لو حصل كيليان مبابي على ما يريد لكان باريس سان جيرمان قد باع نيمار هذا الصيف، وهذا أحد الأسباب القليلة وراء رغبة النجم الفرنسي الآن في مغادرة النادي، بعدما باتت العلاقة بين اللاعبين توصف بأنها "على وشك الانهيار".
ويهدد صراع الأنا بنشوب أحداث قد تصبح الأكثر إثارة في العام، وربما تصل إلى ذروتها خلال كأس العالم.
وكانت بداية القصة الأكثر إثارة خلال الصيف الماضي عندما صدم مبابي عالم كرة القدم برفضه ريال مدريد الإسباني واختيار البقاء في باريس سان جيرمان، وكان هناك عدد من الشروط غير الرسمية لتوقيعه على العقد الجديد.
وإدراكاً من مبابي لنموذج التساهل الفاسد الذي انتشر في باريس سان جيرمان بعد الكثير من سيناريوهات الفشل الأوروبي، كانت له بعض الطلبات المنطقية، وأصر على إعادة تشكيل الفريق وتحديد أيديولوجية مناسبة.
لقد شعر أن مكانة النادي الحقيقية في العاصمة باريس - التي تُعد قلب واحدة من أكثر ثلاثة منتجين للمواهب الكروية خصوبة في العالم إلى جانب ساو باولو وجنوب لندن - تضيع.
وأراد مبابي أن يلعب الفريق المبني على موهبة فرنسية شابة، بأسلوب ضغط أكثر حداثة، وقيل إنه كانت هناك بعض المحادثات حول مركزه، حيث قال مبابي إنه يفضل اللعب في العمق، ولهذا السبب تم استهداف التعاقد مع ماركوس راشفورد، إذ يلبي النجم الإنجليزي نموذج الحارس الذي يمكنه القيام بالكثير من العمل لمبابي على نطاق واسع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واتجه باريس سان جيرمان خلال الصيف الماضي لضم بعض المواهب الشابة، لكن كان هذا هو الموضع الذي ظهرت فيه المشكلات للمرة الأولى.
وكان المدير الرياضي الجديد لويس كامبوس، الذي شوهد كثيراً مع أقارب مبابي يحتاج إلى إخراج المزيد من اللاعبين، بعدما كان مسؤول تعاقدات النادي السابق أنتيرو هنريكي بطيئاً جداً في هذا الأمر، مما جعل الفريق كما هو لفترة طويلة، ولقد تسبب ذلك في إحباط مبابي وكامبوس، في وقت مبكر من أغسطس (آب).
وبينما كان كامبوس يسعى لتذليل تلك العقبة، ظهرت قضية أخرى، لن تكون مشكلة على الإطلاق بالنسبة لمعظم الناس، وهي عودة نيمار وليونيل ميسي للتألق بشكل مثير، وكان من الواضح أنهما عملا خلال الصيف للحصول على أفضل شكل ممكن قبل موسم كأس العالم، وكان ذلك واضحاً، ونجحا في انتزاع مركز الصدارة مرة أخرى وكذلك كل الاهتمام.
وبدا بكل صراحة أن ميسي ونيمار يلعبان بشكل أفضل من مبابي.
وقد يؤدي هذا إلى فوز باريس سان جيرمان أخيراً بدوري أبطال أوروبا، لكنه طرح مشكلة في الخطط الأخرى.
وبالنظر إلى أن ميسي بدا في حالة ركود شديدة خلال الموسم الماضي، وكان نيمار بعيداً من النجاح إلى حد ما، فقد شعر الجميع أن الوقت مناسب لصعود مبابي إلى مركز الصدارة ليتزامن مع عقده الجديد، وأن القادم هو عصره.
وعلى رغم الخطط التي تم وضعها لجعل مبابي محور اللعب في وجود مهاجم واحد أمامه، تماماً مثل أوليفييه جيرو مع منتخب فرنسا، شعر المدرب الجديد كريستوفر غالتييه أن عليه فقط المثابرة مع الثلاثي المرعب، الذي ظهر بالفعل أفضل من أي وقت مضى، وتم تحرير ميسي.
ومع ذلك، كانت هناك بعض المشاعر مكبوتة، وعلى رغم أنه يبدو أن الثلاثة يجب أن يكونوا قادرين على العمل معاً على أرض الملعب، إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة في غرفة الملابس، وتبدو العلاقة متوترة الآن.
الشعور السائد في معسكر مبابي هو أنه يوجد حقاً مكان لاثنين فقط من الثلاثة على أرض الملعب، وبالتأكيد فإن الأفضلية لميسي، إنه السيد بعد كل شيء قدمه، والذي يمكن أن يتعلم مبابي منه.
وبينما من الواضح أن اللاعب البالغ من العمر 23 سنة يتمتع بنضج تكتيكي وسياسي يتجاوز معظم اللاعبين، يتحدث آخرون عن أنه نجم لا يمكن السيطرة على غروره وشعوره بالأنا.
في العلن وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، شاهد الجميع صور مبابي وهو يقف غاضباً في منتصف الملعب عندما لم تأت تمريرة إليه.
وفي السر، وجد الرعاة أنه لاعب شديد التطلب، وبدأ في المطالبة بعقود لا يحلم بها اللاعبون الآخرون الذين يتمتعون بمسيرة فائقة، والبعض يلوم الدائرة المحيطة به، وعلى رغم كل الانتقادات الموجهة للدائرة المحيطة بنيمار، يُقال إنها بارعة في التعاملات التجارية، وأن نيمار الأب يعرف أنه ليس خبيراً وبالتالي يترك الأمور للمتخصصين.
وعلى النقيض في الدائرة المحيطة بمبابي، غادر العديد من الموظفين العمل معه بسبب الإحباط، حيث يستأثر والداه بكل شيء يخص المفاوضات بمركزيه تامة وهو ما حدث خلال التفاوض مع ريال مدريد وباريس سان جيرمان.
وتشير المصادر الآن إلى وجود حرب داخل النادي الفرنسي، يمكن أن تجلب إصلاحاً آخر، وبعد التقارير الأولية، نفى كامبوس أنه على وشك الرحيل، لكن كان هناك صمت من الدائرة المحيطة بمبابي.
ولا يزال هناك شعور خارج النادي أن هذه الأزمة قد تتسبب في رحيل المدير الرياضي كامبوس في نهاية المطاف، وهو أمر قد يترك المدير الفني غالتييه في وضع غير مستقر، لأن المدرب كان اختيار كامبوس، ومن المتوقع أن يقوم هنريكي بجلب رجاله.
وسيتعين وقتها تقديم مجموعة كاملة من الالتزامات الجديدة، والتي قد تؤدي أيضاً إلى تعقيدات تسهم في عودة ميسي إلى برشلونة بمجرد انتهاء عقده في الصيف المقبل.
في الوقت الحالي، يشعر كل من مبابي وكامبوس أن الوعود التي قُطعت لهما لم يتم الوفاء بها، ومع ذلك فإن باريس سان جيرمان يصر على إبقاء مبابي حتى نهاية عقده وأن السلام ممكن، ولا توجد فرصة لديه.
وبين هذا وذلك ستظل هناك فرصة كبيرة لمزيد من الأحداث الدرامية في هذا المشروع القطري الذي تطغى عليه الأساليب السياسية أكثر من معظم الحكومات.
© The Independent