي الوطني لـ"الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا"، البروفيسور السير ستيفن بويس، أن "التركيز منصبٌّ في الوقت الحالي على التعافي من الجائحة، بالتالي لا يزال لدينا مرضى كوفيد في المستشفيات. ويضاف إلى ذلك أن حالات كوفيد قد بدأت للتو في الارتفاع مرة أخرى بالتزامن مع اقتراب أعياد الميلاد وحلول الشتاء، ولدينا تراكم للحالات الناشئة عن الجائحة للتعامل معها أيضاً. لذا، لا تزال هذه الفترة عصيبة بالنسبة إلى "الخدمات الصحية الوطنية". وأنا مدرك حقاً أن زملائي عملوا بشكل ثابت لمدة ثلاث سنوات، ويواصلون العمل بشكل مستمر".
وأضاف البروفيسور بويس، "يواصل جميع موظفي "الخدمات الصحية الوطنية" العمل الجاد بغية ضمان استمرارنا في إدارة حالات كوفيد والإنفلونزا الموسمية وأمراض معدية أخرى باتت تعاود الانتشار. وبهدف التوصل إلى إدارة الحالات المتراكمة، يتوجب التأكد من علاج الجميع في أسرع وقت ممكن، في وقت لا نزال نمر بمرحلة التعافي من الجائحة".
في سياق متصل، تسجل "وكالة الأمن الصحي" البريطانية حالات "كوفيد-19" في جميع أنحاء بريطانيا. وتظهر أحدث الأرقام أن معدل دخول المستشفى لمرضى "كوفيد-19" وصل إلى 5.45 حالة لكل 100 ألف في الأسبوع المنتهي في 1 ديسمبر (كانون الأول)، بارتفاع عن المعدل نفسه الأسبوع الماضي الذي بلغ 4.51 حالة.
وكانت معدلات دخول المستشفى للفيروس أعلى في شمال شرقي إنجلترا، بمعدل 7.56 حالة لكل 100 ألف شخص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معدلات حالات كوفيد في أنحاء بريطانيا العظمى
يجري تقسيم بيانات "وكالة الأمن الصحي" بغية إظهار توزّعها على المستوى المحلي. وتظهر مجموعة متنوعة من معدلات الارتفاع والانخفاض في جميع أنحاء بريطانيا.
وقد سجلت بلدة مرثير تيدفيل في شمال كارديف أدنى معدل للحالات عند 1.7 حالة لكل 100 ألف شخص انخفاضاً من معدل لامس حوالى 13.2 حالة في يونيو (حزيران) الفائت. وسجلت بليموث أعلى معدل للحالات عند 76.5 حالة لكل 100 ألف شخص، على رغم أن المعدل انخفض إلى النصف تقريباً في يونيو الماضي مسجلاً 149.1 حالة.
في سياق موازٍ، تقدم هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" الجرعات المعززة من لقاح كورونا لملايين الأشخاص، على رغم أن أعداداً كبيرة من المستفيدين المؤهلين لم يسجلوا لأخذ اللقاح.
وفي نفسٍ مماثل، أكد استشاري علم الأوبئة للتحصين والإجراءات المضادة في "وكالة الأمن الصحي البريطانية"، الدكتور جيمي لوبيز برنال، إنه "خلال فصل الشتاء، نتوقع حدوث ارتفاع في نشاط حالات كوفيد- 19 وفيروسات الشتاء الأخرى، إذ تزداد معدلات الاختلاط الاجتماعي في الأماكن المغلقة مرة أخرى. وتعتبر حالات المكوث في المستشفى بسبب كوفيد- 19 هي الأعلى بين الفئات العمرية الأكبر سناً، بالتالي، فمن المهم بشكل خاص أن يستمر كل شخص مؤهل في التسجيل لأخذ الجرعة المعززة. ومع أن كورونا والإنفلونزا الموسمية يمكن أن تكون عدوى خفيفة لدى كثيرين، يجب ألا ننسى أنها يمكن أن تسبب مرضاً شديداً أو حتى الموت للفئات الأشد ضعفاً في مجتمعاتنا. إذا كنت على ما يرام هذا الشتاء، يرجى البقاء في المنزل وتجنب الاتصال بالأشخاص المعرضين للخطر. وسيساعد ذلك في منع انتشار العدوى".
© The Independent