Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملاعب المستضيفة لمونديال 2022 تجمع بين الأصالة والحداثة

سبعة منها أنشئت خصيصاً للحدث والثامن أعيد تجديده والقاسم المشترك بينها احتفاؤها بالثقافة العربية ودمجها أحدث التقنيات

استاد الجنوب صمم على شكل أشرعة المراكب التقليدية المستخدمة في الصيد (موقع المونديال قطر 2022)

تستضيف ثمانية ملاعب بطولة كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر منتصف الشهر الحالي، فنظراً لكون البطولة مدمجة، أي ستقام أكثر من مباراة في اليوم الواحد، احتاج الأمر لوجود ملاعب عدة، سبعة منها صممت خصيصاً للحدث، وواحد "استاد خليفة الدولي" أعيد تجديده، وقد زودت جميعها بتجهيزات تناسب الحدث أولاً، وتتلاءم مع الاحتياجات الترفيهية المحلية، وقد أعلن في وقت سابق أن عدداً كبيراً من المقاعد سيتم تفكيكه بعد انتهاء الحدث، وستتحول هذه الملاعب إلى تراث دائم لهذه البطولة، نظراً لعدم الحاجة لهذه الطاقة الاستيعابية الضخمة محلياً.

وكان القاسم المشترك بين الملاعب جميعها احتفاءها بأجزاء من الثقافة العربية والخليجية بخاصة، فقد اعتمد مبدأ التصاميم بشكل كامل على الروح العربية البدوية، في محاولة لإيجاد تشكيلات بصرية تعبر بعمق وتروج للتقاليد والثقافة المحلية، إضافة إلى دمجها بأحدث التقنيات مع امتيازها بكونها ملاعب صديقة للبيئة، وحصلت الملاعب جميعها على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة GSAS، ليسير كل من التراث والتكنولوجيا جنباً إلى جنب.

والملاعب الثمانية هي، ملعب خليفة الدولي وأحمد بن علي و974 ولوسيل والمدينة التعليمية والثمامة والبيت والجنوب.

قوسان مزدوجان وكثبان رملية

ويعد استاد خليفة الدولي أول استاد في العالم يفوز بالتصنيف ضمن فئة الأربع نجوم من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، فقد استخدم مطورو الملعب نظريات متطورة في التصميم المستدام لتقليل البصمة البيئية، ويقع الملعب في مدينة الدوحة، وهو محور مدينة أسباير، ويتشكل من قوسين مزدوجين تحتهما مظلة واسعة تعمل بالتكامل مع نظام التبريد للحفاظ على درجة حرارة مريحة، إذ شملت عمليات التطوير تغيير واجهته الخارجية وتزويده بأنظمة متطورة ومستدامة.

 

أما استاد أحمد بن علي فيقع في مدينة أم الأفاعي على مشارف الصحراء، وهو يمتاز بفلسفة تصميم تميزه عن باقي الملاعب السبعة الأخرى، هو تصميم صحراوي بامتياز يحاكي الجانب الأكثر شهرة من البيئة المحلية للبلاد، فتعكس واجهته الخارجية شكل تموجات الكثبان الرملية، أما الأشكال الهندسية فتصور تفاصيل الصحراء بمكوناتها المحلية النباتية والحيوانية كافة.

974 ولوسيل حاويات للشحن وفانوس تقليدي

ويقع استاد 974 في الدوحة، ويستمد اسمه من رمز الاتصال الدولي لدولة قطر (974)، ومن عدد حاويات الشحن المستخدمة في بنائه، إذ شيد باستخدام 974 حاوية للشحن البحري، وسيتم تفكيكه بالكامل وإعادة استخدام المواد لأغراض أخرى، ويعد أول ملعب قابل للتفكيك في تاريخ بطولات كأس العالم.

أما ملعب لوسيل فيقع في مدينة لوسيل في الدوحة، وهو الملعب الأكبر والأكثر أهمية ولهذا خصص لاستضافة المباراة النهائية، استوحي تصميمه من التشكلات الهندسية المتقاطعة في الفانوس التقليدي، وتداخل الضوء والظل الذي يميز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس، كما يعكس هيكله شكل النقوش الموجودة على أواني الطعام التقليدية والقطع الفنية التي يشتهر بها العالم الإسلامي، إذ يتلاشى مع مرور الوقت اللون الذهبي على الواجهة الخارجية ليحاكي ألوان الأواني المعدنية القديمة، وقد بني باستخدام مادة متطورة عالية المقاومة تسمى (PTFE ) لحماية الملعب من الرياح والأتربة، وسيتحول ملعب لوسيل بعد البطولة إلى مركز مجتمعي يضم مدارس ومتاجر ومقاه ومنشآت رياضية وعيادات صحية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جوهرة الصحراء والقحفة

ويقع استاد المدينة التعليمية في مدينة الريان داخل المدينة التعليمية وسط جامعات عدة، وقد صمم بتناغم مع أسس الهندسة المعمارية الإسلامية، إذ يكون الشكل الخارجي مجموعة من المثلثات التي تشكل بمجموعها أنماطاً هندسية معقدة تحاكي تشكيلات الجواهر، لتجسد في النهاية شكل ماسة مسننة تشع وتتلألأ ويتغير لونها بحسب حركة الشمس، ولهذا يطلق عليه اسم "جوهرة الصحراء"، أما في الليل فتتحول هذه التشكيلات إلى عرض ضوئي ملون وجذاب.

 

أما الثمامة فيقع في الدوحة، وقد سمي نسبة للمنطقة التي يقع فيها والمأخوذ أصلاً من اسم شجرة محلية، ويحتفي هذا الملعب كما غيره من الملاعب الأخرى بواحدة من أكثر أجزاء الثقافة العربية انتشاراً، إذ يحاكي غطاؤه الدائري الأبيض شكل "القحفية" التقليدية (الطاقية التي تلبس تحت الغترة). واختير هذا التصميم كقاسم ثقافي مشترك بين العرب، ليعبر عن العمق الحضاري والإرث التاريخي والثقافي المتشابك للدول العربية.

استاد البيت

وهو معروف أيضاً باسم استاد الخور نسبة إلى مدينة الخور، وهو يمثل روح البادية من جهة، ويجسد روح الحاضر ومتطلباته والتوجه العام نحو الاستدامة من جهة أخرى، فقد استوحي التصميم من واحدة من ركائز الثقافة العربية ومن حياة القبائل البدوية في المنطقة، فالاسم مستوحى من بيت الشعر، والتصميم مستنبط من الخيمة البدوية التقليدية، إذ بني التصميم الخارجي على شكل خيمة ضخمة تضم داخلها الاستاد بالكامل مع سقف قابل للطي، بحيث يقدم الظل الذي يوفره هيكل الخيمة ونظام السقف القابل للسحب وأنظمة التبريد المتقدمة، تجربة مميزة وغاية في الراحة للمشجعين.

وفي الداخل، وزعت المقاعد بالألوان الثلاثة الأسود والأحمر والأبيض، بحيث تصور أحد أنواع النسيج المطرز البدوي التقليدي التي تميز بيوت الشعر البدوية، وهو نقش السدو الموروث العريق المستخدم في حياكة الخيمة البدوية، ووضعت هذه التفاصيل بعناية كرمز للضيافة والترحيب بالزوار من كل مكان، إذ يخدم التصميم المستوحى من الخيمة غرضين، يحتفي بالتراث العربي من جهة، ويقدم حلاً عملياً لتحدي التحكم في المناخ من جهة أخرى، ولهذا تم اختياره ليستضيف المباراة الافتتاحية.

 

استاد الجنوب

ويقع في مدينة الوكرة ويسمى باسمها أيضاً، كما استوحي تصميمه من ثقافتها، فانطلاقاً من شهرة المدينة واحتفاء بتاريخها كمركز للصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ، صمم على شكل أشرعة المراكب التقليدية "اللنجات" المستخدمة في الصيد واستخراج اللؤلؤ، وكذلك صمم السقف على شكل مجموعة ألواح منحنية يشكل ترتيبها هيكل سفينة، إذ تحمل العوارض المنحنية السقف بحيث تشبه بدن السفينة، والجدير ذكره أن ملعب الجنوب من تصميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير