Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العباءة والعميد"... معركة حول "الزي الجامعي" في السودان

الطالبات هددن بالاعتصام ورفضن فرض ثياب معين واعتبرن الأمر مصادرة على الحرية الشخصية

فرض زي جامعي أثار غضب سودانيات واعتبرنه ضد مبادئ الحرية (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بانتقادات واسعة إثر تداول مقطع فيديو يتحدث فيه عميد شؤون الطلاب في كلية ود مدني الطبية عبدالرحيم البلال، ملقياً تعليمات بمنع ارتداء الطالبات العباءة، ورافعاً لافتة توضح طبيعة الزي الجامعي للفتيات والفتيان، حيث حدد أن الفتيات يجب أن يلبسن زياً جامعياً معيناً.

وقال العميد في الفيديو، "هذا هو الزي الذي يجب ارتداؤه داخل الحرم الجامعي، الذي يريد الدراسة في الكلية عليه الالتزام بالزي، ولن نسمح الدخول بالعباءة إطلاقاً، سواء أكانت الفتاة متزوجة أم غير متزوجة، ومن لا يعجبه قولي عليه ترك الكلية والانتقال إلى كلية أخرى".

تعالت الأصوات أثناء كلام عميد شؤون كلية ود مدني الطبية، إذ قالت إحدى الفتيات للعميد إن قوله "يعادي الإسلام وضد ارتداء النقاب ونحن في بلد مسلم ومنع العباءة غير منطقي".

وسم إزالة العميد

تصدر وسم "إزالة عميد كلية ود مدني الطبية" ووسم "منقبات كلية ود مدني" مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، إذ جاءت مطالبات عدة بإقالة العميد بدعوى مصادرته الحريات الشخصية المتعلقة بالنقاب والحجاب، معتبرين أن الثورة جاءت لإتاحة الحريات الشخصية في المظهر ونجحت في ذلك.

وقال الناشط الحقوقي إلياس حمزة إن "عميد كلية ود مدني الطبية لا يحق له منع ارتداء العباءة في الجامعة، لأن الأمر حرية شخصية وليس له علاقة بالضوابط واللوائح الجامعية بل يتعدى كل اللوائح ويتدخل في رغبات شخصية يجب ألا يتدخل فيها أي شخص".

وأضاف حمزة أن "هذا الفعل يعتبر جريمة أخلاقية ومرفوضة، وحتى الذين يعترضون على مفهوم النقاب فهم يعترضون على فكرة النقاب بصورة عامة لكن لا ينادون بإجبار الفتيات على خلعه وحتى الدول التي تفعل ذلك فهي تواجه انتقادات قاسية".

آراء الطالبات

تعددت الآراء حول منع النقاب داخل الحرم الجامعي في كلية ود مدني، إذ اعتبر الغالبية أن هذه اللائحة غير مدروسة ومفروضة بالنسبة إليهم وطالبوا بإقالة العميد فوراً وإلا سيكون الحل الوحيد هو الاعتصام.

بينما قالت الطالبة زهراء المصطفى إن "العميد وصل إلى هذا القرار لأسباب كثيرة تعلمها إدارة الجامعة وحدها، ونحن نعلم ما يحدث داخل الحرم الجامعي ونرى أن هناك بعض الفتيات يقمن باستغلال النقاب لأغراض تسيء للجامعة".

وأضافت المصطفى أن "ارتداء العباءة والنقاب داخل الجامعة يعرقل إجراءات كثيرة وينشر سلوكيات غير مرغوب فيها داخل الجامعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووافقها الرأي الطالب في الكلية سالم الزين قائلاً إن "من حق الكلية أن تحدد القوانين المناسبة معها، وهذا الأمر خطوة واضحة وسليمة لمحاربة التطرف والإرهاب والقضاء على ما تبقى من النظام البائد الذي فرض النقاب وملابس معينة على الجميع وجعل الغالبية يلبسوها بدافع الخوف وليس التدين، مع العلم أن هنالك كليات خاصة بالقرآن والدين تسمح بذلك يمكن الانضمام لها".

في الوقت الذي يرى فيه بعضهم أن قرار منع العباءة داخل الحرم الجامعي صحيح وصائب، يرى آخرون أنه قرار يحمل في طياته تعصباً وبعيداً كل البعد من الحريات.

وقالت الطالبة المنقبة سارة سيف إن "القرار مؤلم ولن نتقبله خصوصاً أن العباءة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالنقاب وخلعها يعني خلع النقاب وليس من المنطق أن ارتدي النقاب من دون عباءة، لذلك سنقوم بمحاربة القرار وعدم الانصياع له حتى وإن تم طردنا من الدراسة في الكلية".

قرار قديم متجدد

لم يكن قرار فرض زي محدد داخل كلية ود مدني الطبية جديداً، حيث تم فرض ذات القرار في عام 2019 عندما خرج مسؤول من الكلية وأمر بمنع لبس النقاب داخل الجامعة مما أثار غضباً واسعاً حينها.

الخبير التربوي جمال عبدالحميد قال إن "فرض أزياء معينة داخل الحرم الجامعي يمكن ألا يكون بهذا الشكل، إذ يمكن منع بعض الأزياء التي لا تحترم الحرم الجامعي مثل البناطيل الممزقة والملابس القصيرة ومنع قصات الشعر الغريبة واللافتة للنظر، لكن منع أزياء أخرى عادية سواء أكانت بناطيل أو نقاب أو غيره هو أمر يجب ألا تحدده الجامعة، خصوصاً أن الطالب في هذه المرحلة يكون على علم، وفرض ملابس معينة أشبه بالتضييق على حرياته ويجعله يشعر بأنه غير مستقل وسيعاني مشكلات كبرى تتمثل في تحدي المؤسسة التعليمية ومحاربتها وقد يصل الأمر إلى ترك الدراسة".

وتابع عبدالحميد قائلاً إنه "حتى في حال وضع قوانين متعلقة بالزي الجامعي يجب أن تكون بصورة حضارية ومناقشة الطلاب في القرار حتى لا يشعرون بأنهم يتلقون أوامر بأسلوب قاس وصارم لأنهم حتماً سيرفضونه".

المزيد من العالم العربي