كشفت محاكمة في جريمة قتل أن مؤثرة على منصة "تيك توك" تعرضت والدتها للابتزاز بواسطة شريط جنسي من قبل حبيبها الشاب، قامت "بنصب فخ" له انتهى بحادثة اصطدام أدت إلى مقتله برفقة صديقه.
وأفاد المدعون العامون أن ساقب حسين ومحمد هاشم عز الدين، وهما في الحادية والعشرين من عمرهما، من بانبوري في أكسفوردشاير، لقيا حتفهما عندما اصطدمت سيارتهما من نوع "سكودا" بشجرة حيث "انقسمت إلى نصفين" من قوة الحادثة قبل أن تندلع فيها النيران بعيد منتصف ليل 11 فبراير (شباط) 2022.
وفي اتصال مع الشرطة سيطر عليه الذعر، زعم حسين الذي كان في المقعد الأمامي بجانب السائق وخلال اللحظات الأخيرة من حياته أن سيارة عز الدين من طراز "سكودا فابيا" فضية اللون تعرضت "لقطع الطريق" وتعرضت للصدم من قبل مهاجمين يرتدون أقنعة يقودون سيارتين طاردتهما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الشريط المسجل الذي تم الاستماع إليه في محكمة ليستر الجنائية يوم الخميس قال: "يحاولون صدمنا لإخراجنا عن المسار. أرجوكم، سأموت".
وسمع يقول "يا إلهي" قبل أن يعلو صراخ انقطع معه الاتصال عند سماع صوت الاصطدام.
وأظهرت صور التقطتها الشرطة التي حضرت إلى موقع الحادثة عند نحو الساعة 1:35 فجراً، النيران تندلع من سيارة "سكودا فابيا" التي اصطدمت بشجرة عند الفاصل الوسطي من الطريق السريع المزدوج "A46" عند تقاطع سيكس هيلز قرب ليستر.
ورأى رجال الشرطة "جسماً يتدلى من بقايا المقعد الجانبي للسائق"، بيد أن حدة النيران حالت دون تمكن المسعفين من إنقاذ حسين الذي كان يعمل في أحد الأفران.
وبعد أن أخمد رجال الإطفاء الحريق، تم العثور على جثة عز الدين، فيما جرى التعرف على الجثتين من خلال "سجلات الأسنان" كما جاء في المحاكمة.
كان الشابان صديقين منذ أيام الدراسة ووافق عز الدين على توصيل صديقه إلى ليستر في تلك الليلة – وهو أمر وصفه المدعون العامون في المحكمة "بالغلطة المميتة التي كلفته حياته".
وقال محامي الادعاء كولينغوود طومسون لهيئة المحكمة إن الاتصال بالطوارئ كان المفتاح الرئيس في القضية الجنائية ويدل على أن الحادثة "لم تكن مجرد حادثة مرورية مأساوية وحسب بل جريمة قتل متعمدة".
وعن تحقيقات الشرطة اللاحقة التي أثارها اتصال حسين ووفاته، قال محامي محكمة الجنايات: "يكشف هذا الأمر عن قصة حب وجريمة وغضب ومحاولات ابتزاز وصولاً إلى جريمة قتل".
وتواجه كل من أنسرين بخاري، 45 سنة، وابنتها ماهيك بخاري، 23 سنة، وهما من منطقة جورج ايردلي كلوز في ستوك أون ترانت في ستافوردشاير المثول أمام المحكمة مع ستة أشخاص آخرين بعد أن أنكرتا تورطهما بجريمة مقتل الشابين.
وأبلغت المحكمة أن عائلة حسين قالت للمحققين في وقت لاحق بأنه كان على علاقة على مدى ثلاث سنوات مع امرأة تكبره سناً وتدعى أنسرين كانت متزوجة ولديها أولاد.
وقال المحامي طومسون بأن حسين "بدا أنه مغرم" بالسيدة بخاري التي كان يعرفها باسم أنزي، فيما كانت ابنتها ماهيك "على علم بالعلاقة التي تربطه بوالدتها وكانت تغض عنها الطرف، دون أن تبدي موافقتها".
وأضاف أنه على رغم أن العلاقة بدأت "كأمر ممتع" ووصفها "بالمتقطعة" وقال إن العلاقة، من جهة ساقب طبعاً، تغيرت وأخبر شقيقته أنه "مغرم بالسيدة".
خلال علاقتهما الغرامية، قدرت عائلة حسين أنه أنفق ما بين 2000 و3000 جنيه استرليني (2300 و3460 دولاراً) على دعوتها للخروج واللقاء بها في الفنادق والعشاء في المطاعم.
وقال طومسون بأن حسين سجل مواد "جنسية صريحة" لهما عبر الفيديو والصور الفوتوغرافية والتي وجدت لاحقاً على حسابه على "إنستغرام". وقال المحامي لهيئة المحكمة بأن "وجود مواد جنسية يقع في صلب هذه القضية".
بحلول يناير (كانون الثاني) 2022، كانت بخاري تحاول إنهاء العلاقة ضد رغبة حسين الذي أصبح "شديد الهوس بشكل متزايد، معترفاً لها بحبه وراجياً إياها الاستمرار بالعلاقة". وتابع طومسون قائلاً، "من جهة أخرى، ترافق هذا مع رسائل غاضبة تدل على الإحباط لأنها لم تعد تجيب على مكالماته. ظهر هذا الغضب في محاولة لابتزاز أنسرين بخاري بهدف حثها على الاتصال به، ما قام به هو تهديدها بإرسال المواد الجنسية الموجودة على حسابه على إنستغرام إلى زوجها وابنها ما لم توافق على التحدث معه".
وزعمت المحكمة الجنائية أن رسائل على تطبيق "واتساب" أظهرت أنه في 4 يناير أخبرت بخاري ابنتها بمحاولة الابتزاز التي تتعرض لها.
وادعى طومسون أنهما وضعتا خطة محتملة "لإسكات" حسين، كون المواد الجنسية ستتسبب "بتدمير" زواج بخاري "وتلحق الضرر بسمعتها".
كما أضاف أن "ذلك سيؤثر أيضاً في علاقة الابنة ماهيك بوالدها، وأكثر من ذلك أن ماهيك بخاري كانت مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهي نشطة للغاية على تلك المواقع. لديها عدد كبير من المتابعين على "تيك توك" وغيره، ولا شك أن الكشف عن تلك العلاقة ودورها فيها قد يضر بالطبع بصورتها أمام متابعيها على الإنترنت".
في 4 يناير، ردت الابنة على والدتها قائلة: "سأجعل شباناً يطاردونه قريباً ولن يعرف متى سيحصل ذلك".
وقال طومسون للهيئة: "طبعاً في نهاية المطاف، تعرض حسين للملاحقة من قبل شبان طاردوه وتعرض للقتل".
وتفيد الوقائع أيضاً أنه عندما حاول حسين التواصل مع ماهيك - التي تعرف باسم مايا - لإقناع والدتها بالرد عليه، أجابته المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: "هي ليست كلباً، إياك أن تجرؤ على رفع صوتك في وجهي وإخباري بما يجب عليَّ فعله". وأرسلت بعد ذلك رسالة إلى والدتها كتبت فيها: "دعي الأمر لي".
ومثلت المرأتان في قفص الاتهام إلى جانب المتهمين الآخرين ريكان كروان، 28 سنة، من توملين رود في ليستر، وريس جمال، 22 سنة، من لينغدال كلوز في لوبورو، اللذين يزعم أنهما وظفا آخرين بمن فيهم ناتاشا أختر، 22 سنة، من ألوم روك رود في برمنغهام والتي تملك إحدى السيارات المتورطة في المطاردة.
وظهر في قفص الاتهام أيضاً كل من سنف غلام مصطفى، 22 سنة، من ليتلمور كلوز، وعامر جمال، 27 سنة، من كاثرين ستريت، ومحمد باتيل، 20 سنة، من برايبروك رود وجميعهم من ليستر.
وأشار المحامي طومسون إلى المؤامرة المزعومة قائلاً إنه تم إبرام اتفاق بين حسين لصالح السيدة بخاري لدفع مبلغ يصل إلى 3000 جنيه استرليني مقابل صمته عن القضية. وقال: "لا تعكس هذه الرسائل والتهديدات أي علاقة بساقب على الإطلاق وترقى إلى كونها في الواقع جريمة جنائية تتمثل في الابتزاز. مهما كان هذا الموقف، فهو يضع أنسرين وماهيك بخاري أمام مشكلة". وأضاف قائلاً، "على الأرجح حصل على المال، ولكنه بالطبع لا يزال يحتفظ بمقاطع الفيديو والصور التي كان سينشرها نظرياً في أي وقت حتى بعد حصوله على المال. من الواضح أن ماهيك استعانت بأحد أصدقائها للمساعدة وهذا الصديق هو ريكان كروان. واستنتجت المحكمة بأن كروان بدأ يتواصل مع الآخرين الذين أصبحوا متورطين في الأمر ومن بينهم ريس جمال الذي تعرفه ماهيك بخاري أيضاً. قام جمال بدوره بتوظيف آخرين لمساعدته وخصوصاً ناتاشا أختر التي استخدمت سيارتها في تلك الليلة، ونعتقد أنها السيارة التي اصطدمت بسيارة سكودا فابيا. إذاً أصبح آخرون متورطين وقد نصبوا فخاً يقضي باستدراج ساقب إلى اجتماع بحجة إعادة المال له ورؤية أنسرين بخاري. ومتى أتى إلى الاجتماع، سيواجهه عدد من الشبان في محاولة لأخذ هاتفه منه. وبحسب الأدلة التي جمعت، في حال لم يسلم هاتفه، كانوا مستعدين لإلحاق إصابات جسيمة به لبلوغ هدفهم وحتى إسكاته بشكل دائم (قتله)".
تجدر الإشارة إلى أن النساء الثلاث والرجال الخمسة أنكروا تهمتين بالقتل وتهمتين أخريين بالقتل غير المتعمد فيما تستمر المحاكمة.
© The Independent