تراجعت أسعار النفط بشكل حاد الخميس 21 يوليو (تموز)، مواصلة خسائرها لثاني جلسة على التوالي، إذ فاق تأثير مخاوف الطلب القلق حيال الإمدادات العالمية المحدودة، بعد أن كشفت بيانات حكومية أميركية ضعف استهلاك البنزين في موسم ذروة السفر الصيفي.
وبحلول الساعة 12:26 ظهراً بتوقيت غرينتش، هوت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي - تسليم سبتمبر (أيلول) بنسبة 3.7 في المئة أو 4 دولارات، دون مستوى 103 دولارات للبرميل عند 102.96 دولار، بعد تراجعها 0.4 في المئة الأربعاء.
كما نزلت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط - تسليم سبتمبر 3.90 سنت أو 3.90 في المئة، إلى 95.96 دولار للبرميل بعد هبوطها بنسبة 1.9 في المئة في الجلسة السابقة.
تعاملات متقلبة
تمر أسعار النفط بفترة من التعاملات المتقلبة، إذ اضطر التجار إلى تقليص المعروض العالمي بسبب فقدان البراميل الروسية في أعقاب الحرب على أوكرانيا، بالتزامن مع مخاوف الركود التي قد تضعف الطلب على النفط.
وتراجع الطلب على البنزين خلال ثلاثة أسابيع من الأسابيع الأربعة الماضية، وهي خطوة غير عادية في هذا الوقت من العام، وانخفض متوسط استهلاك البنزين في الولايات المتحدة لأربعة أسابيع 2.9 في المئة إلى 8.73 مليون برميل يومياً في 8 يوليو. كان ذلك أدنى معدل طلب موسمي تسجله الولايات المتحدة منذ 21 عاماً مع استثناء 2020 عندما أغلق الوباء العالم.
وعلى الرغم من أنها بيانات أسبوع واحد فقط، إلا أنها تثير تساؤلات حول قوة الطلب على الوقود في أكبر مستهلك للخام في العالم، وما إذا كانت الأسعار مرتفعة بما يكفي لفترة كافية كي تحدث تغييراً جوهرياً دائماً في سلوك المستهلك.
تراجع مخزونات النفط الأميركية
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء، أن مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي في حين زاد مخزون البنزين.
وبحسب بيانات الوكالة الحكومية، هبطت مخزونات الخام من 446 ألف برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 15 يوليو إلى 426.6 مليون برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، قد توقعوا زيادة قدرها 1.4 مليون برميل.
وارتفع مخزون الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما بمقدار 1.1 مليون برميل.
وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين الأميركية ارتفعت 3.5 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 228.4 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى زيادة قدرها 71 ألف برميل.
وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة وغيرهما، بمقدار 1.3 مليون برميل إلى 112.5 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تزيد 1.2 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفض الأسبوع الماضي بمقدار 891 ألف برميل يومياً إلى 2.76 مليون برميل يومياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
موسكو ترفض اقتراح "سقف الأسعار"
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن موسكو لن تورد النفط إلى السوق العالمية إذا فُرض سقف للأسعار أقل من تكلفة الإنتاج، حسبما أفادت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية.
ونقلت الوكالة عن نوفاك قوله: "إذا كانت هذه الأسعار التي يتحدثون عنها أقل من تكلفة إنتاج النفط، عندئذ فإن روسيا بالطبع لن تضمن توريد هذا النفط إلى الأسواق العالمية. هذا يعني أننا ببساطة لن نعمل بخسارة".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين الأربعاء، إن أسعار النفط ستشهد زيادات حادة إذا فُرض سقف.
وتحث وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين على وضع سقف لدفع أسعار النفط للانخفاض، وجعل الأمر أكثر صعوبة على موسكو لتمويل هجومها على أوكرانيا.
وتزيد الصين والهند والبرازيل وبعض الدول في أفريقيا والشرق الأوسط واردات الطاقة من روسيا، التي تبيع بخصومات حادة عن خامات القياس العالمية، لأن الكثير من شركات التكرير الأوروبية توقفت عن شراء النفط الروسي.
ارتفاع إنتاج روسيا من النفط والغاز
وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاء الروسي (روستات) نشرت الأربعاء، أن إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز ارتفع إلى 43.2 مليون طن، أو 10.21 مليون برميل يومياً في مايو (أيار) الماضي.
ويشير ذلك إلى زيادة عن الرقم المسجل في أبريل (نيسان) البالغ 10.04 مليون برميل يومياً.
وقدم الرئيس بوتين بالفعل رقماً عند 10.7 مليون برميل يومياً في يونيو (حزيران)، مشيراً إلى أنه دليل على أن وضع الوقود والطاقة في البلاد يبقى مستقراً على الرغم من العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وتنشر الحكومة الروسية عدداً أقل من الإحصاءات عن إنتاج النفط والغاز منذ أبريل، بعد أن أطلقت ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.
استئناف تدفق الغاز الروسي إلى ألمانيا
استؤنفت شحنات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1"، الذي يمثل أكثر من ثلث صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي الخميس، بعد إجراء عمليات صيانة، ما هدأ المخاوف من تمديد فترة الصيانة.
وأكدت الشركة المشغلة للخط، والتي تحمل الاسم نفسه، أن "غازبروم" الروسية، أعادت تدفق الغاز إلى ألمانيا بعد انتهاء أعمال الصيانة التي استمرت 10 أيام.
وأضافت الشركة أن تدفق الغاز الروسي عبر الخط الذي يربط بين روسيا وألمانيا سيكون بنسبة 40 في المئة، وهي السعة ذاتها التي كان يعمل بها الخط قبيل بدء أعمال الصيانة.
وكان خط الأنابيب "نورد ستريم 1" توقف من أجل الصيانة السنوية في 11 يوليو الحالي.
عودة الإمدادات الليبية
وانحسرت المخاوف بشأن الإمدادات الليبية، إذ قالت المؤسسة الوطنية للنفط الأربعاء، إن إنتاج الخام استؤنف في حقول نفطية عدة بعد رفع حالة القوة القاهرة عن صادرات النفط الأسبوع الماضي.