Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة: الحمل يغير عظام المرأة إلى الأبد

يرى خبراء أن "الهيكل العظمي ليس عضواً ذا تركيبة جامدة بل تطرأ عليه تحولات عدة نتيجة أحداث الحياة"

الدليل على الإنجاب "مدوّن على العظام "مدى الحياة" (آي ستوك.كوم)

يمر جسم الأنثى بتحولات عدة خلال فترة الحمل، من بينها تغيرات في مستويات الهرمونات والمزاج واكتساب الكيلوغرامات الزائدة، وآلام أسفل الظهر والحوض وغيرها، بيد أن هذه كلها ربما تنتهي مع الولادة وبعد مرور أشهر أو بضع سنوات على قدوم المولود الجديد. ولكن يبدو أن نمو الجنين داخل أحشاء الأم يقود إلى تغيرات دائمة تطرأ على تركيبة العظام لديها.

في دراسة صدرت نتائجها حديثاً وتحدثت عنها وكالة "ساوث ويست نيوز سيرفيس" SWNS، اكتشف فريق من علماء الأنثروبولوجيا أن إناث الرئيسيات [رتبة من طائفة الثدييات ينتمي إليها الإنسان]، التي أنجبت أولاداً لديها مستويات أقل من الكالسيوم والفوسفور مقارنة مع الإناث التي لم تضع أي مولود.

كذلك ورد في الدراسة أن عظام تلك الإناث سجلت أيضاً انخفاضاً كبيراً في مستوى المغنيسيوم نتيجة الرضاعة الطبيعية.

ولكن في حين تتحدث دراسات أخرى عن أن خسارة الكالسيوم والفوسفور من شأنها أن تتسبب بضعف العظام أو هشاشتها، لا تنظر النتائج الجديدة من جانبها في الآثار الصحية المترتبة على تراجع مستوى المعدنين المذكورين في الجسم.

في المقابل، يهتم البحث في تسليط الضوء على مدى ديناميكية العظام وتغيرها وتطورها مع أحداث الحياة.

وتنقل "ساوث ويست نيوز سيرفيس" عن الدكتورة شارا بيلي، عالمة في الأنثروبولوجيا في جامعة نيويورك، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، قولها "إن أي عظمة ليست جزءاً ثابتاً وميتاً من الهيكل العظمي، بل تتكيف باستمرار وتستجيب للعمليات الفسيولوجية" التي يمر بها الجسم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومعلوم أنه منذ فترة طويلة، بينت بحوث عدة أن انقطاع الطمث، أو "سن اليأس" كما يسميه البعض، يترك تغيرات واضحة على عظام النساء، ولكن في المقابل لم ينهض الباحثون بدراسات كافية حول التأثير المحتمل الذي تطرحه الولادة على الهيكل العظمي لدى المرأة.

للتوصل إلى نتائج الدراسة الأخيرة، درس الباحثون معدل نمو العظم الرقائقي في فخذ كل من الرئيسيات من الذكور والإناث.

تذكيراً، العظم الرقائقي نوع رئيس من العظام في الهيكل العظمي للبالغين، ويعتبر مثالياً للاستفادة منه في هذا النوع من الفحص، ذلك أنه يتطور بمرور الوقت ويترك علامات بيولوجية لهذه التغيرات التي يمر بها.

تطرقت إلى البحث الدكتورة باولا سيريتو، طالبة في مرحلة الدكتوراه في قسم الأنثروبولوجيا وكلية طب الأسنان في "جامعة نيويورك"، ورئيسة البحث، موضحة أن "نتائجنا تقدم دليلاً إضافياً على التأثير العميق الذي يخلفه التكاثر في الكائن الأنثوي، ما يدل على أن الهيكل العظمي ليس عضواً ذا تركيبة ثابتة لا تتغير، بل إنه عضو ديناميكي تترك فيه أحداث الحياة تحولات عدة"، على ما جاء في تقرير "ساوث ويست نيوز سيرفيس".

لدراسة هذه العظام، استخدم الباحثون مجهراً إلكترونياً وتحليل الأشعة السينية المشتتة للطاقة بغرض فحص التركيب الكيماوي الذي تحمله عينات مأخوذة من أنسجة العظام.

هكذا، سمحت هذه الطريقة للعلماء بتحديد التغيرات في مستويات الكالسيوم والفوسفور والأوكسجين والمغنيسيوم والصوديوم بعد الحمل والولادة.

عاشت الرئيسيات التي درسها العلماء في محطة سابانا سيكا الميدانية في بورتوريكو، وتوفيت لأسباب طبيعية.

وفق الدكتورة سيريتو يكشف البحث، الذي نشر في المجلة العلمية "بلوس وان" PLOS ONE، أنه حتى قبل توقف الخصوبة، يستجيب الهيكل العظمي ديناميكياً للتغيرات في الحالة الإنجابية.

"علاوة على ذلك، تؤكد هذه النتائج التأثير الكبير للولادة في الكائن الأنثوي بحد ذاته- ببساطة شديدة، الدليل على الإنجاب "مدوّن على العظام "مدى الحياة"، كما جاء في كلمات الدكتورة سيريتو. فالولادة تحفر أثرها في عظام من تهب الحياة.

المزيد من صحة