Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ريشي سوناك يؤجل عرض خطة الموازنة ويغيب عن "كوب27"

رئيس وزراء بريطانيا لن يحضر قمة المناخ في مصر للتركيز على القضايا الداخلية الملحة

رئيس الوزراء البريطاني الجديد تعهد بحماية الفئات الأكثر ضعفاً (أ ف ب)

أرجأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد المحافظ ريشي سوناك لأسبوعين عرض خطة الموازنة المنتظرة بترقب شديد بعد الاضطرابات المالية التي أثارتها الحكومة السابقة، في بلد يشهد أزمة اقتصادية واجتماعية.

وواجه سوناك الذي أصبح ثالث رئيس وزراء بريطاني في أقل من 50 يوماً للمرة الأولى النواب في مجلس العموم ظهر الأربعاء خلال جلسة مساءلة، على خلفية وضع اجتماعي متفجر بسبب ارتفاع الأسعار.

رئيس الوزراء المؤيد لخفض النفقات من أجل كبح التضخم بدلاً من اللجوء إلى الاستدانة لدعم الأسر- وهي السياسة التي كانت تعتمدها ليز تراس- قرر إبقاء وزير المال جيريمي هانت في المنصب الذي عينته فيه تراس على عجل منتصف أكتوبر (تشرين الأول) لتهدئة العاصفة المالية الناجمة عن برنامجها الاقتصادي.

الحكمة في التأجيل

وكان يتوقع أن يطرح إجراءات جديدة بشأن الموازنة في 31 أكتوبر، تهدف إلى طمأنة الأسواق حول استقرار المالية العامة على المدى الطويل.

بعد أول اجتماع للحكومة، أعلن هانت أنه اتفق مع سوناك على أنه من "الحكمة" تأجيل موعد عرض خطة الموازنة إلى 17 نوفمبر (تشرين الثاني).

وأوضح على التلفزيون "من المهم للغاية أن يستند هذا العرض إلى أدق التوقعات الاقتصادية وتوقعات المالية العامة الممكنة".

يريد سوناك، وهو مصرفي سابق ووزير مالية سابق حذر من العواقب الضارة لبرنامج تراس خلال الصيف، المشاركة شخصياً في إعداد هذه الإجراءات، في حين يُخشى من عودة التقشف، وفقاً لوسائل إعلام بريطانية.

بعد تكليفه تشكيل حكومة، قال سوناك الثلاثاء إن "الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المالية سيكونان في صلب مهمة حكومته" وكرر القول إن هذا سيتطلب "قرارات صعبة" رغم ان الحكومة ستحرص على "حماية الفئات الأكثر ضعفاً والسعي لتحقيق نمو طويل المدى".

إصلاح الأخطاء

كما وعد بإصلاح "الأخطاء" التي ارتكبت في عهد تراس التي استقالت بعد 44 يوماً في السلطة.

وتأكيداً على تجاوز برنامج الحكومة السابقة، أعلن الزعيم الجديد أيضاً عن معاودة الوقف الاختياري لإنتاج الغاز والغاز الصخري في إنجلترا والذي رفعته تراس بذريعة "أمن الطاقة" في سياق الحرب في أوكرانيا.

وشارك الزعيم الجديد بهذه الجلسة الأسبوعية التي كانت عاصفة أحياناً، بجدية ولكن بارتياح. وتهرب من الأسئلة المحرجة، بدعم من النواب المحافظين الذين يشكلون غالبية المجلس، وسدد رماحه نحو المعارضة العمالية التي انتقدت الأخطاء الاقتصادية لمعسكره والتسويات الضريبية السابقة لزوجته الثرية.

"عودة الخداع"

كما دافع عن إعادة تعيين سويلا برافرمان المحافظة المتشددة وزيرة للداخلية، بعد أقل من أسبوع على استقالتها من المنصب لاستخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي لإرسال مستندات رسمية، ما يخالف مدونة السلوك الحكومية، ولديها موقف متشدد جداً بشأن الهجرة.

قال النائب الاسكتلندي الانفصالي إيان بلاكفورد "إنها ليست بداية جديدة، إنها عودة الخداع" متهماً رئيس الوزراء بالسعي إلى تعزيز موقفه من خلال تعيين من تحظى بنفوذ في الجناح اليميني من الحزب.

وأوضح سوناك أن برافرمان أقرت بـ"الخطأ" وأنه "سعيد بانضمامها إلى الحكومة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتخابات عامة

وتطالب المعارضة العمالية التي تتقدم في استطلاعات الرأي على المحافظين بفارق كبير، يومياً بانتخابات عامة مبكرة بدون الانتظار حتى 2024 أو مطلع 2025 كما هو مرتقب، ويؤيد أغلب البريطانيين هذا المطلب.

ويرفض سوناك إجراء انتخابات مبكرة من المؤكد أن المحافظين الحاكمين منذ 12 عاماً، سيخسرونها. ويسعى سوناك إلى توحيد صفوف النواب المحافظين المنقسمين جداً بعد سلسلة من الفضائح والاضطرابات السياسية والاقتصادية.

وعرض الثلاثاء حكومته التي عين فيها عدة وزراء كانوا في حكومة جونسون وتراس. ورحبت صحيفة "دايلي ميل" بـ"حكومة وحدة" ووصفت أداء سوناك بأنه "يليق برجل دولة وبليغ". وكتبت "إنه الهدوء بعد العاصفة، كما نأمل".

وعيّن سوناك حليفه المقرب دومينيك راب وزيراً للعدل ونائباً لرئيس الوزراء، وهما منصبان شغلهما في عهد بوريس جونسون.

في أوج الحرب في أوكرانيا، أبقى سوناك جيمس كليفرلي في منصبه وزيراً للخارجية وبن والاس وزيراً للدفاع.

قمة المناخ

إلى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني الخميس إنه لن يحضر قمة المناخ (كوب27) التي تعقد في مصر الشهر المقبل، لكن وزراء بارزين آخرين سيحضرون بدلاً منه ليركز سوناك على القضايا المحلية.

وكان من المتوقع أن تحضر تراس القمة حال استمرارها في المنصب، لكن مكتب سوناك في داونينغ ستريت قال الخميس إن رئيس الوزراء الجديد لا يعتزم حضور القمة.

وقال متحدث باسم داونينغ ستريت "من غير المتوقع أن يحضر رئيس الوزراء القمة في مصر بسبب التزامات داخلية ملحة أخرى، بما في ذلك الاستعدادات لبيان الخريف".

وقال المتحدث إن بريطانيا ما زالت "ملتزمة تماماً بدعم قمة المناخ السابعة والعشرين وقيادة العمل الدولي للتصدي لتغير المناخ وحماية الطبيعة"، بعد أن استضافت القمة السادسة والعشرين في غلاسكو العام الماضي.

وقبل أقل من عام بقليل، كانت بريطانيا تتباهى بالتوصل إلى ميثاق غلاسكو للمناخ الذي تم التوصل إليه في غمرة ظروف محتدمة وبعد شهور من مفاوضات مضنية استمرت حتى الدقائق الأخيرة. وكان الهدف من الميثاق التأكيد على أن العالم ما زالت لديه فرصة لتفادي أسوأ آثار الاحتباس الحراري.

وقال المتحدث "سيكون للمملكة المتحدة تمثيل كامل بوزراء كبار آخرين، وكذلك مسؤول المناخ البريطاني ألوك شارما".

وأضاف "سيعملون على ضمان استمرار البلدان في إحراز تقدم في الالتزامات الرائدة التي تم التعهد بها في القمة السادسة والعشرين في غلاسكو ".

"خطأ كبير"

وانتقد حزب العمال المعارض قرار عدم حضور سوناك القمة ووصفه المتحدث باسم الحزب لسياسة تغير المناخ بأنه "خطأ كبير".

وقال إد ميليباند لشبكة سكاي نيوز "إنها ليست قيادة. فعدم الذهاب هو تخل عن القيادة" مضيفاً أنه من الصواب "العمل بقوة وبسرعة على الطاقة النظيفة" في سبيل الوفاء بالتزامات بريطانيا المتعلقة بالمناخ وأمن الطاقة والوظائف.

وقال سوناك لزعماء العالم الذين تحدث إليهم في الأسبوع الأول له في منصبه أنه يعتزم الذهاب إلى قمة زعماء مجموعة العشرين في إندونيسيا التي تنعقد قبل أيام قليلة من بيان الخريف.

وسيوضح بيان الخريف تفاصيل تخفيضات الإنفاق والتوقعات المالية المتوسطة الأجل مع سعي وزارة المالية لسد عجز في الميزانية يصل إلى 40 مليار جنيه استرليني (46.28 مليار دولار).

المزيد من دوليات