Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض فني لإبداعات العشرينيات في قصر عائشة فهمي بالقاهرة

يضم أعمالاً تشكيلية لرواد هذه الحقبة ويلقي الضوء على أهم المدارس الفنية السائدة وقتها

أضافت قاعات قصر عائشة فهمي الفاخرة بعداً آخر للمعرض بقيمتها التاريخية (اندبندنت عربية)

تحت عنوان "الفن المصري في عشرينيات القرن الماضي" يقيم مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي الواقع في منطقة الزمالك بالقاهرة معرضاً يضم أعمالاً تشكيلية لرواد الحركة الفنية في مصر خلال هذه الفترة.
ويأتي هذا المعرض ضمن احتفاء وزارة الثقافة المصرية بحقبة عشرينيات القرن الماضي بتنظيم مجموعة من الفعاليات المتنوعة والثرية تعكس نماذج من مختلف ألوان الإبداع التي تم إنتاجها خلال تلك الفترة بمشاركة كل قطاعات وزارة الثقافة.
ويأخذ المعرض زائريه في رحلة عبر الزمن ليعودوا 100 عام إلى الوراء سواء في فخامة القصر حيث يُقام المعرض، أو في ذلك الجمع المتنوع من أعمال رواد الفن التشكيلي خلال هذه الفترة الثرية من التاريخ المصري التي شهدت انطلاقات عدة في كثير من المجالات من بينها الفنون بكافة أنواعها، ليمثل مرجعاً يمكن زائر المعرض من التعرف على لمحات من إبداعات الفنانين المتنوعة خلال هذه المرحلة.
ويضم المعرض حوالى 90 عملاً لـ 20 فناناً من رواد حقبة العشرينيات من بينهم محمود مختار ومحمود سعيد وراغب عياد ويوسف كامل وجورج صباغ ومحمد حسن وإيمي نمر وسوزان عدلي وشعبان زكي وغيرهم من رواد هذه الحقبة، الذين شكلت أعمالهم ملامح تلك الفترة المهمة من مسيرة الفن المصري. وتتنوع المعروضات بين لوحات تعكس الثقافة الشعبية المصرية وأخرى تصور مناظر طبيعية تنتمي إلى المدرسة الانطباعية التي كانت سائدة ومزدهرة خلال تلك الفترة إلى جانب مجموعة متميزة من البورتريهات، إضافة إلى بعض الأعمال النحتية المتميزة. وتنوعت الخامات المستخدَمة في اللوحات ما بين الألوان الزيتية والمائية والباستيل بينما تنوعت الخامات المستخدمة في النحت ما بين البرونز والرخام.
ومن بين أبرز المعروضات بورتريه رسمه الفنان محمود سعيد لوالدته يعود إلى عام 1921، ولوحة لعلي الأهواني بعنوان "حي اللبانة" وأخرى بعنوان "حي المتولي" وكلاهما تعكسان الثقافة الشعبية المصرية. ومن بين المعروضات المميزة مجموعة لوحات كاريكاتير نادرة لمحمود مختار من بينها لوحة يصور فيها سعد زغلول، ولوحة لراغب عياد بعنوان "الزار" تعود إلى عام 1925. ويلفت المعرض النظر إلى إبداعات العنصر النسائي في هذه الحقبة من خلال لوحات للفنانتين إيمي نمر وسوزان عدلي.
وكانت أبرز المنحوتات في المعرض هي أعمال محمود مختار وأبرزها تمثال من البرونز بعنوان الفقراء الثلاثة يعود إلى عام 1929، وتمثال من الرخام لرأس عبد الخالق باشا ثروت يعود إلى عام 1927، ومجموعة تماثيل تمثل الفلاحة المصرية في أشكال متعددة.


فترة تحول في المجتمع المصري

ويقول إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي عن المعرض إن "فترة العشرينيات شهدت تحولاً كبيراً في معظم نواحي الحياة في مصر اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، فبعد ثورة 1919  ظهرت ملامح جديدة لشكل الحياة في مصر وهذا شائع بعد الثورات عموماً، ومن بين أكثر هذه التحولات وجود طفرة كبيرة في الجانب الثقافي والفنون المختلفة فهذه المرحلة كانت فترة ذهبية للفنون في مصر ومن بينها الفنون التشكيلية، حيث ظهرت أعمال عظيمة لهؤلاء الفنانين في الرسم والنحت". ويضيف اللبان "على الرغم من إنشاء كلية للفنون الجميلة في مصر منذ عام 1908، إلا أن انعكاسها الحقيقي على المجتمع ظهر مع حقبة العشرينيات بوجود طفرة حقيقية في الفن التشكيلي المصري وظهور جيل مارس الفنون بشكل احترافي وأصبح هناك إنتاج فني ومدارس فنية واضحة انعكست على المجتمع كله وأضافت للفن التشكيلي في مصر، فتربع على عرش حقبة العشرينيات فنانون مثل محمود مختار ومحمود سعيد ويوسف كامل وراغب عياد وغيرهم من رواد الحركة التشكيلية في مصر الذين حملوا على عواتقهم إرساء قواعدها لتكمل من بعدهم أجيال من الفنانين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


النحت في حقبة العشرينيات

لم تقتصر إبداعات النهضة الفنية في مصر على الرسم فقط وإنما امتدت إلى فن النحت الذي كان له نتاج مميز خلال هذه الحقبة، فيقول اللبان "كان للنحت نصيب كبير من فناني العشرينيات وعلى رأسهم محمود مختار الذي أبدع تمثال نهضة مصر في عام 1928، والذي يُعد من وقتها وحتى الآن من روائع فن النحت في العصر الحديث.

 ومن بين مظاهر أهمية الفنون في مجتمع العشرينيات أن الشعب المصري اكتتب من أمواله لاستكمال التمثال الواقع في الميدان الذي يحمل اسمه حتى الآن، والذي يُعد من السمات المميزة لهذه المنطقة على مدار السنوات". ويضيف أن "المعرض الحالي يضم إلى جانب اللوحات أعمالاً نحتية تعود إلى هذه الفترة فيعرض ما يزيد على 20 عملاً من الأعمال النحتية لمحمود مختار الذي يُعد واحداً من رواد النحت في العصر الحديث وواحداً من أهم الفنانين الذين يجب الإشارة إليهم عند الحديث عن رواد الحركة الفنية خلال هذه الحقبة".

قصر عائشة فهمي

وعن قصر عائشة فهمي المقام فيه المعرض يروي اللبان أن "القصر في ذاته قيمة معمارية كبيرة وهو واحد من أجمل القصور في القاهرة وله تاريخ كبير، وتحوله إلى مجمع للفنون أضاف إليه قيمة أخرى بكون زائر القصر يستمتع بزيارة واحد من القصور التاريخية العريقة، وفي الوقت ذاته يطلع على روائع الفن التشكيلي، فطابع المكان ورونقه يفرض نوعية المعارض المقامة فيه أن تكون على المستوى نفسه، وهو ما نحرص عليه دائماً سواء كانت معارض لتراثنا الفني أو للفنون المعاصرة".

المزيد من ثقافة