Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نعي محمد صلاح لملكة بريطانيا يضعه في مهب العاصفة

هل باتت وسائل التواصل الاجتماعي عبئاً على نجم ليفربول المصري؟

محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي (رويترز)

واصل قائد المنتخب المصري لكرة القدم محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، إثارة الجدل في الآونة الأخيرة بتدويناته وتغريداته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ غرد الإثنين 19 سبتمبر (أيلول) ناعياً الملكة إليزابيث التي توفيت عن 96 سنة.

وكتب صلاح عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، "اليوم يقف شعب بريطانيا العظمى والعالم احتراماً ويودعون جلالة الملكة إليزابيث الثانية، مستذكرين إرثها وخدمتها الراسخة، أفكاري مع العائلة المالكة في هذا اليوم التاريخي والعاطفي".

وسرعان ما تعرض هداف الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي لانتقادات واسعة من حسابات تتابعه على "تويتر" ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مذكرة إياه بتاريخ بريطانيا في مصر والعالم العربي.

وتلقى رداً من حساب يحمل اسمه "Tsimigoat" ما يزيد على 13 ألف إعجاب، إذ كتب بالإنجليزية "هل تعلم يا أخي ما فعلته إمبراطورية هذه المرأة ببلدك أم يجب أن أخبرك".

واتخذت بعض الجماهير المصرية والعربية موقفاً مؤيداً لصلاح، ودافعت عن حقه في التعبير عن معتقداته، معتبرة أنه شخصية عامة وتجمعه علاقات ببعض أفراد العائلة المالكة في بريطانيا.

وخلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حل محمد صلاح ضيفاً على الأمير ويليام دوق كامبريدج وقتئذ وزوجته كاثرين، في حفل جائزة (إيرث شوت) الذي أقيم للمرة الأولى في العاصمة البريطانية لندن، دعماً للأشخاص الذين يحاولون إنقاذ الكوكب.

وألقى النجم المصري كلمة عن ضرورة إنقاذ الكوكب بتقليل البلاستيك في البحار والمحيطات، ثم قدم المتنافسين الثلاثة على الجائزة.

ولم تتوقف الانتقادات التي تعرض لها صلاح (30 سنة) عند استياء بعض الجماهير المصرية والعربية، لكنه اصطدم بإرث غضب جماهير ليفربول المتراكم تجاه الأمور السياسية ونظام الحكم في البلاد.

وعلق بعض من جماهير ليفربول مطالباً محمد صلاح بقراءة تاريخ المدينة التي يعيش فيها منذ خمس سنوات.

ورد حساب يحمل اسم "the_gerrard_rea" كاتباً، "صلاح لسنا جزءاً من بريطانيا العظمى، السكوس ليسوا إنجليزاً".

وكان نادي ميرسيسايد بين آخر الأندية الإنجليزية التي نعت الملكة الراحلة، ولجأ مسؤولو حسابات النادي على مواقع التواصل الاجتماعي إلى غلق التعليقات أمام المتابعين خوفاً مما ستكتبه جماهير النادي.

وكانت المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في الموسم الماضي حين فاز "الريدز" على تشيلسي بركلات الترجيح بنتيجة 6-5 في إستاد ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن فرصة لاكتشاف العلاقة المضطربة بين جماهير النادي العريق ونظام الحكم في بريطانيا، حين أظهر آلاف من جماهير ليفربول مشاعر السخط تجاه النشيد الوطني للبلاد، وأطلقوا صافرات الاستهجان والصيحات أثناء عزفه، في حضور حفيد الملكة الراحلة الأمير ويليام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى عدد كبير من سكان ليفربول أن مدينتهم ليست جزءاً من إنجلترا، ويعبرون عن ذلك بلافتة كبرى تظهر في عديد من مباريات الريدز في إستاد إنفيلد، وتحمل جملة "نحن لسنا إنجليزاً، نحن سكوس"، في إشارة إلى تاريخ شعب المدينة المرتبط بالجوع والتهميش وسوء التمثيل السياسي لعقود.

تاريخياً كانت مدينة ليفربول التي تعد ميناء على الساحل الغربي البريطاني ومن أهم القلاع الصناعية والتجارية في البلاد ملجأ لطبقات الفقراء والمهمشين والنازحين، واستقبلت خلال أربعينيات القرن الـ19 ملايين من الإيرلنديين الجائعين الذين باتوا جزءاً لا يتجزأ من المدينة.

ولسنوات طويلة استخدم مصطلح "سكوس" لإهانة سكان ليفربول من الفقراء الذين يعانون سوء التغذية، بخاصة أبناء المهاجرين الإيرلنديين الذين يعتمدون على حساء "سكوس" الرخيص كطعام شبه يومي لهم، ومع مرور الوقت باتت هذه الكلمة شائعة لوصف سكان المدينة، وانتقلت لمدرجات إستاد أنفيلد معقل ليفربول، تعبيراً عن الثورة في وجه معاداة الشعب.

ولا يتوقف سخط جماهير ليفربول على القيادة السياسية عند سنوات التهميش، بل يمكن رصد محطة أكثر خطورة، بالانتقال إلى 15 أبريل (نيسان) 1989 حين وقعت حادثة هيلزبره الشهيرة التي أدت إلى مقتل 97 شخصاً من مشجعي النادي، في كارثة تدافع ودهس بين الجماهير في ملعب نادي شيفيلد وينزداي خلال مباراة بين نوتنغهام فورست وليفربول في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

ولا تنسى جماهير الريدز كذب رجال شرطة وسياسيين رفيعي المستوى في شأن ما حدث، لتغطية أخطاء المسؤولين وإلقاء اللوم على الجماهير الأبرياء، ولا تزال نسبة كبيرة من الجماهير البريطانية لا تقبل نتائج التحقيقات الأطول والأكثر شمولاً في تاريخ البلاد التي شهدت تبرئة رجال الشرطة المسؤولين عن الحادثة حتى بعد أن اعترف بعضهم بالذنب.

عودة لصلاح

ولا يعد هذا الموقف المثير للجدل الأول لصلاح في الفترة الأخيرة، لكنه يأتي بعد مواقف أخرى تعرض فيها النجم المصري لانتقادات متباينة الكثافة والحدة، وخلال سنوات قليلة تحول من معشوق الجماهير غير القابل للانتقاد إلى مصدر جدل.

وكان الدعم الجماهيري الهائل وغير المشروط عبر مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم مصادر قوة محمد صلاح وانتشاره منذ بداية رحلته الاحترافية في صيف 2012 حينما خرج من نادي المقاولون العرب المصري إلى بازل السويسري.

وتنقلت ملايين الجماهير المصرية والعربية بين صفحات الأندية التي لعب لها صلاح على مواقع التواصل الاجتماعي، لدعمه والتصويت له في جميع المسابقات والاستفتاءات والجوائز.

وأسهم الظهير الجماهيري الهائل في دعم النجم المصري خلال رحلاته في تشيلسي الإنجليزي ثم فيورنتينا الإيطالي ثم روما الإيطالي، قبل الانضمام إلى ليفربول في صيف 2017.

وعلى الرغم من تحول صلاح من لاعب مصري واعد إلى نجم عالمي ينافس على جوائز الأفضل في كرة القدم سنوياً ويكسر الأرقام القياسية، لكنه بدأ في اختبار الانقسام الجماهيري عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي طالما دعمته بجبهة موحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة