خُفِّض التصنيف الذي كانت تتمتع به مدرسة يهودية من أعلى المراتب إلى أدناها، بسبب مخاوف من ممارستها سياسة تفصل وفقها بعض الطلاب عن غيرهم على أساس ديانتهم أو جنسهم.
اعتُبِرت مدرسة الملك ديفيد الثانوية في مانشستر "مرموقة" عام 2015، لكنها الآن تُعَدّ "ناقصة" بعد إعادة تفتيشها من قبل هيئة رقابة المدارس.
ويأتي هذا التصنيف الدامغ ، بعد أن توصل المفتشون إلى استنتاج مفاده أن الطريقة التي يتعلم الطلاب وفقها، في هذه المدرسة ذات الثمانمائة تلميذ، تقوم على أساس "فصل غير شرعي مستند إلى الديانة والمعتقدات والجنس".
ويأتي هذا التخفيض، بعد أن كشفت الأرقام الأسبوع الماضي، أن 84% من المدارس الابتدائية والثانوية "المرموقة" التي فُتّشِتْ هذه السنة جرى تخفيض مرتبتها بعد إعادة زيارة مفتشي مركز "أوفستيد" لها.
وفي هذا السياق، دعت أماندا سبيلمان، رئيسة المفتشين في "أوفستيد"، الحكومة إلى إلغاء السياسة التي تستثني تلك المدارس المصنفة بـ "المرموقة" من التفتيش الروتيني، وسط مخاوف من فقدان الآباء الثقة في المراتب.
ومن المعلوم أن المفتشين زاروا هذه المدرسة اليهودية، التي تحتل القمة في أدائها، بعد وصول شكاوى لمركز تفتيش المدارس، "أوفستيد".
مع ذلك فإن التقرير الذي أصدره هذا المركز تضمن إقرارا بتحصيل الطلاب العالي وتعليما فعالا؛ لكن المفتشين قالوا إن تركيب المدرسة يبلغ درجة من "التمييز" طبقا لقانون المساواة المعمول به في المملكة المتحدة.
فهناك أولا المدرسة الأساسية وبعد ذلك هناك قسمان منفصلان، هما "يافنه للذكور" و"يافنه للأناث"، وكلاهما يقدمان دراسات يهودية أكثر أورثودوكسية في صفوف طلابها من جنس واحد.
وقالت "أوفستيد" إن هذه التقسيمات آلت إلى "معاملة غير ملائمة" لبعض الطلاب، إذ أضرت بالمنهاج المقدَّم، ومدة الدوام المدرسي اليومي، وقدرتهم على الاختلاط والتعلم مع الآخرين.
فالوقت المخصص للفن والدراما وتقنيات الطعام والموسيقى أقل في القسم الخاص للذكور في المدرسة منه في قسم الاناث.
كذلك، لاحظ المفتشون أن قسم "يافنه للأناث" في المدرسة حُرم من فرصة المشاركة في إنتاج العمل الموسيقي "مثبِّت الشعر" (هَير سِبْرَي).
في المقابل، قال جوشوا راو، رئيس أمناء المدرسة، ضمن رسالة بُعثت إلى الآباء، إن "أوفستيد" مخطئة.
وفيها كتب راو:"يبدو أن هذا التركيز على الفصل والتمييز أحاط ولوَّن كل التفتيش ويعني أن المفتشين قضوا وقتا قصيرا نسبيا لرؤية أي شيء آخر. ونتيجة لذلك، فإن وجهة نظر المدرسة، ترى أن الاحكام بنيت على أساس تفتيش جزئي للمدرسة وأحيانا من دون معلومات صحيحة".
ولكل هذه الأسباب، فإن المدرسة تفكر في رفع دعوى قضائية ضد تقرير مركز "أوفستيد".
ويأتي تقرير "أوفستيد هذا بعد أن اعتبرت محكمة استئناف عام 2017 أن سياسة مدرسة دينية إسلامية في الفصل بين الذكور والأناث كان تمييزا جنسيا غير قانوني.
وهذا ما دفع "أوفستيد"، آنذاك، إلى وضع مدرسة الهجرة المختلطة في برمنغهام ضمن إجراءات خاصة عام 2016 بعد أن رأى أن فصل الصفوف كان يتسم بالتمييز.
© The Independent