Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ساترفيلد في بيروت لاستئناف وساطته في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية مع إسرائيل

توقعات بفشل مهمته بعد تأجيل زيارته إلى بيروت منذ أسبوعين وغياب أي مؤشر إلى حلحلة في الموقف الإسرائيلي

ساترفيلد ملتقياً الحريري في السراي الحكومي في بيروت خلال زيارة سابقة (الوكالة الوطنية للإعلام)

يعود الثلاثاء الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية ديفيد ساترفيلد إلى بيروت، فماذا في جعبته؟
عودة ساترفيلد تناقض تحاليل وتكهنات كثرت في الأيام اﻷخيرة عن فشل مهمته، بخاصة بعدما أرجأ قبل نحو أسبوعين زيارته التي كانت مقررة إلى لبنان، بعد حلوله أخيراً في إسرائيل. إلا أن استئناف ساترفيلد مهمته قد ﻻ يعني بالضرورة أن جديداً طرأ أو تطوراً حصل على صعيد تعنت إسرائيل بشأن النقاط المقترحة لبنانياً، وفي مقدمها الترابط بين ترسيم الحدود البحرية والبرية.
وفيما علم موقع "اندبندنت عربية" أن ساترفيلد سيبدأ زيارته من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث سيلتقي ظهر الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن ينتقل بعدها إلى السراي الحكومي ويلتقي رئيس الوزراء سعد الحريري، أشارت مصادر سياسية إلى أن اﻷجواء المحيطة بجولة ساترفيلد يرتفع فيها منسوب الإيجابيات على السلبيات، لكن ﻻ يمكن استباق ما سينقله الوسيط الأميركي، والذي على ضوئه يمكن أن تتحدّد الخطوات اللاحقة.

 

 
إجابات مطلوبة
 
وتكشف المصادر أن سفيرة الوﻻيات المتحدة في بيروت إليزابيت ريتشارد التي تولّت مهمة تحديد مواعيد المبعوث الأميركي، ليست على اطلاع على ما في جعبة ساترفيلد من رسائل إسرائيلية وإجابات مطلوبة قبل البدء بالتنفيذ.
وتشرح المصادر أن زيارات ساترفيلد المتكرّرة تصب في تحديد إطار عملي وآلية تحدّد كيفية انطلاق المفاوضات بشأن الحدود، يمكن أن تكون شبيهة بتلك التي اعتُمدت في عمل اللجنة الثلاثية التي كُلفِّت بترسيم الحدود البرية. ويتركز البحث حول القوانين التي ستتحكم بهذه المفاوضات وتفاصيل أخرى تُظهر تباعاً كل ما تقدم الوسيط بعمله في الجمع بين وجهتَي النظر اللبنانية والإسرائيلية.

 

 
ليونة حازمة
 
في زيارته الأخيرة لم يحمل ساترفيلد موافقة تل أبيب على مطلب لبنان التزامن بين ترسيم الحدود البرية والبحرية، وعلم أن المسؤولين اللبنانيين أصروا على هذه المسألة مع ليونة ﻻفتة تمثلت بفصل المسارين زمنياً لكن ليس عند التوقيع، بمعنى أنه يمكن البدء بالمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية لكن التوقيع على الاتفاق لن يتم قبل إنهاء المسار البري، وعلى هذا العرض يتوقع أن تجيب إسرائيل عبر ساترفيلد .
ومن المعلوم أن لبنان يرفض أي محاولة لربط مسألة ترسيم الحدود البحرية، بأي إجراءات أمنية حدودية، تتجاوز ما هو مطبق في الجانب اللبناني من الخط اﻷزرق، فيما تسعى إسرائيل إلى توسيع دور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، وتضغط للحصول على تعهدات في شأن معالجة نشاط حزب الله وبنيته الصاروخية وضبطهما.
ويُعرَف أيضاً أن لبنان يولي أهمية لأن تكون المفاوضات، التي ستعقد برعاية مكتب الأمم المتحدة في بيروت، مفتوحة وغير محددة بسقف زمني، تجنباً لحرق المراحل أو لفرض وقائع مرفوضة بحكم ضيق الوقت، فيما تصرّ إسرائيل على سقف زمني ﻻ يتعدى الستة أشهر.
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

 

الموقف من مؤتمر المنامة

في المقابل يربط البعض زيارة ساترفيلد وما سيعود به من إسرائيل مع الموقف اللبناني من مؤتمر المنامة، وﻻ يتوقع كثيرون أي جديد، استناداً إلى تحذيرات راعي المؤتمر والمخطِط له مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صهره ديفيد كوشنر. ويتخوف البعض في لبنان من أن يكون ثمن ترسيم الحدود البحرية هو توطين اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي يعتبره لبنان بمسؤوليه وشعبه الهدف المخفي لصفقة القرن.
وتستبعد مصادر رسمية لبنانية الربط بين موقف لبنان من مؤتمر المنامة وزيارة ساترفيلد، وتذكّر بأن لبنان لم يُدعَ أصلاً إلى المؤتمر، وبأن زيارات ساترفيلد المكوكية بين بيروت وتل أبيب بدأت قبل الحديث عن مؤتمر البحرين، وبالتالي ﻻ ربط بين الموضوعين، وكل ما يُحكى في هذا الخصوص هو تفسيرات لبنانية داخلية ﻻ علاقة لها بالواقع ﻻ من قريب وﻻ من بعيد.
 

سيناريو متكرر

 

 
إذاً السيناريو نفسه يتكرّر، مع كل زيارة لساترفيلد إلى بيروت، تكثر التساؤﻻت في شأن الإجابات التي يحملها في ما يتعلق بسلسلة اﻻقتراحات اللبنانية المرتبطة بملف ترسيم الحدود، فهل تكون هذه الزيارة هي اﻷخيرة، ويكون يوليو (تموز) الحالي، شهر إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في مقر قيادة اليونيفل في الناقورة، أم أن وسيطاً آخر قد يتولى المهمة مع اقتراب موعد التحاق ساترفيلد بمركزه الجديد كسفير للوﻻيات المتحدة في تركيا؟.
اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط