كشفت دراسة جديدة أن تساقط الشعر والضعف في الانتصاب لدى الرجال من بين الاضطرابات التي انضمت إلى اللائحة الطويلة لعوارض فيروس كورونا.
ووجدت الدراسة أنه فيما تشكل العوارض الأكثر شيوعاً فقداناً في حاسة الشم وضيقاً في التنفس وألماً في الصدر، تشمل العوارض الأخرى فقدان الذاكرة وضعفاً في الانتصاب والهلوسة وعدم القدرة على إتمام حركات أو أوامر مألوفة والتبول اللاإرادي وتورم الأطراف.
وتم تقسيم أنماط العوارض إلى مجموعات تضم العوارض التنفسية ومشكلات الصحة العقلية والمشكلات المعرفية ومن ثم تأتي المجموعة الأوسع من العوارض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفضلاً عن رصد سلسلة واسعة من العوارض، قام الباحثون بتحديد المجموعات والسلوكيات الرئيسة التي تعرض الأشخاص لخطر متزايد من الإصابة بكورونا الطويل الأمد.
وبحسب المكتب الوطني للإحصاء في المملكة المتحدة، أفيد الشهر الماضي بأن مليوني شخص في المملكة المتحدة يعانون كورونا الطويل الأمد. ويعاني نحو 3.1 في المئة من الشعب البريطاني من عوارض تستمر أكثر من أربعة أسابيع من إصابتهم بكورونا. وأفاد نحو 376 ألف شخص ممن أصيبوا بالعدوى منذ بداية الجائحة بأن لديهم عوارض استمرت على مدى عامين على الأقل.
وتقترح الدراسة أن الإناث والأشخاص الأصغر سناً وذوي البشرة السوداء أو العرق المختلط أو مجموعات عرقية أخرى يواجهون خطراً أكبر للإصابة بكورونا الطويل الأمد مقارنة بغيرهم من الأشخاص.
كما أن الأشخاص المتحدرين من خلفيات فقيرة والمدخنين والأشخاص الذين يعانون السمنة الزائدة فضلاً عن الذين يعانون مجموعة واسعة من الحالات الصحية هم أكثر عرضة للإبلاغ عن عوارض مستمرة.
وفي هذا السياق. يقول المؤلف الرئيس للدراسة الدكتور شامل هارون وهو أستاذ سريري مشارك في الصحة العامة في جامعة بيرمينغهام: "تؤكد هذه الدراسة ما كان المرضى يبلغونه للأطباء وصناع السياسات خلال الجائحة وهو أن العوارض الطويلة الأمد لكورونا واسعة بشكل كبير ولا يمكن تفسيرها بالكامل من خلال عوامل أخرى كعوامل الخطر المرتبطة بأسلوب الحياة أو الحالات الصحية المزمنة". ويضيف، "من شأن العوارض التي رصدناها أن تساعد الأطباء ومطوري التوجيهات السريرية على تعزيز تقييم المرضى الذين يعانون آثاراً طويلة الأمد جراء إصابتهم بكورونا، بالتالي التفكير في أفضل طريقة لتولي العبء الذي يسببه هذا العارض".
ووجدت الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين أتت نتيجة إصابتهم بالفيروس إيجابية أبلغوا عن شعورهم بما يناهز 62 عارضاً بشكل متكرر بعد مرور 12 أسبوعاً على إصابتهم الأولية مقارنةً بأولئك الذين لم يصابوا بالفيروس.
وتتضمن اللائحة التي أصدرها المكتب الوطني للإحصاء حول عوارض كورونا الأكثر شيوعاً: التعب وضيق في التنفس وألم في الصدر أو شد عضلي في الصدر و"ضباب الدماغ".
وفي هذا الإطار، حلل الباحثون من جامعة بيرمينغهام سجلات صحية إلكترونية مجهولة المصدر لنحو 2.4 مليون شخص في المملكة المتحدة إلى جانب فريق من الأطباء والباحثين من أنحاء إنجلترا.
وتضمنت البيانات التي تم الحصول عليها بين يناير (كانون الثاني) 2020 وأبريل (نيسان) 2021 سجلات 486149 شخصاً سبق وأصيبوا بالفيروس، و1.9 مليون شخص لم يظهروا إشارات على إصابتهم بالفيروس بعد مطابقة النتائج مع التشخيصات السريرية الأخرى.
من خلال استخدام بيانات من المرضى الذين لم يدخلوا إلى المستشفى، تمكن فريق الباحثين من تحديد الفئات الثلاث المختلفة من العوارض.
وفي هذا الإطار، قالت أنورادا سابرامينيان وهي زميلة باحثة في معهد دراسات الصحة التطبيقية في جامعة بيرمينغهام والمؤلفة الرئيسة للدراسة: "تضطلع تحليلات بياناتنا المتعلقة بعوامل الخطر بأهمية خاصة لأنها تساعدنا على تحديد ما الذي يتسبب أو يسهم في الإصابة بكورونا طويل الأمد". وأضافت: "إن النساء على سبيل المثال، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية. إن رؤية الاحتمالات المتزايدة لإصابة النساء بكورونا طويل الأمد في دراستنا تزيد من اهتمامنا في التحقق سواء أكانت المناعة الذاتية أو أسباب أخرى تفسر هذا الخطر المتزايد لدى النساء. من شأن هذه المراقبات أن تساعدنا على التركيز بشكل أساسي على العوامل التي تتيح لنا التحقق في ما الذي يمكنه أن يسبب هذه العوارض المستمرة بعد الإصابة، وكيف بوسعنا أن نساعد المرضى الذين يختبرون هذه العوارض".
نشرت نتائج الدراسة في مجلة "نايتشور ميديسين".
© The Independent