Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان... سجال بين "الاشتراكي" و"المستقبل" وجنبلاط يستشعر التضييق

تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري للتوسط بين الحليفين السابقين

النائب السابق وليد جنبلاط في قصره في بلدة المختارة (أ.ف.ب)

لم تكد تمضي ثلاثة أسابيع على الاشتباك "التويتري" بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والتيار السياسي الذي يتزعمه، المستقبل، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، على خلفية الخلاف الناجم عن المداورة على رئاسة بلدية شحيم التي كان سبق أن تم الاتفاق عليها بينهما، حتى تفجر الخلاف مجدداً بين المستقبليين والاشتراكيين، الأحد، بعد تصريح لوزير الصحة وائل أبو فاعور وصف فيه العلاقة مع تيار المستقبل، بأنها "ليست على ما يرام". وقال "لدينا ‏رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي. والمآل الطبيعي بالاستناد إلى العلاقة التاريخية بين الطرفين ‏أن يحصل نقاش وحوار بيننا وبين المستقبل لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي ‏المستقبلية، خصوصاً أن الأمر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف"، كاشفاً أن الحزب التقدمي ‏الاشتراكي واللقاء الديمقراطي لديهما رأي اعتراضي حول ما سمي بالتسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على ‏البلاد‎. هذا الموقف استدعى رداً من الحريري عبر "تويتر"، قال فيه "مشكلتكم يا إخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم. لما تعرفوا خبروني". فرد مفوض الإعلام في الحزب الاشتراكي رامي الريس على سؤال الحريري "نريد رئيس حكومة".

تغريدات متبادلة

هذه التغريدة أشعلت الحريري، وفتحت الباب واسعاً أمام حملة من المواقف كان مسرحها "تويتر". فاستهل النائب الاشتراكي بلال عبدالله الحملة بالرد على الحريري بالقول "مشكلتنا معك دولة الرئيس للأسف، أننا نعرف ونعلم ماذا تريد. وبماذا تفرط، خصوصاً بشيء ليس ملكك، وكيف تجاهد كل يوم لإضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر". كلام عبدالله استدعى رداً من النائب المستقبلي محمد الحجار الذي قال "عزيزي بلال، الرئيس الحريري ما بفرط بحقوق حداً، ولا بيقلب ألف قلبة، وببيع الحلفا عكل كوع ومفرق. مشكلة دولته معكن انو عزز بيئته. ما عدتو قادرين تبيعو عضهرها وتتاجرو وتبتزو باسم العلاقة معه ومعها. وخبر رفيقك رامي الريس إنو عنا رئيس حكومة معبي مركزه، بس ما عاد قادر يعبي جيوب تعودت عالغرف". ما دفع بعبدالله إلى الردّ مجدداً قائلاً "ردي الوحيد حول الحرص على البيئة التي لنا شرف تمثيلها، كيف يفسر لنا الفيتو على نجاح أبناء منطقتنا الباهر وبكفاءة، في مباراة الجمارك، وكيف يترك مجلس الخدمة المدنية، ملاذ أهل الإقليم، عرضة للتجريح والإساءة. احتراماً لبلدتي ومنطقتي لن أساجلك". وبدوره، ردّ النائب الاشتراكي هادي أبو الحسن "إذا بتحب دولتك تعرف شو بدنا! بكل احترام رح نقلك، بدّنا نشوف هالمشهد على طاولة مجلس الوزراء حتى يبقى الطائف بخير وما نفرط بالوصية".

ووسط هذه السجالات التي امتدت حتى ساعات المساء الأولى، قبل أن يتدخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتوسط بين الفريقين من أجل وقفها، كان رد عنيف من الحريري، الذي كتب "واضح أنكم عارفين. ساعة يلا هدنة إعلامية بعد نص ليل هجوم، بعدين بتسحبوا التويت واعتذار. على كل حال خلي الناس تكون الحكم، أو حتى هيدا ممنوع عندكم، وللعلم الي عم يحاول يرمي زيت على النار معي ما بيمشي". واتبع تغريدته بأخرى، وفيها "قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفاء... نكتة اليوم". وقد لخص الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، صورة ما آلت إليه السجالات بقوله إن "بيضة القبان انفقست"، مستشهداً بتغريدة سابقة للوزير السابق وئام وهاب، الذي كان فسر الخلافات المستجدة بنقص تمويل الحريري لجنبلاط. وقد جاء فيها "يا شيخ سعد، الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك، الله يرحمو. كان عندو الدوا. هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق، والكل طفران. بدك تتحمّل".

استدعى التصعيد عقد لقاء مسائي على مستوى المستشارين الوزير السابق غطاس خوري وأبو فاعور، انتهت إلى التفاهم على وقف السجالات، فيما غرد جنبلاط "إلى جميع الرفاق والمناصرين، مطالباً بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع ‏تيار المستقبل‎"‎.

استهداف جنبلاط

هل هذا يعني أن الأمور هدأت بين حليفي الماضي والركنين البارزين في تحالف 14 آذار أو أن للمواجهة الأخيرة تتمة، والأمور لن تتوقف عند هذا الحد؟

مصادر اشتراكية كشفت أن القصة ليست قصة خلاف مستجد، إنما "قلوب مليانة، لم تنجح مساعي التهدئة السابقة في تخفيف احتقانها، بسبب تراكمات الممارسات الجارية على الخطين". وعزت المصادر الموقف الجنبلاطي بأنه عائد إلى شعور واضح لدى الزعيم الدرزي بأن عملية استهدافه وتطويقه لم تعد حصراً على الخصوم، بل دخل على خطها الحليف الأقرب". وقالت إن جنبلاط يستشعر أن عملية التضييق تتجه إلى مزيد من التصعيد تمهيداً لحشره وإحراجه لإخراجه، بعدما باتت القوى التي تتولى هذه المهمة لمصلحة المحور السوري الإيراني في موقع يتيح لها عزل جنبلاط سياسياً ومالياً وحتى على مستوى دوره وحصته في العملية السياسية داخل السلطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، رفضت مصادر قريبة من تيار المستقبل السياسة التي ينتهجها جنبلاط من "أجل استدراج رئيس الحكومة إلى إحياء التحالف الآذاري الذي كان زعيم الاشتراكي البادئ في الخروج منه، عندما طرح نفسه بيضة قبان في ميزان القوى الداخلي، ثم ليعود فيميل إلى الدفة الأخرى". وقالت "أما وقد شعر اليوم جنبلاط بأن التحالف الوثيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة وضعه خارجاً، فإنه يسعى إلى استعادة موقع فقده بيده"، مؤكدة أن الحريري "ليس في وارد التراجع عن التحالف الذي يجمعه برئيس الجمهورية بما يؤمن مصلحة البلاد".

يرى النائب الاشتراكي مروان حمادة أن "الحزب التقدمي الاشتراكي يعرف ما يريد. كما أن الرئيس سعد الحريري يدرك أيضاً ما يريده، لكن المشكلة في أننا لم نعد نريد الأمر نفسه"، كاشفاً أن "المآخذ ليست وليدة الساعة، بل هي نتيجة تراكم طويل بدأ بعد التسوية الرئاسية، نظراً لتصرف أهل السلطة حيال أفرقاء التسوية، بدءاً من الاستفزاز المجاني المستمر إلى المواقف المناوئة في قانون الانتخاب والتحالفات الانتخابية والتعاطي مع الدستور والطائف".

هل سيؤدي هذا السجال إلى خروج وزيري الاشتراكي من الحكومة؟ يقول حمادة "لا أحد يريد ترك الحكومة، لكن طريقة تعاطي الفريق الحاكم لم تعد تطاق".

ويعرب حمادة عن اقتناعه بحاجة العلاقة بين تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي إلى مراجعة هادئة، لأن هناك شيئاً في الجمهورية اللبنانية "مش راكب"، لا بالأمن ولا بالاقتصاد ولا بالعلاقات الدولية، كما قال، "وقد تكون هناك حاجة لجمع الأفرقاء على الطاولة".

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة