حذرت ميشيل أونيل من أن خطة الحكومة البريطانية لاستنان تشريع يلغي بروتوكول إيرلندا الشمالية، ستخلف "تبعات سياسية واقتصادية وخيمة".
وقالت زعيمة شين فين في الحكومة الإقليمية إن خطة بوريس جونسون لتجاوز أجزاء من البروتوكول "تدق نواقيس خطر" في مختلف أنحاء أوروبا وأميركا.
وفي خطاب لها أثناء الاحتفال السنوي بذكرى وولف تون [شخصية ثورية إيرلندية من القرن الـ 18] في بودنستاون بمقاطعة كليدير [بجمهورية إيرلندا]، قالت رئيسة الوزراء المكلفة للحشد إن نجاح البروتوكول "حقيقة لا يمكن دحضها"، مضيفة "بوريس جونسون غير قادر على تقبل هذه الحقيقة بطريقة صريحة ونزيهة وصادقة".
وأكملت، "تطلق المحاولات التي بذلها بوريس جونسون هذا الأسبوع لتخريب البروتوكول بكل وضوح نواقيس خطر في مختلف أنحاء إيرلندا وبريطانيا وأوروبا وأميركا، مما ينبه جميع أولئك الذين يقدرون اتفاق الجمعة العظيمة [اتفاق السلام في إيرلندا الشمالية] ويهتمون بشدة بحماية سلامنا وتقدمنا على مدى ربع القرن الماضي".
وأشارت، "ليس من قبيل الاستخفاف القول بأن هذه الحكومة البريطانية تتجاهل القانون الدولي في نزوة بهذه الطريقة المتهورة، ولا يصب ذلك إلا في مصلحتها الذاتية الأنانية. يعرف بوريس جونسون أن المقامرة بالبروتوكول يعرض الاتفاق الذي أبرمته الحكومة البريطانية مع الاتحاد الأوروبي حول انسحابها منه، وعلاقتها التجارية المستقبلية معه إلى عواقب سياسية واقتصادية هائلة.
"إن المحافظين ليس لديهم أي تفويض على هذه الجزيرة، إنما تملكها الغالبية بين أعضاء المجلس التشريعي [الإيرلندي الشمالي] المنتخبين أخيراً، وهناك غالبية في المجلس تؤيد البروتوكول لأنه ينجح، ويمنحنا القدرة المستمرة على الوصول إلى السوق الأوروبية المشتركة، ويولد فرص عمل ومنافع اقتصادية".
ودعت السيدة أونيل إيرلندا الشمالية كلها إلى الانضمام مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت إن الحكومة الإيرلندية "يجب أن تخطط لتغيير دستوري"، مضيفة "نحن في حاجة إلى انضمام [الجزيرة] الإيرلندية كلها مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي".
وتابعت، "نحن في حاجة إلى خدمة صحية وطنية إيرلندية مجانية من بدايتها، وفي حاجة إلى أن نتعامل مع أزمة المناخ في جزيرتنا. نحن في حاجة إلى إنهاء ازدواجية الخدمات العامة وفي حاجة إلى تعزيز الإمكانات والفرص الاقتصادية الكاملة إلى حدها الأقصى لكل من يتشاركون هذه الجزيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأت "بالنسبة إلى العديد من الناس يتزايد الإحباط ونفاد الصبر وإلحاح التغيير. هناك تحد مباشر ومسؤولية تقع على عاتق الحكومة الإيرلندية القائمة اليوم للتخطيط لتغيير دستوري. من أجل تجنب الأخطار والتهديدات والصعوبات التي جلبها استفتاء (بريكست) في بريطانيا".
كذلك قالت السيدة أونيل أمام الحشد بأن نجاح "شين فين" أخيراً في انتخابات مجلس إيرلندا الشمالية يعكس "المواقف العامة المتغيرة".
وتبوأ "شين فين" للمرة الأولى صدارة التمثيل في مجلس التشريعي في إيرلندا الشمالية بحصوله على 27 مقعداً.
ويمنع الحزب الاتحادي الديمقراطي [حزب داعم للاتحاد مع بريطانيا] إنشاء مجلس تنفيذي وزاري جديد في أعقاب انتخابات المجلس التي جرت الشهر الماضي احتجاجاً على البروتوكول الذي أنشأ حواجز اقتصادية بين إيرلندا الشمالية وبقية المملكة المتحدة.
وكررت السيدة أونيل نداءها إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي لتشكيل مجلس تنفيذي.
وأضافت، "بصرف النظر عن الخلفيات الدينية أو السياسية أو الاجتماعية، يتلخص التزامنا في جعل العمل السياسي ينجح من خلال الشراكة والتعاون والعمل مع الآخرين الذين يريدون التقدم"، مؤكدة "(شين فين) يريد العمل مع الآخرين بغرض تحقيق إنجازات للناس. نحن على استعداد الآن لتشكيل مجلس تنفيذي".
وتابعت، "يتعين علينا أن نضع أكثر من 400 مليون جنيه استرليني (نحو 490 مليون دولار) في جيوب الناس للمساعدة في التعامل مع كلف المعيشة، ومليار يورو إضافية في الخدمات الصحية للحد من قوائم الانتظار، ودعم الخدمات المخصصة لمرضى السرطان والصحة العقلية، وتوظيف مزيد من الأطباء والممرضات. إن العاملين والعائلات يعانون وهم يحتاجون إلى مساعدتنا".
وختمت بالقول، "يتعين على الحزب الاتحادي الديمقراطي أن يتوقف عن عرقلة تشكيل المجلس التنفيذي حتى نتمكن من إعطاء الأشخاص تلك المساعدة في الحال".
نُشر في "اندبندنت" بتاريخ 20 يونيو 2022
© The Independent