Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فترة حضانة كورونا تتعلق بالمدة التي تنقل فيها العدوى للآخرين

تحذير من موجة خامسة في بريطانيا مع ارتفاع معدل حالات الدخول إلى المستشفى

أنابيب مختبر كتب عليها أنها تحتوي عينات إيجابية من السلالة المتحورة أوميكرون المشتقة من فيروس كوفيد 19 بتاريخ 15 يناير 2022 (رويترز)

مع ارتفاع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بين صفوف المصابين بكورونا، حذر خبراء بريطانيون من أن البلاد تمر بموجة خامسة من الإصابات بفيروس "كوفيد- 19" مدفوعة بالمتحورتين "بي أي. 4" BA.4 و"بي أي. 5" BA.5 المتفرعتين من سلالة "أوميكرون".

وبصورة عامة، عادت الحياة في معظم أوجهها إلى سابق عهدها منذ الإلغاء النهائي للقيود الاجتماعية في 24 فبراير (شباط) 2022، إذ صارت الكمامات الواقية، والتباعد الاجتماعي، ومعقم اليدين في طي النسيان بالنسبة إلى غالبية الناس. وترافق ذلك مع تحول التركيز الوطني إلى "بارتي غيت" [حفلات أقيمت في مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت" في خرق لقواعد الإغلاق التي فرضتها الحكومة البريطانية للحد من انتشار كورونا]، والحرب في أوكرانيا، وأزمة ارتفاع تكلفة المعيشة.

وفي المقابل، شهدت البلاد المتحدة ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً بـ43 في المئة لحالات "كوفيد" في بداية يونيو (حزيران) الماضي، مرده على ما يبدو إلى أن الناس اجتمعوا معاً في احتفالات استمرت أربعة أيام طوال عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة اليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة إليزابيث على العرش.

كذلك تظهر أحدث الأرقام حصول 1.7 مليون شخص على نتيجة "موجبة" [تأكيد الإصابة] في اختبارات الكشف عن الفيروس، وذلك في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، بزيادة أسبوعية تبلغ 23 في المئة.

ويبعث على قلق أكبر أن حالات الدخول إلى المستشفيات ارتفعت بـ31 في المئة على أساس أسبوعي، إذ قفزت بمعدل يفوق معدل عودة "أوميكرون" الأخيرة في مارس (آذار) الماضي.

في ذلك الصدد، حذر مسؤولو الرعاية الصحية من أن حصول تفش جديد للفيروس سيطرح تأثيراً سلبياً كبيراً على هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" التي تواجه أصلاً خطر الانهيار نتيجة الأعباء الملقاة على كاهلها. وكذلك أعربوا عن قلقهم في شأن عودة الفعاليات الحية الكبرى من قبيل مهرجان "غلاستونبيري" Glastonbury وكرنفال "نوتينغ هيل" Notting Hill Carnival، و"مهرجان إدنبرة" Edinburgh Festival، التي من شأنها أن تكون مواقع يسودها تفش فائق للفيروس في حال عدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

وتذكيراً، حدثت الطفرة الأخيرة الكبيرة في الحالات في ديسمبر (كانون الأول) 2021 ويناير (كانون الثاني) 2022، نتيجة متحورة "أوميكرون" التي انتشرت بسرعة حول العالم بعد رصدها في جنوب أفريقيا في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، فهددت مجدداً احتفالات عيد الميلاد ودفعت إلى طرح جرعات تحصينية معززة [من لقاح كورونا].

وإذ تبين أن السلالة المتحورة "أوميكرون" أقل خطورة مقارنة مع نظيرتيها السابقتين، أي متحورتي "ألفا" و"دلتا"، إلا أنها أثبتت قدرة أكبر على العدوى منهما، إذ ارتفع إجمالي عدد الإصابات اليومية منها في إنجلترا حتى بلغت الحصيلة الأعلى منذ بدء الجائحة 218 ألفاً و724 حالة في 4 يناير 2022، وفق "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة"، قبل أن تتراجع تدريجياً.

منذ ذلك الحين، طرحت البلاد جرعات معززة ثانية اقتصرت على من تخطوا الـ75 عاماً من العمر، لأن المناعة قد تكون بدأت في التضاؤل، ما دفع إلى إطلاق دعوات جديدة لتلقي الجرعات التحصينية على نطاق أوسع هذا الخريف.

إذ اقترح أحد المحللين الرئيسين في مجموعة "تقييم وتحليل مخاطر كوفيد" Covid Actuaries، جون روبرتس، أنه "إذا كنا سنواجه موجة أخرى من الفيروس، فربما يتعين علينا إعادة التفكير" في طرح الجرعات التحصينية المعززة".

وتذكيراً، فحينما وصلت "أوميكرون" في الشتاء الماضي، توجب على مسؤولي الصحة العامة أن يعرفوا بسرعة أوجه اختلاف هذه المتحورة عن سلالة كورونا الأصلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين قدرت "منظمة الصحة العالمية" أن أعراض المرض تستغرق ما بين يومين إلى أسبوعين حتى تظهر لدى من تصيبهم السلالة الأولى فيروس كورونا، تبين أن فترة حضانة "أوميكرون" [الفترة الفاصلة بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض] أسرع كثيراً، وتتراوح بين نحو ثلاثة وخمسة أيام.

وفي ذلك الصدد، نقل وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد إلى مجلس العموم البريطاني في 6 ديسمبر 2021 أن "التحليل الأخير الصادر من "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" يشير إلى أن الفترة الفاصلة بين العدوى ونقل العدوى ربما تكون أقصر بالنسبة إلى "أوميكرون" مقارنة مع نظيرتها المتحورة "دلتا" [المتفرعة من أوميكرون]".

توضح هذه الحقيقة لماذا استطاعت المتحورة الأخيرة الانتشار بسرعة، ذلك أن فترة حضانة المرض القصيرة لم تعط المرضى سوى فترة شديدة القصر بين الاشتباه في إصابتهم بالفيروس ومكابدتهم الأعراض، ما قلل تالياً من احتمال إعطاء اختبار "التدفق الجانبي" lateral flow test [اختبار يجرى في المنازل غالباً، وقد راج استعماله في الفترة التي وفرته بريطانيا مجاناً لمواطنيها] نتيجة موجبة [بمعنى تقصي الإصابة بالفيروس] في الوقت المناسب لتحذير الآخرين، والالتزام بالعزلة الذاتية، والحيلولة دون انتقال العدوى.

وفي الواقع، إن فترة الحضانة الأقصر "تجعل السيطرة على الفيروس أكثر صعوبة بأشواط"، وفق ما نقلته مجلة "ذا أتلانتيك" في الشهر نفسه عن جينيفر نوزو، عالمة في الأوبئة في "مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي".

كذلك تتمثل الخاصية التي جعلت رصد متحورة "أوميكرون" أكثر صعوبة ربما من السلالات السابقة، في أن أعراضها تختلف إلى حد ما عن المؤشرات الأساسية الثلاثة التي اعتدنا أن نتنبه منها في عام 2020، ألا وهي السعال، والحمى، وفقدان حاستي التذوق أو الشم.

وعلى النقيض من ذلك، تضمنت علامات الإنذار المبكرة للمتحورات الأحدث [أوميكرون وفرعيها بي أي.4 وبي أي.5] ظهور حكة وألم في الحلق، وآلام في أسفل الظهر، وسيلان أو انسداد في الأنف، وصداع وآلام في العضلات، فضلاً عن الإصابة بإرهاق، وعطس، وتعرق ليلي.

واستناداً إلى تحليل إصابات من "أوميكرون" في بريطانيا، تبين أن المرضى تعافوا عادة في غضون خمسة أيام إلى أسبوع في المتوسط، علماً بأن بعض الأعراض كالسعال والتعب ربما تستمر لفترة أطول.

وثبت غالباً أن ضيق التنفس الذي عاناه بعض المصابين، استمر لمدة تصل حتى 13 يوماً بعد زوال الأعراض الأخرى.

وبصورة عامة، ثمة اعتقاد سائد بأن مرضى كورونا ينقلون العدوى إلى الآخرين قبل يومين تقريباً من بدء الأعراض الأولى في الظهور وطوال 10 أيام بعد ذلك.

إذا كنت تعتقد أنك تعاني أعراضاً متصلة بفيروس كورونا، فإن النصيحة الحالية من "الخدمات الصحية الوطنية" تتمثل في إجراء اختبار "التدفق الجانبي"، واللجوء إلى العزلة المنزلية لمدة خمسة أيام إذا كانت نتيجة الاختبار موجبة، بغية تجنب نقل العدوى إلى الآخرين (يتوجب عليك أن تبتعد طوال 10 أيام عن أي شخص ربما يكون ضعيفاً جداً من الناحية الصحية بسبب سنه أو حالة مرضية يكابدها أصلاً).

إذا اضطررت إلى الخروج إلى الأماكن العامة، نحثك على ارتداء الكمامة، وتجنب الأماكن الداخلية المزدحمة، وغسل يديك لمدة 20 ثانية على أقل تقدير.

إذا كنت قلقاً في شأن أعراضك أو تعتقد أنها تزداد سوءاً، ينصح بزيارة 111.nhs.uk، أو الاتصال على الرقم 111 في المملكة المتحدة، أو التواصل مع عيادة الطبيب العام المحلي.

 

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 19 يوليو 2022

© The Independent

المزيد من صحة