Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فتاة تتحدى صورة نمطية عن أصحاب النظارات الطبية يكرسها إيموجي "العُلاّم"

لوري مور ذات الـ 13 عاماً التي ألهمت "ديزني" في فيلمها "إينكانتو"، أطلقت حملة تحث فيها مصممي الرموز التعبيرية على إنجاز "تغيير بسيط" إنما "يحقق الكثير"

"يرتدي الكثير نظارات طبية فقط كي يتمكنوا من الرؤية جيداً، فلماذا نجعلها صورة نمطية ونترك في نفوسهم  شعوراً بالحرج؟" (رويترز)

بعدما دفعت أستوديوهات "والت ديزني" إلى تضمين فيلمها من نوع "الأنيميشن" "إينكانتو"Encanto  (سحر) أميرة ترتدي نظارتين طبيتين [في اختلاف لافت عن ملامح أميرات ديزني اللاتي شاهدناهن خلال الأفلام السابقة] وضعت التلميذة لوري مور نصب عينيها الآن هدفاً تتحدى فيه الوصمة التي يكرسها "إيموجي" شخصية "العُلّام" كما تسمى [شخص انطوائي غير كفء اجتماعياً أو مهووس بالدراسة إلى حد الملل، ويوصف عادة بأنه خجول وغريب الأطوار وغير جذاب].

لوري مور ذات الـ 13 سنة التي ترتدي نظارتين لأنها تعاني ضعف البصر، كتبت عندما كانت في التاسعة من عمرها متوجهة إلى القوة الترفيهية العظمى [أستوديوهات ديزني]، وطلبت منها آنذاك أن ترتدي البطلة في فيلمها التالي نظارتين طبيتين، ولكنها كانت تخشى في البداية أن ينال طلبها التجاهل إذ لم يصلها أي رد،

ولكن لاحقاً خاطب مخرج "إينكانتو" جاريد بوش مور شخصياً موجهاً شكره لها كونها كانت مصدر إلهام للشخصية الرئيسة في الفيلم، وهي فتاة تدعى "ميرابل مادريغال" ظهرت بنظارتين تعينانها على النظر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بوش، وهو أيضاً يرتدي نظارتين طبيتين، أخبر لوري لاحقاً "إنها بطلتي"، والآن لوري، من تشيلويل، نوتنغهامشير، أطلقت مناشدة جديدة، ولكن هذه المرة إلى المنظمة العالمية التي تقرر الشكل الذي تحمله "الإيموجيز" [وجوه تعبيرية وإشارات نستخدمها افتراضياً اختصاراً لكلمة أو فكرة أو حال نفسية ما]، علها تجعل الوجوه ذات النظارات أكثر حضوراً وتمثيلاً بين مجموعة الرموز الرقمية هذه.

أطلقت التلميذة حملتها الخميس الماضي الذي صادف "يوم البصر العالمي" [يحتفى به في الخميس الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنوياً].

وفي رسالة إلى "يونيكود كونسورتيوم" Unicode Consortium (جمعية الترميز الموحد)، الهيئة التي تشرف على معايير الرموز التعبيرية والمسؤولة عن الإصدارات الجديدة قالت لوري، "للأسف من بين الرموز التعبيرية كلها لا يضع نظارتين سوى وجه "العُلّام".

غير أن "الأشخاص الذين يرتدون النظارات الطبية ليسوا غريبي الأطوار"، جاء في كلماتها.

"ولكن ما لم نعالج هذا الأمر فيحتمل أن ينشأ أبناء الجيل المقبل وهم يصدقون هذه الكذبة عن أنفسهم"، أضافت لوري.

ويشمل الكونسورتيوم قوى الإنترنت والحوسبة من قبيل "ميتا"، مالكة "فيسبوك"، و"غوغل"، وأمازون" و "أبل" و"نتفليكس".

وبعد الكشف عن حملتها أمام جمهور من تلاميذ المدارس في بورتون أون ترينت في المملكة المتحدة قالت لوري "أسعى إلى تعزيز الوعي بقضية كبيرة، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص في مثل عمري مثل المراهقين، وإضافة وجوه بنظارات إلى الوجوه في مجموعة الإيموجيز".

"حتى لو أن (إيموجي) واحداً آخر فقط ارتدى نظارتين طبيتين، يشكل ذلك تغييراً إيجابياً مهماً"، في رأي لوري.

وفي وقت سابق أخبرت جمهورها أن الرموز التعبيرية التي ترتدي نظارات طبية تقتصر حالياً على مدرس، وجدة، وشخصية من النوع "العُلّام".

وقالت لوري إن هذه الصورة "نمطية جداً ولا ينبغي إلصاق أية صفة بي بناء على مظهري".

"يرتدي كثيرون النظارات الطبية فقط كي يتمكنوا من الرؤية جيداً، فلماذا نجعلها صورة نمطية ونترك في نفوس هؤلاء الأشخاص شعوراً بالسوء؟"، سألت لوري.

كذلك أوضحت لوري أنه على رغم أن النظارات الطبية شكلت صيحة جديدة في عالم الموضة في العالم الغربي، لا تزال للناس في أجزاء أخرى من العالم أفكار راسخة بأن ارتداء النظارات الطبية ليس أمراً محبذاً مألوفاً أو مثيراً للإعجاب".

جمعت لوري توقيعات من التلاميذ ويحدوها أمل في أن تشارك أعداد أخرى منهم في حملتها "غلاس أون" #GlassesOn (ضع النظارات).

من وجهة نظرها، "الأمر في غاية البساطة، ليس مرادنا أن يرتدي كل رمز تعبيري النظارات، بل يهمنا فقط توفر هذا الخيار [ارتداء الإيموجي النظارات] كي لا يعتري الأشخاص الذي يضعون النظارات الطبية شعور سلبي تجاه أنفسهم".

وترى لوري أن "تغييراً بسيطاً يصنع فارقاً كبيراً".

اللافت أن حملة التلميذة تحظى بدعم "الوكالة الدولية للوقاية من العمى" (IAPB) التي منحت لوري في وقت سابق من هذه السنة جائزة العام.

"نحن فخورون جداً بلوري"، قالت جيسيكا طومسون، مديرة قسم السياسات والاستراتيجيات والتوعية في "الوكالة الدولية للوقاية من العمى".

وأضافت جيسيكا أن "هذه المسألة تكتسي أهمية كبيرة لأن إيموجي الشخص "العُلّام" ووجود رموز تعبيرية لا تمثل أصحاب النظارات الطبية، لا يقودان سوى إلى تكريس وصمة التمييز".

"من المهم فعلاً أن نشجع الأطفال وأولياء أمورهم على أهمية العناية بأعينهم والخضوع لفحص النظر وارتداء نظاراتهم"، تنصح جيسيكا.

وإذ أشارت إلى بحث يكشف عن أن التلاميذ في المملكة المتحدة الذين يرتدون نظارات كانوا أكثر عرضة للتنمر، أضافت أن على عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي الإشارة إلى أن "تشجيع الأطفال على ارتداء النظارات الطبية [في حال ضعف النظر] مهم حقاً".

وأضافت أن "الوكالة الدولية للوقاية من العمى" طرحت حملة أوسع لـ "يوم البصر العالمي" تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول صحة العينين في عالم حيث يعجز مليار شخص عن الاستفادة من خدمات العناية بالعيون الشائعة في المملكة المتحدة.

وقالت جيسيكا "إنها رسالة جادة، ولكن نأمل اليوم في أن نكون قد أوصلناها ممزوجة ببعض المرح".

أما إيان بريرلي، مدير مدرسة "باجيت الثانوية"، حيث أطلقت لوري حملتها، فقال إنها كانت "قدوة رائعة للشباب الذين يتماهون معها".

© The Independent

المزيد من صحة