استعاد الجيش البريطاني السيطرة على حسابه على موقع "تويتر" وقناته على "يوتيوب"، الأحد الثالث من يوليو (تموز)، بعد اختراقهما لفترة وجيزة واستخدامهما لنشر تعليقات عن عملات مشفرة ورموز غير قابلة للاستبدال.
وقال منشور على حساب الجيش البريطاني على "تويتر"، "نعتذر عن انقطاع بثّنا المؤقت. سنُجري تحقيقاً كاملاً، ونتعلم من هذه الحادثة". وفي وقت سابق، أعاد الحساب نشر عدد من التغريدات حول الرموز غير القابلة للاستبدال. كما تمت استعادة قناة الجيش على موقع "يوتيوب" بعد تغيير اسمها إلى "آرك إنفست"، ونشر عدد من مقاطع الفيديو المتعلقة بالعملات المشفرة. و"آرك إنفست" هو اسم شركة استثمار عالمية. ولم ترد الشركة حتى الآن على طلب للتعليق.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية يوم الأحد فتح تحقيق بعد الاختراق. وقالت الوزارة على "تويتر"، "نحن على عِلم بخرق لحسابات الجيش على (تويتر) و(يوتيوب)، والتحقيق جارٍ".
وأضافت، "يأخذ الجيش أمن المعلومات على محمل الجد ونحن بصدد معالجة المشكلة. حتى يكتمل التحقيق، وسيكون من غير المناسب تقديم مزيد من التعليقات".
وظهرت فيديوهات حول العملات المشفرة وصور لرجل الأعمال إيلون ماسك على قناة الجيش على "يوتيوب"، بينما أعاد الحساب الرسمي للجيش على "تويتر" تغريد عدد من الرسائل المتصلة بالرموز غير القابلة للاستبدال "أن أف تي" (non-fungible token).
ويبلغ عدد متابعي حساب الجيش البريطاني على "تويتر" 362 ألفاً، بينما يبلغ عدد مشتركي القناة 177 ألفاً.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد استهدفت بهجوم إلكتروني وصف بـ"الخطر"، في يناير (كانون الثاني) الماضي، مما اضطر المسؤولين إلى طلب المساعدة الخارجية. وصنفت وقتها تفاصيل ما جرى بـ"السرية للغاية"، على الرغم من أن وكالات الاستخبارات البريطانية حذرت الإدارات الحكومية من أنها يجب أن تستعد للهجمات الإلكترونية من روسيا، وسط توترات في شأن الأزمة الأوكرانية.
وذكرت المعلومات حينها، أن الخارجية كانت هدفاً "لحادثة أمن إلكترونية خطرة لا يمكن كشف تفاصيلها"، ودفع مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO) ، 467.3 ألف جنيه استرليني (633.5 ألف دولار أميركي) في مقابل مساعدة شركة الأمن السيبراني "بي إيه إيه سيستيمز أبلايد أنتليجينس" بعد إصدار عقد "محلل الأعمال والدعم الفني لتحليل حادثة أمن إلكترونية تابعة للسلطة"، انتهى في 12 يناير 2022. ويعمل في المكتب أكثر من 17 ألف موظف بما في ذلك 280 سفارة خارجية ولجان عالية.
كما كانت "نيوز كورب" و"التايمز" و"صنداي تايمز" على ما يبدو هدفاً "لنشاط هجوم متواصل على مستوى الدولة"، يعتقد أنه مرتبط بالصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستهدف الهجوم، الذي اكتشف في 20 يناير (كانون الثاني)، رسائل بريد إلكتروني ووثائق بعض الموظفين، بينهم صحافيون، كما أثر في العمليات الإخبارية للشركة بالولايات المتحدة، بما في ذلك مطبوعات "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست".
وفي تنبيه إلكتروني لموظفي "نيوز كورب"، قال كبير مسؤولي التكنولوجيا ديفيد كلاين، وكبير مسؤولي أمن المعلومات بيلي أو برايان، إن التحليل الأولي يشير إلى أن مشاركة الحكومة الأجنبية قد تكون مرتبطة بالنشاط، وأن بعض البيانات قد أخذت.
ولم يكن تشكيل الاتحاد الأوروبي لوكالة "الأمن السيبراني" ودرسه إنشاء "درع إلكتروني" من فراغ، فالهجمات السيبرانية (الإلكترونية) أصبحت أكبر مصادر تهدد الأمن القومي لدول العالم تماماً مثل أسلحة الدمار الشامل والتغير المناخي، وقد تصل كلفتها إلى نحو 10 تريليونات دولار في عام 2025.
وباتت الهجمات السيبرانية ميداناً لممارسة النفوذ العالمي والتنافس الدولي عبر تعطيل مواقع حيوية للدول، وأخذ الصراع بين دول العالم يتجه نحو الحروب السيبرانية بسبب ازدياد الاعتماد في أوجه الحياة كافة على الحواسيب في ظل الثورة المعلوماتية، ولذلك اضطرت دول العالم إلى تعزيز قدراتها الهجومية السيبرانية وتقوية مناعتها الدفاعية ضدها، عبر تطوير برامج لتحصين برامجها الإلكترونية.
وتهدف الهجمات السيبرانية إلى تعطيل أنظمة المعلومات وبنيتها التحتية أو تدميرها أو سرقة بياناتها، وقد يقف وراءها قراصنة أو دول لتحقيق الربح المالي.
كما أصدر المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC)، وهو جزء من مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ)، تحذيراً للمنظمات والشركات لتكثيف دفاعاتها الإلكترونية "للبقاء في طليعة التهديد المحتمل" الذي يواجه البلاد.
وجاء التحذير رداً على "الحوادث السيبرانية الأخيرة في أوكرانيا"، بما في ذلك هجوم كبير على مواقع حكومية واكتشاف برامج ضارة مدمرة في الأنظمة الأوكرانية.
وقال مدير العمليات في المركز الوطني للأسلحة النارية، بول تشيتشيستر، إن المملكة المتحدة لاحظت نمطاً من السلوك الروسي على مدى سنوات، وأن الأحداث في أوكرانيا "تحمل بصمات نشاط روسي مماثل لما لاحظناه من قبل".
إضافة إلى ذلك، قالت "مايكروسوفت" سابقاً إنها لاحظت وجود برامج ضارة مدمرة في أنظمة تابعة لعدد من الوكالات الحكومية الأوكرانية والمنظمات التي تعمل بشكل وثيق مع الحكومة.
وأخفي البرنامج الضار على أنه "فدية"، وإذا نشط بواسطة المهاجم فسيؤدي إلى تعطيل نظام الكمبيوتر المصاب.
وتعرض مئات الآلاف من طلاب المجلس الثقافي البريطاني أيضاً إلى اختراق بياناتهم الشخصية وتفاصيل تسجيل الدخول الخاصة بهم.
وقال متحدث باسم مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، "نحن لا نعلق على الأمن، لكن لدينا أنظمة للكشف والدفاع ضد الحوادث السيبرانية المحتملة".