Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح مؤتمر المانحين في نيويورك في إنقاذ الـ "أونروا" سياسيا وماليا؟

يعتقد الفلسطينيون أن ورشة المنامة الاقتصادية جاءت لإفشال مؤتمر المانحين في نيويورك الخاص بدعم اللاجئين

مؤتمر شعبي في غزّة يحذر من حلّ الـ"أونروا" (أحمد حسب الله)

في الوقت الذي حدّدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ "أونروا" مؤتمراً لحشد الدعم والتمويل لها، عبر تبرعات من المانحين، لسدّ العجز المالي في ميزانيتها المقرّرة لعام 2019، دعت الولايات المتحدة إلى ورشة اقتصادية تُعقد في العاصمة البحرينية المنامة، تركّز على الجوانب الاقتصادية لخطة السلام الأميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن الفلسطينيين يعتقدون أنّ التوقيت الذي حددته أميركا لورشة المنامة، أتى متعمداً للتغطية على مؤتمر المانحين السنوي الذي يُقام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ويهدف إلى حشد المبلغ الناقص من موازنة الـ "أونروا"، والمقدّر بحوالى 211 مليون دولار من أصل 1.2 مليار دولار، وذلك فقط لاستكمال ما تبقى من عام 2019.

ما من بديل

وبحسب مراقبين، فإنّ الـ"أونروا" حدّدت موعد مؤتمرها للمانحين أوّلاً، وهو مؤتمر سنوي يُعقد في التوقيت ذاته من كلّ عام، ثم عيّنت واشنطن بعد ذلك توقيت ورشة المنامة الاقتصادية، لتتزامن مع اجتماع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمتبرعين لدعم ميزانية وكالة اللاجئين الفلسطينيين. يرى مراقبون أن غالبية الدول ستنشغل في الورشة الاقتصادية في المنامة، أكثر من حضورها وتبرعها إلى الـ"أونروا"، وبذلك تكون الخطّة الأميركية نجحت في عدم حشدِ تمويلٍ مناسبٍ لميزانية المنظمة الدولية الخاصة بغوث اللاجئين الفلسطينيين، ما يجعلها عرضةً للانهيار أو عاجزة عن استكمال المهام المكلّفة بها من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمر الذي تصبو إليه أميركا من خلال عدم تجديد تفويضها في سبتمبر (أيلول) المقبل.
في المقابل، قال المفوض العام للأونروا بيير كراهينبول "ليس هناك بديل مطروح على الطاولة إذا حُلّت الوكالة الدولية، وسط سعي الولايات المتحدة في هذا الاتجاه، ولم يأتِ أحد بعد بفكرة حول كيفية استبدال نموذج الأونروا، علماً أنّ هناك 280 ألف طالب في قطاع غزة، إلى أي مدرسة سيذهبون إذا توقّفت الأونروا عن العمل؟".


 



مشاركة ضعيفة

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرّرت في نهاية العام الماضي قطع التمويل بالكامل عن وكالة اللاجئين الفلسطينيين، المقدّر بحوالى 300 مليون دولار، ما جعل الوكالة في وضع حرج، إذ كانت المساهمة الأميركية تشكل نحو 50 في المئة من إجمالي تمويلها. وما زالت الوكالة الدولية تعاني من عجزٍ في ميزانيتها، وتلجأ إلى سد ذلك عبر عقد مؤتمرات للمانحين للتبرع لها لتكون قادرة على تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.
وقال الناطق الإعلامي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إنّ دعوات أُرسلت إلى كل الدول الأعضاء لحضور مؤتمر المانحين لدعم موازنة الـ"أونروا"، لكن معلومات حصريّة لـ "اندبندنت عربيّة" تفيد بأنّ 22 دولة فقط ستشارك في مؤتمر المانحين، في حين أن عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 193.
ولم يكن غريباً على الولايات المتحدة أن توجه دعوة إلى الأمم المتحدة والـ"أونروا" لحضور مؤتمر البحرين، لكنهما رفضتا ذلك. واكتفت الأمم المتحدة بإرسال منسقها للشؤون الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية إلى المنامة.
 

تخوّف من الفشل

وبحسب دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، فإنّ هناك تخوّفات كبيرة من عدم إمكانية توفير المبلغ الناقص من ميزانية الـ"أونروا"، في الوقت الذي يعلّق بيير كراهينبول أملا ًكبيراً على مؤتمر المانحين لحشد الدعم السياسي والمالي.
وحذرت دائرة شؤون اللاجئين من أن عدم توفير الدعم المالي الكافي لميزانية الـ"أونروا"، يهدد الخدمات (التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية وبرنامج الطوارئ) التي تقدمها إلى نحو 6 مليون لاجئ فلسطيني، في مناطق عملها الخمس (سوريا والأردن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزّة).
وصرح رئيس اللجنة الشعبية للاجئين (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) خالد السراج أن موازنة الـ"أونروا" لا تكفي إلا لنحو ستة أشهر مقبلة، وبذلك يكون العام الدراسي الجديد في خطر، لذلك منوط بأعضاء الأمم المتحدة توفير التمويل المطلوب للوكالة الدوليّة لضمان استمرار عملها. وأوضح أن "عقد مؤتمر المانحين يأتي لإنصاف الشعب الفلسطيني، وكتحدٍ للإدارة الأميركية التي ترغب في إنهاء الأونروا، أو تجفيف منابع الدعم والتمويل، لتصبح عاجزة عن تقديم الخدمات ويصبح وجودها غير ضروري"، لافتاً إلى أنه "إذا نجح مؤتمر المانحين في توفير الدعم المالي للوكالة، ستجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة التفويض كي تواصل عملها".
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


إفشال الـ"أونروا"
 

وقال السراج إن "أميركا عقدت ورشة المنامة حتى لا تتمكن الأونروا من توفير النقص في ميزانيتها، ويُعد ذلك خلطاً للأوراق من خلال العبث في الرؤيتين الدولية والعالمية لحل المشروع السياسي الفلسطيني المتمثل في حل الدولتين، والتوجه إلى المشروع الاقتصادي في ورشة البحرين، وإقناع العالم بأنهم دعموا الأونروا كثيراً من دون فائدة وأنّ الحل يكمن في إقامة مشاريع تساعد اللاجئين الفلسطينيين بعيداً من المؤسسة الدولية". وفي محاولة لإفشال الخطّة الأميركية في عدم تمويل الـ"أونروا"، تعمل السلطة الفلسطينية على إيجاد بدائل عربية ودوليّة عن الدعم الأميركي.
وفي هذا الإطار، ذكر رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي أنه تمّ الحديث مع عدد من الدول، وكذلك مع صندوق الوقف الإنمائي الذي أُقر في منظمة المؤتمر الإسلامي لدعم الـ"أونروا"، وذلك بهدف سد العجز المالي لديها والعمل على تجديد التفويض للوكالة قانونياً وسياسياً ومالياً وفقاً للشرعية الدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط