Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نفقات "UK Sport" على الألعاب الأوليمبية الشتوية ترفع أزمة تمويل كرة السلة البريطانية إلى الواجهة

وفي المدن الداخلية، حيث تزدهر كرة السلة، ينمو شعور بأنّ الدفع المتواصل للحصول على الميداليات بدأ يؤثّر في أمر مهم جداً

كرة السلة البريطانية تواجه خطر الحظر الشامل على المشاركة في المنافسات الدولية مدّة سنتين (غيتي)

ليس مستغرباً أن يلقى نجاح فريق جاي بي "Team GB"، الفريق الأوليمبي لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية، ترحيبا باردا في بعض الأحياء. 
غنيمة من خمس ميداليات ذهبية وأربع برونزية، تعتبر رقما قياسيًّا بالنسبة لبلد، على الرغم من الصقيع فيه، غير معروف بآفاق جباله المدهشة. 
وفي المدن الداخلية، بعيدا من المحيط الحصري لجامعة "باث"، قاعدة جمعية " British Bobsleigh & Skeleton Association" وهي الهيئة الوطنية لإدارة رياضتي الزلاجة الجماعية والزلاجة الصدرية الشّتويتين في بريطانيا، ينمو شعور بأنّ الدفع المتواصل للحصول على الميداليات بدأ يؤثّر في أمر مهم جداً. 
وهو الحاجة لأن يبقَى الشباب نشيطين وأن يعطوا الفرصة للطموح إلى ما هو قابل للتحقيق، كتمثيل بريطانيا العظمى في رياضة ككرة السلة أو الكرة الطائرة. 
كما هي الأمور عليه اليوم، وفي حين أصبحت براعم الربيع الأولى ظاهرة الوضوح في الأرض التي ما زالت متجمّدة من شدّة البرد، قد لا يكون لبريطانيا فريق وطني لكرة السلة لنتكلّم عليه، كما سبق أن أفادت " Independent Sport" حصريا.
هذا سبب حتمي كي تشعر الحكومة والسلطات الرياضية التابعة لها بالعار، خصوصاً أنّ كرة السلة ما زالت الرياضة الأكثر انتشاراً بين المراهقين في بريطانيا بعد كرة القدم.  
تحرص ليزا واينرايت، الرئيسة التنفيذية للاتحاد البريطاني لكرة السلة، على تأكيد عدم تقليلها من شأن النجاح الذي حقّقه رياضيّو الألعاب الأولمبية الشتوية، الذين عملوا بجهد كبير لتحقيق طموحاتهم الأوليمبية، على الرغم من الصعوبات الكبيرة في ظلّ النقص في الثلج والجليد. 
لكنها ترى أنّ هناك فجوة في السياسة الرياضية في ما يتعلّق بالحرص على عدم إهمال رياضة ككرة السلة. فبشكل عام، مشاركة الشباب من جميع الأعمار والأعراق وجعلهم نشيطين تعادل قيمة الميداليات البراقة على صدور الرياضيين. 
تقول واينرايت: "معظم الرياضيين يحتاجون إلى اثتني عشرة سنة على الأقلّ ليحوزوا ميدالية، ورياضة الهوكي، التي حظيت بتمويل ضخم، خير مثال على ذلك، إذ حقّق رياضيّوها نتائج مدهشة." 
وتضيف: "هنا مكمن الخلل في السياسات الرياضية خصوصا في ما يتعلّق بالرياضات الجماعية. كان ينبغي أن نحظى بتمويل لا فقط للعبة أولمبية واحدة أو اثنتين، بل لثلاث." 
"لا يمكننا أن نجد أي خطأ بالنسبة لما حقّقناه مع فريق "GB" في العام 2012 أو 2016. لكن هنا أسأل ما هو الهدف من الفوز بميدالية؟" 
"أرى أنّ الهدف هو إلهام الأمّة. لذا كان يجب أن تكون السياسة الرياضية مختلفة. فَكُرة السلة في بريطانيا هي الرياضة الأكثر انتشارا بعد كرة القدم لدى الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 11 و15 سنة. ومجال تأثيرها على إلهام الشباب، في مجالات المجتمع التي يصعب الوصول إليها، ضخم". 
نجاح "UK Sport"، الوكالة الحكومية للاستثمار في الرياضات الأولمبية والبارالمبية في المملكة المتحدة، يُقيَّمُ عمومًا بأعداد الميداليات الأوليمبية المكتسبة في حين اختصاص "Sport England"، منظمة غير حكومية شبه مستقلة تابعة لـ "وزارة الرقمية والثقافة والوسائط والرياضة" في الحكومة البريطانية، يصبّ في المقام الأوّل على التشجيع على المشاركة في الرياضة. 
فتُترَك، برأي واينرايت، فجوةٌ ضخمة في الوسط بين الجهتين، لا يبدو أن أيّ واحدة منهما تعمل على ملئها.  
تقول واينرايت: "الشباب الذين أُلهِموا ويريدون الوصول إلى القمّة، لا يجيدون وسيلة لذلك في بعض الرياضات الجماعية". 
"لا وسيلة إطلاقًا. لا أريد التكلّم عن سياسة "UK Sport" و"Sport England"، لكنّ الجزء الأوسط بينهما، فجوة التمويل في السياسة الرياضية، هو أمر لا يعمل عليه أحد."
وقد أعلن رئيس الجمعية الأولمبية البريطانية، سر هيو روبرتسون، أنّه حزن لسماعه أنّ بعض الأشخاص يعتبرون الرياضات الشتوية الأوليمبية تنافس رياضات كَكُرة السلّة.
ورأى روبرتسون: "تأثير كرة السلّة على المشاركة الرياضية بين فئات الدخل المنخفض، حجّة حقًّا جيّدة، إلّا أنّه ينبغي أن توضع في سياق الأموال المصروفة على المشاركة، لا في سياق الأموال التي نكرّسها للألعاب الشتوية، كرزمة مخصّصة لميداليات رابحة."  
الحجّة قد تكون تماماً أن تُصرف المزيد من أموال هذه الرزمة لتمويل فريق كرة السلة، الذي، وإن لم يُبهر العالم في لندن سنة 2012، قام حتماً بالكثير ليوحي بمستقبل أفضل. 
تقول واينرايت أنّ تكلفة تمويل فرقة بريطانيا لكرة السلة، رجالاً ونساءً وشباباً، على مدى إثني عشر شهرا، تبلغ مليون جنيه إسترليني. وفيما ندرك أنّ 4.8 مليون تصرف على رياضة التزلّج السريع، نشعر بأنّ كرة السلّة البريطانية مهمّشة، تماما كبعض فئات المجتمع التي تلعب وتستمع بهذه الرياضة. 
تضيف واينرايت: " 18% من "Basketball England"، الهيئة الوطنية لإدارة كرة السلة في إنكلترا، وهي منظّمة شعبيّة، هم من المجتمعات المحرومة. ولكي يجد هؤلاء الشباب مخرجاً ليلعبوا كرة السلة مع زملائهم، يسعون للحصول على منح جامعية في أميركا، حيث يمكنهم ممارسة الرياضة التي يحبّونها كمهنة، عوض دفع تكاليف جامعات بريطانيا. يجب أن يكون هذا الأمر سببا لتغيير السياسة الرياضية. فهؤلاء الشباب يستحقّون ما هو أفضل." 
واضافت "لن آخذ شيئاً من رياضيّي الألعاب الشتوية الأوليمبية وممّا حقّقوه، لكنّهم سيؤثّرون في بعض الناس. ولو أصبح لدينا قدوات في كرة السلّة البريطانيّة، سيلهمون حينذاك هؤلاء الشباب في المجتمعات الحضارية." 
 

© The Independent

المزيد من رياضة