Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاكتئاب يقتل الرغبات الجنسية فهل تقدم مضادات الكآبة الرد؟

يجب ألا نشعر بالخجل في الحديث عن جوانب وأعراض أخرى لتلك المعاناة النفسية

يذكرني ذلك كله بالتضحية التي يقدم عليها حينما يلتزمون بأحد الأدوية المضادة للكابة (غيتي)

الاكتئاب قاس، إذ لا يسبب اضطراب النوم وفقدان الشهية فحسب، بل يمكن أن يسلبك رغباتك الجنسية، ولا عجب في أن الرغبة الجنسية والأداء يتأثران حينما يكون مزاجك سيئاً، وينتابك قلق في شأن المستقبل.

كذلك تؤدي الأدوية الإشاعة في علاج الاكتئاب إلى تفاقم في المشكلة، حيث إن "مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية" SSRIs مثل "سيتالوبرام" أو "فلوكستين" (بروزاك) تتداخل مع جميع جوانب الجنس، من الإثارة إلى النشوة الجنسية. وهذه مشكلة تجعل الكثير من الناس يتوقفون عن تناول هذه الأنواع من الأدوية، أو لا يستمرون في تناولها إذا كانوا قد بدأوا ذلك بالفعل.

في هذا الأسبوع، لفت انتباهي بحث جديد حول مضادات الاكتئاب والضعف الجنسي، إذ تقصى مؤلفو التحقيق كل ما جرى بحثه بالفعل فيما يتعلق بهذه المشكلة. ولم يقتصر عملهم على مضادات الاكتئاب الأكثر استخداماً، بل شمل أيضاً بين مضادات الاكتئاب الأقل شيوعاً. وتوصلت نتائج ذلك التحقيق إلى وجود اختلافات محتملة في الطريقة التي تؤثر بها هذه الأنواع من الأدوية على الأداء الجنسي.

ثمة دواءان فاعلان مضادان للاكتئاب، هما "فيلازودون" و" فورتيوكسيتين". لا يوصفان على نطاق واسع في المملكة المتحدة، لكن إمكانية تسببهما في آثار جنسية سلبية، هي منخفضة تماماً.

وذكر الباحثون أن ذلك قد يكون بسبب الطريقة التي تتفاعل بها المواد الكيماوية الموجودة في هذه الأدوية، مع مستقبلات في الدماغ معروفة بإعاقة الأداء الجنسي [المستقبلات هي المناطق التي تدخل منها الأدوية والمواد الأخرى، إلى الخلايا كي تحدث تأثيراً فيها]، بالتالي، تبدو تلك المعطيات كأنها أخبار جيدة. وبحسب ما يمكنك أن تتوقع، ثمة تحفظات أيضاً. وفي ذلك الصدد، يتمثل الأمر الأكثر أهمية في أن انخفاض الآثار الجنسية المضرة يبدو أنه لا يحدث إلا عند تناول جرعات أقل من تلك الأدوية، بالتالي فقد يساعد ذلك الأمر الناس حينما يبدأون في تناول تلك المضادات للاكتئاب، مع إدخال تناقص تدريجي على الجرعة لضمان تحمل الدواء، إضافة إلى تقييم الفوائد. في المقابل، لا تظهر أي ميزة للدواءين المذكورين آنفاً على الأنواع الأخرى من "مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية"، إذا حدث ضعف في الأداء الجنسي حين البدء بتناول جرعات أعلى من الدواءين نفسيهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الباحثين، غالباً ما تكون هذه الجرعات هي المستوى المستهدف لتحقيق الفائدة العلاجية الكاملة. وبقول آخر، لن تحدث فائدة كبرى إذا لم يعلاج اكتئابك، حتى لو استطعت ممارسة الجنس.

كل هذا يجعلني أفكر في التضحية الكبيرة التي يقدمها الناس عند الالتزام بالعلاج المضاد للاكتئاب، إذ لا يتعين عليهم الاكتفاء بتجربة أنواع عدة من الأدوية قبل العثور على الدواء النافع، بل لن يستجيب ثلث الأشخاص لأي نوع من مضادات الاكتئاب. بالنسبة إلى الثلثين اللذين تظهر عليهما نتائج فاعلة، قد يستغرق الأمر أسابيع إن لم يكن أشهراً، قبل أن يشعروا بأي تحسن في المزاج وأعراض الاكتئاب الأخرى.

علاوة على كل ذلك، فإن أي وظيفة جنسية تبقت لهم ولم يقمعها الاكتئاب، ستنخفض بشكل كبير من طريق العلاج. إن الخلل الوظيفي الجنسي على غرار قلة الإثارة، ضعف الانتصاب أو صعوبة تحقيق النشوة الجنسية، ليس أمراً نادراً.

ويقدر إن 50 في المئة و70 في المئة ممن يستخدمون مضادات الاكتئاب، يعانون تلك الأضرار الجانبية، إذ يضر الاكتئاب بالعلاقات الحميمة، وأحياناً يدمرها، وذلك هو آخر ما يحتاج إليه الناس.

على غرار عدد من جوانب الصحة العقلية - النفسية، فإن المفتاح لإيجاد طرق في معالجة الأعراض وتعظيم فائدة العلاج، يكمن في أن تكون قادراً على الإفصاح عنها، في حين أننا قد نشعر بالراحة نسبياً حينما نتحدث عن جوانب وأعراض أخرى للاكتئاب، فإن الخجل يجعل أي شيء له علاقة بالجنس، لا سيما صراعاتنا، بعيداً من حدود التناول. ونحن نفضل كثيراً أن نعاني في صمت على المخاطرة بالحرج من إخبار صديق أو، لا سمح الله، المتخصص في الصحة، عن عذاباتنا الجنسية الأكثر خصوصية وحميمية، بالتالي يجب أن يشكل ذلك الصمت الجانب المحزن أكثر من غيره، في العجز الثقافي. في المقابل، إنه الجانب الذي يملك القوة الكامنة الأكبر إذا تمكنا من التغلب عليه بهدف إحداث فارق مجد حينما نصاب بالاكتئاب، فقد لا يتقل الخجل، لكنه قد يهدد قدرتنا على تلقي العلاج الذي يمكن أن يحقق أقصى فائدة، مع تقليل التأثير على أحد أكثر احتياجاتنا الأساسية، خصوصاً القدرة على الشعور بالمتعة الجنسية.

يسرق الاكتئاب كثيراً من لحظات الفرح، لكن ليس من الحتمي أن يكون الأداء الجنسي واحدة منها.

 

* إيان هاميلتون محاضر كبير في الإدمان والصحة العقلية بجامعة يورك

نشر في اندبندنت بتاريخ 15 أغسطس 2022

© The Independent

المزيد من صحة