حرم المئات من قوات المظليين في الجيش البريطاني من فرصة الانتشار في البلقان كعقاب لهم بعد انتشار فيديوهات لحفلات جنس جماعي بالتراضي في إحدى الثكنات العسكرية، كما نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، الجمعة.
وفي رسالة موجهة للجنرالات والضباط المسؤولين عن تلك الكتائب، قال قائد الجيش الجديد الجنرال سير باتريك ساندرز، إنه ليس مستعداً "للمخاطرة بالمهمة (التي كانوا سيرسلون إليها) أو بسمعة الجيش البريطاني" بإرسال تلك القوات إلى الخارج. وسيخسر الجنود من فوج المظليين في الكتيبة الثالثة فرصة الحصول على ميدالية وعلى أجر إضافي، وسيقضون الأسابيع التي كان يفترض أن يقضوها في البلقان "للتفكير في الأمر الذي قصروا فيه عما نتوقعه جميعاً من جيشنا"، بحسب رسالة ساندرز.
لم يمض أسبوع على تولي ساندرز موقعه الجديد كرئيس لهيئة أركان الجيش البريطاني، حيث كان يشغل منصب رئيس القيادة الاستراتيجية في الجيش. وكتب الجنرال في رسالته، مساء الخميس: "رسالتي للجيش في غاية الوضوح: إن الترخيص لنا بالعمل يستند إلى الثقة والجدية، وعلينا أن نلزم أنفسنا بأعلى المعايير والأصول".
كان قد تم الكشف هذا الأسبوع عن أن ثمانية مظليين من الجيش يخضعون لتحقيقات الشرطة بعدما تم تصويرهم يمارسون الجنس الجماعي مع امرأة مدنية.
وتم استدعاء الشرطة العسكرية الملكية بعد انتشار فيديو جنسي يصور المرأة تمارس الجنس مع الجنود من فوج الهجوم الجوي 16 بينما عشرات الجنود الآخرين يشاهدون الحدث. وبحسب الصحيفة، يعتقد أنه تم تهريب المرأة إلى ثكنات ميرفيل في كولشستر بمقاطعة إسكس لأكثر من 30 مرة على مدى 5 أشهر، أي بمعدل مرة كل 5 أيام تقريباً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورغم أن تحقيقات الشرطة العسكرية خلصت إلى أنه لم ترتكب أي جناية، إلا أن ساندرز يرى أن مثل هذه الأفعال قد تفسر على أنها "انتهاك لكرامة النساء"، كما أن مثل هذه الممارسات تتناقض مع قيم ومعايير الجيش. وأضاف في رسالته للقادة والجنرالات: "مثل هذا السلوك غير مقبول، وضار ويسيء لسمعة الجيش".
وتأتي هذه الحادثة بعد سلسلة من حالات السلوك السيئ للقوات في مناورات عسكرية في مقدونيا في شهر مايو (أيار) الماضي. وكان عدد من قوات الكتيبة الثالثة من المظليين، مع جنود من كتائب أخرى، اتهموا أيضاً بـ"سلوك غير مهني" خلال المناورات.
وأضاف الجنرال ساندرز في رسالته: "تشير الحوادث الأخيرة إلى أن الكتيبة الثالثة مظليين لا تتمتع بمستوى النظام واحترام الآخرين الذي نتوقعه من إحدى كتائب الجيش... إنني لست على استعداد للمخاطرة بمهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولا بسمعة الجيش البريطاني بإرسال الكتيبة الثالثة مظليين للانتشار حالياً".
ومهمة الانتشار في البلقان هي لمناورات تستمر عشرة أيام يطلق عليها "العملية البروفة" وتتم مع حلفاء بريطانيا في الناتو وتتطلب انتشار القوات في الخارج لنحو شهر على الأقل. ويسافر لتلك المناورات أكثر من 400 من القوات البريطانية إلى البوسنة وكوسوفو ويتلقون عادة أجراً إضافياً بمئات الجنيهات للانتشار في الخارج.
ويبحث الجيش البريطاني استبدال هؤلاء الجنود بقوات أخرى من كتيبة مدربة وجاهزة. وسيتم حرمان الجنود المشاركين في تسجيلات الفيديو الجنسية من المشاركة الدورية في "مجموعة المناورة الجوية القتالية" التي تتطلب جاهزية عالية جداً استعداداً لانتشارها كاستجابة لأي أزمة عالمية.