Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعليقات الأمير تشارلز حول رواندا في السر أو العلن تهدد العائلة المالكة

لطالما أخذ أمير ويلز على عاتقه مهمة التحدث في العلن حول القضايا التي تعتبر "آمنة" بالنسبة إلى شخص من العائلة المالكة لكن هذه التعليقات كانت دائماً مثيرة للجدل

ليس ذنب الأمير تشارلز في أن آراءه الخاصة حول معاملة طالبي اللجوء قد انتشرت في العلن (رويترز)

"ذلك الشيء الذي حدث في رواندا، على سبيل المثال. كان حقاً. ما هي الكلمة؟"، "أتقصد ’مروّعة‘ يا سيدي؟"، "آه ، نعم، سير آلان. إنه أمر مروع حقاً، يتجاوز حدود الخيبة. أنا لست معجباً بوجهة سفرهم التي تودي باللاجئين إلى أقاصي الجنوب وبسرعة كبيرة جداً".

هذا مثال عن التصوير الكاريكاتوري لأمير ويلز الذي جسده بشكل رائع عرض الدمى الساخر Spitting Image والممثل هاري إنفيلد في مسلسل ’آل ويندسور‘ The Windsors، وسلسلة ’وريث الأحزان‘ Heir of Sorrows من مجلة ’برايفت آي‘ Private Eye السياسية الساخرة.

لقد اعتدنا على هذا الرجل الغريب بصراحة، إنه قلق ومعذب وحتى نزق بعض الشيء، مدلل مادياً ولكنه جائع عاطفياً، غريب الأطوار (يقال إنه يتحدث إلى نباتاته)، متطرف بدعمه لقضايا البيئة، ميوله محافظة عندما يتعلق الأمر بالعمارة، حياته الخاصة مشوشة، عاش أياماً فظيعة عندما كان طالباً، يستخدم النبيذ الأبيض لتشغيل سيارته من طراز أستون مارتن، وغالباً ما يضيف إلى الابتهاج إلى هذه الأمة.

مع ذلك، ولفترة من الوقت بعد وفاة ديانا عام 1997، كان هو وكاميلا باركر باولز يمثلان تهديداً قاتلاً لم تشهد المؤسسة الملكية مثيلاً له منذ تنازل إدوارد الثامن عن العرش عام 1936، وعبثية إدوارد السابع قبل أن يعتلي العرش، أو الاشمئزاز العام من تجاوزات الأمير ريجنت قبل 200 عام (وهم ثلاثة أمراء إشكاليون آخرون لويلز).

"الحروب بين أمير وأميرة ويلز" في التسعينيات، فضيحة "تامبون غيت" [التي شهدت نشر نص مكالمة هاتفية حميمية بين تشارلز وكاميلا]، المقابلة الإشكالية التي أجرتها ديانا مع الصحافي مارتن بشير [في بي بي سي وتحدثت خلالها عن علاقتها بتشارلز وانفصالها عنه]، لقد كان دور الجمهور ليصاب بالترويع من تشارلز، ومنذ ذلك الحين بدأنا نتحدث برفق أكثر عن طيشه القديم لدرجة أننا على ما يبدو راضون بتقبل المرأة التي كانت عشيقته في السابق لتكون "الملكة كاميلا". وعلى الرغم من هذا فهو يثير المشكلات لنفسه ولـ "ماما" مرة أخرى، وهو أمر مروع فعلاً.

ربما الذنب ليس ذنبه في أن آراءه الخاصة حول معاملة طالبي اللجوء قد انتشرت في العلن، ومن الصعب تصديق أنه يرغب في أن تتداول وسائل الإعلام المختلفة آراءه، مما يتسبب بتعليقات معادية من اليمين المتشدد.

ربما كان يعبر فقط عن وجهة نظر إنسانية وليس سياسية بشكل مباشر، وأمام أشخاص يحق له أن يثق بهم، ربما أصدقاء، ولكن تم تسريبها بطريقة ما من طريق الخطأ أو غير ذلك، وانظروا إلى أين وصلنا الآن.

لا بد أن وزيرة الداخلية بريتي باتيل غاضبة أكثر من المعتاد، ولقد أثار استياء نايجل فاراج [سياسي يميني محافظ مؤيد بشدة لـ "بريكست"] الذي أصبح جمهورياً تقريباً على "تويتر" حيث نشر "إن لم يكن الأمير تشارلز راغباً في تدمير النظام الملكي فمن الأفضل أن يصمت بسرعة".

سواء كان فاراج محقاً أم مخطئاً، فإن بقاء وريث العرش صامتاً لفترة ضمن محيطه الخاص وأمام العامة سيكون موضع ترحيب، ومن أجل مصلحته ومصلحة آل ويندسور يجب عليه الابتعاد من الجدل، وما لم يكن الأشخاص الذين يتحدث إليهم جديرين بالثقة تماماً، فيجب أن تبقى شفتاه مطبقتين، بخاصة مع اقتراب عصر الملك تشارلز الثالث.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يلعب أمراء ويلز دوراً حقيقياً، وتاريخياً كان عليهم إرضاء أنفسهم بالعلاقات النسائية والشراهة وهوايات غير ضارة مثل جمع الطوابع البريدية. أمير ويلز هذا البالغ من العمر 73 عاماً، مما يجعله أكبر متدرب على منصبه المقبل، أخذ على عاتقه منذ فترة طويلة مهمة "التحدث علناً" حول القضايا التي تعتبر "آمنة"، ومع ذلك فقد كانت وما زالت مثيرة للجدل، حتى إن الحظ حالفه عندما كتب لحكومة توني بلير حول الأمور التي كانت تهمه كثيراً، على الرغم من أنها كانت أيضاً قضايا "آمنة" نسبياً، مثل محنة سمكة باتاغونيا ذات الأسنان.

لقد أضاف "خطه الذي يشبه نسج العنكبوت" إلى أجواء الرسالة الشغوفة التي يذكر فيها بضع نقاط عشوائية حول العالم المروع الذي نعيش فيه، ولكن إذا احتفظ تشارلز بآرائه لنفسه ولعدد قليل من المستشارين الموثوق فيهم، ولم يذكرها أبداً للأشخاص الذين يهمهم الأمر، فما هي جدوى من أن يكون أمير ويلز؟

ربما يكون هذا سؤالاً يجب تركه من دون إجابة، وعلى أي حال أشار تشارلز بالفعل إلى أنه سيكون أكثر حذراً عندما يصبح ملكاً.

الجانب الإيجابي في الموضوع، كما يأمل المرء، هو أن أمير ويلز سيصبح في القريب العاجل ملكاً، ويمكنه أن يخلص نفسه من الأعباء الملقاة على عاتقه بشكل أسبوعي حين يلتقي رئيس (أو رئيسة) الوزراء في "لقائهما" غير الرسمي.

من الصعب تحديد من سيجد هذه المواجهات غير مريحة أكثر، فلا يحب بوريس جونسون أن يتم انتقاده أو حتى أن تقدم له نصائح لا يستسيغها، ولم يغير حقاً وجهة النظر التي كان يمتلكها عندما كان طفلاً في الثامنة من عمره، والمتمثلة في رغبته في أن يصبح ملكاً للعالم.

تشارلز الثالث، ملك حقيقي، لا يعزف النغمة نفسها تماماً التي يعزفها رئيس وزرائه (بافتراض استمرار جونسون إلى عهد الملك الجديد)، باستثناء موضوع التغير المناخي ربما، وقمة "كوب 26" وما إلى ذلك، وقد يعتقد تشارلز أنه يتحدث إلى جدار أصم، وقد يظن جونسون أن وجهات نظر الملك مثيرة للاهتمام ولكنها ليست ذات صلة.

على كل حال، الأكثر من ذلك هو كيف يمكن لتشارلز أن يثق في أن بوريس لا ينقل محادثاتهما الصغيرة مباشرة عندما يعود للقاء أصدقائه الثرثارين في داونينغ ستريت؟ وإذا لم يستطع الملك الوثوق في رئيس وزرائه، فمن هو الشخص الذي يستطيع تشارلز اللجوء إليه للحصول على المشورة والتأثير على العالم؟

أجل، إنه وضع مروّع حقاً.

نشرت المقالة في "اندبندنت" بتاريخ 12 يونيو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء