Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قوى الحرية والتغيير تقرر تكثيف الضغط على "العسكري" وتدعو إلى عصيان مدني في 14 يوليو

الوسيط الأثيوبي ينجح في جمع طرفي الأزمة السودانية للتوصل إلى حل سياسي

أقرباء قتلى سقطوا الأحد يصرخون أمام المستشفى في ام درمان أثناء استرجاع الجثث (رويترز)

 

 أعلن تحالف "قوى الحرية والتغيير" الاثنين عن اعتزامه تكثيف الاحتجاجات هذا الشهر للضغط على المجلس العسكري حتى يسلم السلطة للمدنيين محملاً المجلس مسؤولية وفاة تسعة أشخاص خلال مظاهرات الأحد.
وقال مدني عباس مدني أحد قادة تحالف قوى الحرية والتغيير في مؤتمر صحفي بالخرطوم "لن نتخلى عن المسار السياسي التفاوضي ولن نتخلى عن مسار التصعيد السلمي".
وقال التحالف الذي نظم مسيرة حاشدة في الخطوم شهدت مشاركة عشرات الآلاف الأحد إنه يدعو إلى مسيرة حاشدة أخرى يوم 13 يوليو (تموز) الحالي وعصيان مدني في اليوم التالي. وأضاف مدني إن تسعة أشخاص قُتلوا خلال احتجاجات أمس فضلاً عن إصابة نحو 200 آخرين.
وكان الوسيط الأثيوبي محمود درير تمكن من إقناع طرفَي الأزمة السودانية، "المجلس العسكري الانتقالي" و"قوى إعلان الحرية والتغيير" باستئناف المفاوضات بينهما على ضوء المبادرة التي يقودها رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد بدعم من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي. ويُنتظر عقد اجتماع مشترك يضم قيادات من "المجلس العسكري" و"قوى الحرية والتغيير" بحضور الوسيط الأثيوبي لمناقشة ما تبقى من نقاط سابقة واقتراحات الجانبين حول وثيقة المبادئ التي تضمنتها المبادرة الأثيوبية، في خطوة قد تؤدي إلى إنهاء خلافات استمرت قرابة شهر بسبب فضّ اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو (حزيران) الماضي.
وأبلغ وزير الخارجة السابق، القيادي في "قوى الحرية والتغيير" إبراهيم طه أيوب "اندبندنت عربية"، بأنها التقت اليوم الاثنين الوسيط الأثيوبي وسلمته مقترحاتها وملاحظاتها على وثيقة إعلان المبادئ التي تضمنتها المبادرة الأثيوبية، وأنهم في انتظار رد الوسيط بشأن رأي "المجلس العسكري" حول وثيقة المبادئ التي طرحتها المبادرة الأثيوبية، مؤكداً أن جهود الوساطة تمكنت من تقريب وجهات النظر وقبول الطرفين الجلوس على مائدة المفاوضات.
وتضمنت وثيقة المبادئ تشكيل مجلس سيادة من 15 عضواً يكون مناصفة بين الجانبين (7+ 7) على أن يتفق الطرفان على قومية العضو الـ 15 والذي حُدد بأن يكون شخصية مدنية مستقلة وأن تكون الرئاسة دورية بمعدل 18 شهراً لكل طرف، فيما يضم مجلس الوزراء التنفيذي 18 حقيبةً وزارية من شخصيات من التكنوقراط يتم ترشيحها بمعيار الكفاءة، على أن يؤجل الاتفاق بشأن المجلس التشريعي إلى وقت لاحق.
 

خيارات مفتوحة


في هذه الأثناء، عادت الحياة في العاصمة الخرطوم الاثنين إلى طبيعتها من دون وجود مظاهر عسكرية في الطرقات بعد يوم حافل من التظاهرات الحاشدة التي دعا إليها "تجمّع المهنيين السودانيين" الأحد، وشارك فيها آلاف المواطنين لإحياء ذكرى شهداء الثورة الشعبية ومحاكمة المسؤولين عن فضّ اعتصام القيادة العامة الذي راح ضحيته أكثر من 100 معتصم في نهاية شهر رمضان الماضي. وأكد تحالف "قوى الحرية والتغيير" و"تجمع المهنيين" أن خطواته المقبلة مرتبطة بتطور الأحداث واستجابة المجلس العسكري الانتقالي للوساطة الأثيوبية، وستكون كل الخيارات مفتوحة أمامه من دون أن يستبعد تنظيم اعتصام وإضراب شامل.

 
إعادة توازن
 

 

القيادي في قوى الحرية والتغيير والناطق الرسمي لـ"تجمع المهنيين السودانيين" إسماعيل التاج أكد في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن "قوى الحرية والتغيير قيّمت الوضع الراهن في ضوء المسيرة المليونية التي سارت الأحد في العاصمة ومدن أخرى في البلاد، وتوصلت إلى أن المسيرة أعادت التوازن بصورة كبيرة لمصلحتها وثبّتت مطلب الجماهير بدولة مدنية، وأن كل محاولات المجلس العسكري للالتفاف حول الثورة وخلق حواضن شعبية له من خلال الإدارات الأهلية والحشود المصطنعة لن يؤدي إلى الاستقرار السياسي وتحقيق مطالب الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام". كما أكد إسماعيل التاج أنه "على الرغم من مظاهر الوجود العسكري وسقوط ضحايا وشهداء إلا أن صمود الشعب سيقوده إلى تحقيق دولته المدينة طال الزمن أم قصر وأن ممثلي الثورة الآن في موقف قوي".
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

3 رسائل
 
وأشار التاج إلى أن "المسيرة وجهت 3 رسائل، الأولى مفادها أن الثورة الشعبية تظل ثورة متجذرة في قلوب الشعب بخاصة الشباب من الجنسين، وأن التفاوض والقضايا الوطنية الملحة لا تُشترى بالأموال ولا بالقوة الغاشمة وأن الشعب عصيّ على أي محاولة للاستقطاب والالتفاف على الثورة. والثانية أن مطالب الثورة إذا لم تتحقق فلن يتوقف الشعب عن المسيرات والاعتصام والإضراب وكل السبل السلمية المتاحة. أما الرسالة الثالثة فتمثلت في أن فضّ الاعتصام أمام ساحة القيادة العامة لن يؤدي إلى إسكات صوت الثورة وإرهاب الثوار بل أحيا الثورة بطريقة أقوى".
 
سيناريوهات وتكتيك
 

وحول السيناريوهات التي كان يخطط لها "تجمع المهنيين" خلال المسيرة ومن ضمنها دعوة المتظاهرين إلى التوجه نحو القصر، أفاد إسماعيل التاج بأنه "لم يكن هناك تحديد لمسارات المسيرة ولم تكن المواكب التي انطلقت من أحياء مركزية عدة محدودة الاتجاه. وبناءً على التكتيك المتبع وفقاً للتقارير الواردة أثناء سير المسيرة تمت دعوة المتظاهرين إلى التوجه نحو القصر لفترة محدودة وليس للاعتصام مثل القيادة العامة"، مؤكداً أن "من أهم المكاسب التي حققتها المسيرة المليونية التأكيد على دعم موقف قوى الحرية والتغيير في ظل المزايدات التي كانت تصدر من المجلس العسكري، إضافة إلى التأكيد بأن المجلس العسكري ليس لديه مستقبل في حكم السودان مهما لجأ إلى أسلوب التحايل واستعمال النفوذ والقوة". وبشأن توقعاته لمواقف المجلس العسكري بعد التأييد الجماهيري لقوى الحرية والتغيير أكد إسماعيل التاج أنه "من الصعب التكهن بمواقف المجلس العسكري في ظل التضارب في أقواله ورسائله المزدوجة"، لافتاً إلى أن "أقواله تشير إلى عكس أفعاله تماماً، وبالتالي فالمطلوب منه هو تحويل أقواله إلى أفعال إيجابية على أرض الواقع، لذلك من الاستحالة بمكان التكهن برد فعل المجلس العسكري عقب المسيرة المليونية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي