Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقهى الأدباء في موريتانيا... مبادرة اقتصادية في فضاء ثقافي

تم تمويله من ميزانية اتحاد الكتاب ومساهمات الأعضاء

اجتماع للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب والأدباء في مقهى الشعراء بموريتانيا (اندبندنت عربية)

افتتح في العاصمة الموريتانية نواكشوط مقهى من نوع خاص تم تمويله من ميزانية اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ومساهمات الأعضاء. وبرر القائمون على المشروع إقدامهم على هذه الخطوة بقولهم إنها تأتي في "إطار سعي الاتحاد إلى تنشيط الحركة الأدبية من ناحية، وخلق مصادر ذاتية للتمويل من ناحية أخرى"، بحسب بيان اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.

وسبب افتتاح المقهى جدلاً في الأوساط الثقافية الموريتانية بين مؤيد ومعارض للفكرة.

الشعراء والاستثمار

وعبر الشاعر الموريتاني أبو بكر المامي عن استغرابه من افتتاح المقهى بقوله "هذه الفكرة في غاية الغرابة، بخاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن ميزانية اتحاد الأدباء تضاعفت خلال السنوات الماضية، وأن أداءه تراجع كثيراً من حيث نشر الكتب وتنظيم المهرجانات والندوات"، بينما يعتبر القاص والأديب الحسين محمد عمر أنه "في عالم أصبح مادياً بدرجة كبيرة، ووجودك واستمرار نشاطك فيه يعتمد على مقدار ما تجنيه. أجد أن الاستثمار في مقهى من طرف اتحاد الأدباء الموريتانيين فكرة جيدة جداً، وتتماشى مع النمط الاقتصادي القائم اليوم، لا سيما في ظل النظرة السائدة عن الأدب بشكل عام، باعتباره ميداناً لا يشكل إضافة حقيقية للاقتصاد بشكل عام، لكن كل هذا يبقى انطباعاً عاماً ما لم ينجح هذا الاستثمار ويحقق مردوداً ملموساً".

ويوضح أمين المشاريع الثقافية والتخطيط في الاتحاد محمد ناجي أحمدو، الأسس، بقوله "مقهى الأدباء هو مؤسسة يملك الاتحاد 52 من رأس مالها والبقية من إسهامات الأعضاء. وقد قمنا بفتح رأس مال المقهى أمام الأعضاء في حدود نسبة إجمالية لا تتجاوز 48 في المئة من رأس المال المقدر بمليون و600 ألف أوقية، فيما تم تحديد سعر السهم بمبلغ 1000 أوقية جديدة، على أن لا تقل مشاركة المساهم الفرد عن 20 سهماً، ولا تزيد على 100 سهم".

انتقادات بالجملة

تساءل أغلب المنشغلين بالشأن الأدبي في موريتانيا عن العلاقة بين المقاهي وعمل اتحاد الأدباء والكتاب. ويرى الشاعر المامي أن "فكرة المقهى لم تأتِ بهدف النهوض بالاتحاد، بل على العكس، أعتقد أن هدفها تبديد ميزانية الاتحاد في صفقات مشبوهة"، بينما يرى الأديب الحسين أن "الساحة الأدبية الموريتانية راكدة وتفتقر للإبداع، والإنتاج الأدبي بشكل عام دون المستوى، وأعتقد أنه ينقصه التحفيز، ولم أشهد ما يجعلني أتوقع نهضة أو حركية في ظل الاتحاد القائم حالياً".

إلا أن بعض الكتاب والمنتسبين للاتحاد أشادوا بالفكرة واعتبروها إسهاماً في تنشيط الساحة الثقافية، وستمكن الشعراء والأدباء من التلاقي في أجواء عادية وبعيدة من الرسميات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرد أمين التخطيط في الاتحاد على الأصوات المنتقدة للمقهى بقوله "الاتحاد لديه جمعيته العامة ومجلس الاتحاد والمكتب التنفيذي، كلها دعمت الفكرة. وأعتقد أنه لا توجد نصوص تحرم على الاتحاد القيام بنشاط اقتصادي يعزز ميزانيته، ويخلق فضاءً للتلاقي الثقافي بين الأعضاء".

شاي أم قهوة؟

أثار افتتاح مقهى الشعراء جدلاً قديماً حول انتشار المقاهي في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة في الوقت الذي لا يستهلك فيه الموريتانيون غير الشاي الأخضر.

وطالب الفاضل سيدي الاتحاد "بافتتاح صالون للشاي بدلاً من مقهى". ويرى الشاعر خالد عبدالودود أن "مقهى الشعراء هو مجرد هرب إلى الأمام من واقع مزر".

ويضيف "إن اتحاداً عاجزاً عن النشر أو عن توفير بطاقات انتساب أو وضع معايير له أو إقامة مهرجان أو معرض كتاب، كيف له أن يستثمر جزءاً كبيراً من ميزانيته في شراء مقهى؟ وإذا كان يفكر في الاستثمار التجاري، فالأولى أن يبدأ بالورقات والمطابع، خصوصاً أن أغلب أعضائه لا يحتسون القهوة وعلاقتهم سيئة بالعصائر والمثلجات".

واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين منظمة غير حكومية تهتم بالأدب الموريتاني الفصيح، وتضم زهاء 400 منتسب من الشعراء والكتاب، ويقع مقره في مدينة نواكشوط عاصمة موريتانيا، وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي يقع مقره في القاهرة.

ويستطرد الشاعر خالد في نقد فكرة المقهى بقوله "لو كانوا يفكرون جدياً لافتتحوا مشروعاً (مخيماً) للمشاوي التقليدية والشاي، فهذا يناسب طبيعة الاتحاد والذهنية العامة التي تتحكم فيه منذ سنوات".

ويضيف الشاعر خالد "أما المقاهي وارتيادها فهذا موضوع نادر لدى غالبية أعضاء المكتب التنفيذي وحتى الجمعية العامة. فالقهوة بالنسبة لهم مسبب رئيس للقرحة المعدية ورمز من رموز الغزو الثقافي الذي يجب التصدي له".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة